أعلنت قوى الحرية والتغيير مواصلة مسيرة الاحتجاجات الشعبية في السودان من خلال الاعلان عن تنطيم مليونية جديدة وعصيان مدني في البلاد يومي 13 و14 جويلية، مطالبة بسقف زمني للتفاوض مع المجلس العسكري الانتقالي، في وقت تتوالى المبادرات السودانية من أجل التوصل إلى توافق سوداني - سوداني لادارة الفترة الانتقالية المقبلة وحل الازمة التي بدأت تأخذ أبعادا أمنية تهدد أمن واستقرار البلد. وقال ائتلاف قوى إعلان الحرية والتغيير ، في بيان له، إنه سيكون يوم 14 جويلية الجاري يوم العصيان المدني والإضراب السياسي الشامل في كل القطاعات المهنية والحرفية والعمالية والشعبية في العاصمة القومية والأقاليم بالتزامن مع مواكب الجاليات السودانية بالخارج . وأعربت قوى الحرية عن بعض التحفظات على المبادرة الإفريقية بشأن الحل في السودان، قائلة إنها أبلغت الوساطة الإفريقية بضرورة وضع سقف زمني للتفاوض. واتهمت قوى الحرية والتغيير في البيان القوات الأمنية باستخدام العنف المفرط مع المتظاهرين لذلك يعتبر المجلس العسكري مسؤولا عن الأرواح التي أزهقت، كما أعلنت التمسك بعدم التفاوض المباشر مع المجلس الانتقالي، مؤكدة أن تمسك الانتقالي بالرئاسة الدائمة للسيادي يوضح تشبثه بالسلطة فيما طالبت بالرئاسة الدورية للمجلس السيادي بأغلبية مدنية. ويأتي إعلان قوى التغيير بعد تظاهر مئات السودانيين أمس الاثنين في مدينة أم درمان (غرب الخرطوم) للتنديد بالانزلاقات الامنية التي شهدتها المظاهرات التي عمت أنحاء السودان الاحد، وبعد العثور على ثلاث جثث أخرى قرب نهر النيل. من جهته حمل المجلس العسكري قوى إعلان الحرية والتغيير المسؤولية عن وقوع خسائر بشرية خلال مسيرات الأحد، متهما إياها بتحريض المتظاهرين على تحويل مساراتهم نحو القصر الجمهوري في الخرطوم. وذكرت قوات الدعم السريع أن التظاهرات بدأت سلمية حتى قرر المتظاهرون التوجه للقصر الجمهوري . وأشارت إلى أن التظاهرات خرجت عن مسارها بعد الاعتداء على قواتنا . وكانت وزارة الصحة السودانية قد أعلنت من قبل أن عدد القتلى في تظاهرات الأحد ارتفع إلى 7 أشخاص فيما أفاد نائب رئيس المجلس العسكري بالسودان، الفريق أول محمد حمدان دقلو، أن قناصة مجهولين أطلقوا النار على 6 مدنيين و3 من قوات الدعم السريع في الخرطوم. وعقب الحادث أعلن المجلس العسكري أنه تمكن من القاء القبض على عناصر مسلحة أطلقت النار على قوات نظامية ومواطنين خلال الاحتجاجات، وأوضح رئيس اللجنة الأمنية بالمجلس جمال عمر إن بعض العناصر التي تهدف لزرع الفتنة والشقاق بين القوات النظامية، استغلت التظاهرات وقامت بإطلاق أعيرة نارية من قصر الشباب والأطفال بأم درمان وتم الإرشاد عنها بواسطة بعض المواطنين المشاركين في المظاهرات بالقرب من السلاح الطبي. مبادرة سودانية لتشكيل لجنة للتوافق في مبادرة جديدة لوقف موجة العنف في السوان، وايجاد توافق سوداني بعيدا على التدخلات الاجنبية في البلد، شكلت الهيئة القومية للتوافق الوطني لجنة برئاسة رئيس الهيئة، للاتصال بالمجلس العسكري وقوى إعلان الحرية والقوى السياسية المختلفة على أن تبدأ اتصالاتها اعتبارا من يوم غد الثلاثاء بغرض وقف التصعيد والوصول إلى توافق يمكن من خلاله إدارة الفترة الانتقالية بتوافق بين الجميع. وقال رئيس الهيئة مدثر عبد الرحيم الطيب، إن هنالك جهات ذات نفوذ عالمي كانت ومازالت تعمل بذكاء ومكر لتقطيع ما تبقى من أجزاء السودان بعد انفصال الجنوب، الأمر الذي جعل العديد من الجهات للتداعي من أجل تشكيل الهيئة التي تضم مجموعة من المبادرات والشخصيات القومية من أجل التوسط بين الاطراف المختلفة باعتبار أن الحل السوداني هو الأنسب والأفضل. وأشار إلى أن الهيئة تضم بداخلها أكثر من 9 مبادرات وطنية والعديد من الشخصيات السودانية تسعى لجمع رؤى وأفكار كافة القوى السياسية والتحالفات للتواضع على ميثاق شرف لإدارة الفترة الانتقالية، مؤكدا أن الهيئة وضعت تصور مقترحات حول نقاط الخلاف بين المجلس العسكري وقوى إعلان الحرية والتغيير. على صعيد آخر، أعلن تجمع الحرفيين السودانيين دعمه تفويض المجلس العسكري الانتقالي بتشكيل الحكومة المدنية الانتقالية بصورة سريعة، لحين قيام حكومة منتخبة. وأكد علي سيد أحمد، مقرر التجمع المهني الحر مساندة التجمع للمجلس العسكري للخروج بالبلاد لبر الأمان، داعيا القوى السياسية والتيارات للاتفاق والتعاون من أجل مصلحة البلاد. وثمن التجمع المجهودات التي بذلتها الأجهزة النظامية المختلفة وانحيازها للثورة، معلنا عن تجمع حاشد يضم الحرفيين الأسبوع المقبل لتأكيد تفويضهم للمجلس لتشكيل الحكومة.