بورياح: بوشارب يرفض الإستقالة دون أوامر فوقية بوحجة: لا لتكرار سيناريو الإنقلاب مع بوشارب اقتحم نواب من حزب جبهة التحرير الوطني، صباح أمس، مكتب رئيس البرلمان، معاذ بوشارب، وطالبوه بالرحيل الفوري من رئاسة المجلس الوطني الشعبي، كما منعت الكتلة البرلمانية للأفالان عقد اجتماع مكتب المجلس لإجبار رئيسه على الإنسحاب، في سيناريو يشبه لحد كبير حادثة الكادنة الشهيرة قبل أشهر، والتي أدت للإطاحة بالسعيد بوحجة، وهنا بات واضحا، بحسب العديد من المراقبين، أن منطق القوة و البلطجة هو الغالب داخل مبنى زيغوت يوسف. واظهر فيديو تم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مجموعة من النواب في نقاش حاد مع معاذ بوشارب حول مطلبهم الرئيسي المتمثل في رحيله من على رأس الغرفة السفلى للبرلمان. وردّ رئيس المجلس الشعبي الوطني، معاذ بوشارب، على نواب الأفلان الذين طالبوه بمغادرة منصب عمله، بالقول أنهم ليسوا من وضعوه في رئاسة البرلمان، وتابع قائلا: أنتم تعرفون من عينني ولم أزك من طرفكم . بالمقابل، نفى رئيس الكتلة البرلمانية لحزب جبهة التحرير الوطني، خالد بورياح، خبر الإشتباك بين نواب الحزب العتيد ورئيس الغرفة السفلى للبرلمان، معاذ بوشارب، مؤكدا بأن ما حصل محاولة رد إعتبار نواب الرئيس بعدما تم منعهم من دخول قاعة اجتماع مكتب المجلس. وقال بورياح في ندوة صحفية عقدها أمس: لم يكن هنالك أي اشتباك، بوشارب تجاوز كل الحدود، بعدما منع نوابه من حزب جبهة التحرير الوطني من دخول قاعة الاجتماع ، مضيفا في هذا السياق: لقد حاول منعهم من إبداء رأيهم حوله، لأن الافلان يرغب في رحيله في القريب العاجل تلبية لمطالب الشعب الجزائري . وأكد المتحدث بأن رئيس المجلس الشعبي الوطني، لم يبلغ نوابه من الحزب العتيد عن موعد الاجتماع، موضحا في هذا السياق: حاول تغيير التوقيت من 11 إلى الساعة 10 . وكشف بورياح بأن بوشارب أبلغهم بأنه لن يتزحزح من منصبه إلا إذا أتته أوامر فوقية، مضيفا: ربما ينتظر نزول الوحي حتى يرحل . وكانت المجموعة البرلمانية لحزب جبهة التحرير الوطني، قد أعلنت، الثلاثاء، تجميد كافة نشاطاتها في المجلس الشعبي الوطني، إلى غاية استقالة رئيسه معاذ بوشارب. وأصدرت المجموعة بيانا هو الثاني من نوعه في ظرف يومين، تدعو في بوشارب للرحيل بعد إعطائه الإثنين مهلة للإستجابة لمطلبها بمغادرة منصبه. وحسب البيان، فإنه نظرا لتعنت هذا الأخير (بوشارب) وتجاهله لتعليمات القيادة تّم الاتفاق على تعليق كل نشاطات الهياكل التابعة للمجموعة البرلمانية للحزب بالمجلس لغاية انسحابه من منصبه. من جهته، يواصل الأمين العام الجديد لحزب جبهة التحرير الوطني، محمد جميعي، محاولاته للتملص من حادثة الكادنة الشهيرة، حيث خرج بتصريحات زعم من خلالها أن معاذ بوشارب هو صاحب الفكرة بإيعاز من القوى غير الدستورية، بالمقابل يؤكد مراقبون أن مساعي جميعي لتبييض صورة الأفلان المشوهة سيكون مصيرها الفشل، لأن الشعب الجزائري متفطن لكل المناورات ويواصل التعبير منذ 22 فيفري عن مطالبه برحيل كل رموز النظام السابق، وعلى رأسهم ما يعرف ب أحزاب الكاشير . كما يواصل نواب الكادنة محاولاتهم لركوب موجة الحراك الشعبي، من خلال تبني مطلب رحيل معاذ بوشارب، وهو أحد أهم شعارات المتظاهرين خلال الأسابيع الأخيرة من الحراك الشعبي، لكن مساعيهم اصطدمت بموجة رفض واسعة من قبل الجزائريين الذين عبروا من خلال وسائط مختلفة عن استهجانهم لخرجة نواب الافلان الذين ساهموا في وصول بوشارب لمنصب الرجل الثالث في الدولة الجزائرية بقوة الكادنة ويحاولون الآن التضحية به لتلميع صورتهم المشوهة لدى الشعب. بوحجة: لا لتكرار سيناريو الإنقلاب مع بوشارب وفي تعليقه على المهزلة، قال السعيد بوحجة، رئيس المجلس الشعبي الوطني سابقا، إن تكرار سيناريو الانقلاب عليه مع معاذ بوشارب، سيُضر بصورة وسمعة البلاد التي تعيش حراكًا شعبيًا أبهر العالم. وأوضح بوحجة، في تصريحات اعلامية، أمس: لقد شاهدت فيديو اقتحام بعض النواب لمكتب بوشارب لكني لا أريد أن يُعالج الخطأ بنفس الخطأ، وكان على المعني بالأمر الانسحاب عقب توجيه إنذارات له من طرف كتلة حزب جبهة التحرير الوطني، لأن ما شهدناه اليوم إساءة إضافية للجزائر أمام الرأي العام الوطني والدولي . وعاد رئيس المجلس الشعبي الوطني غير المستقيل، السعيد بوحجة، إلى واقعة الكادنة التي أطاحت به من على رأس المؤسسة التشريعية، مشيرًا: عندما تحرك النواب لعزلي بأساليب غير قانونية ومتبناة من سياسة الأمر الواقع، غادرت منصبي من دون ضجيج لأنني لم أرغب في أن تتضرر صورة البلاد أكثر . ويعتقد بوحجة أن إصرار بوشارب على التمسك بمنصبه الذي وصل إليه بطريقة غير شرعية سيأزم الوضع، مشددًا على أن أحسن حل هو تحرك مجلس الدولة، للفصل في الدعوى القضائية التي تقضي ببطلان رئاسة بوشارب للمجلس الشعبي الوطني.