أكد مختصون شاركوا في اللقاء المنظم بمناسبة إحياء اليوم العالمي للتنوع البيولوجي بالمدرسة الوطنية للغابات بباتنة، على أهمية تحيين قائمة التنوع البيولوجي بالولاية ومنطقة الأوراس المعروفتين وطنيا بثرائهما الهام في هذا المجال. وأوضح المتدخلون خلال اللقاء،أنه باستثناء الحظيرة الوطنية لبلزمة التي شملتها عملية جرد وإحصاء للتنوع البيولوجي بها باعتبارها محمية طبيعية ولها ميزانية تسيير خاصة بها، فإن باقي المناطق وعلى الرغم من غناها البيولوجي فإن الحالة المعرفية للتنوع البيولوجي بها تظل ضعيفة والكثير من الأنواع النباتية والحيوانية لم يتم إحصاؤها بعد، على الرغم من إنجاز عديد الأعمال البحثية التي لم تترك لها أثرا في الميدان. وفي هذا الصدد، أفاد مدير المدرسة الوطنية للغابات، عثمان بريكي، بأن التنوع البيولوجي بمنطقة الأوراس، لاسيما النباتي، جدير بأن يحين ويعرف لأهميته وثرائه، حيث جاء في كتاب نباتات أفريقيا الشمالية لكيزال وسانتا 1962، أنه من بين ال3500 صنف من النباتات الموجودة بالجزائر آنذاك، 1813 نوع موجود بالأوراس ومنها 93 نوعا خاصا بهذه المنطقة دون غيرها ومنها سانتوريا توقورانسيس نسبة إلى جبل توقر الذي يتموقع فيه الأرز الأطلسي بالحظيرة الوطنية لبلزمة وروزا كانينا بلزماسيس التي نسبت إلى بلزمة. وتم التأكد والتعرف، وفق ذات المصدر، على مختلف هذه الأنواع بالجهة وأنها مازالت موجودة بفضل دراسات باحثين ومهتمين بالميدان، إلى جانب ما تتوفر عليه الجهة من تنوع بيولوجي حيواني يفوق ال1000 صنف، بما فيه الثدييات والزواحف والبرمائيات والجوارح والطيور والخفافيش وغيرها وكذا التنوع في مساكن هذه الحيوانات من منطقة لأخرى، وفق الأنظمة البيئية التابعة لها. واستنادا لبريكي، فإن غنى التنوع البيولوجي بالجهة جدير بأن تعمق فيه الأبحاث ويعاد اكتشافه من جديد، ولم لا توثيقه تدريجيا على شكل دليل أو أطلس لكل نوع، مع التركيز والترويج للأصناف التي تنفرد بها المنطقة، موضحا بأن مشروع جمعية ترقية العلوم البيولوجية واستدامة التنوع الحيوي بكلية علوم الطبيعة والحياة بجامعة باتنة 2 بالتنسيق مع الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة ضمن برنامج المبادرات الصغرى لفائدة منظمات المجتمع المدني لشمال إفريقيا الشطر الثاني، يعد خطوة جد ايجابية من أجل التأسيس لمنهجية علمية لوضع قاعدة بيانات خاصة بالتنوع البيولوجي بالولاية والجهة ككل.