عادت المعارضة الليبية إلى عادتها القديمة في اتهام الجزائر بمساعدة نظام القذافي، حيث لاتزال قضية إشاعات المرتزقة التي كذّبتها كل الدول، وحتى أمريكا نفسها تجترّها بعض الدوائر، لتتهم الجزائر مرة أخرى بنقل شحنة من الأسلحة عبر البحر لنظام القذافي وقال مسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية أن الولاياتالمتحدة تتحرى عن صحة تقارير، قالت أنه تم السماح برسو سفينة تحمل أسلحة لقوات الزعيم الليبي معمر القذافي في الجزائر، ودعت الولاياتالمتحدةالجزائر إذا كانت على علم بهذه الشحنة إلى منعها من الوصول لقوات القذافي. وقالت مصادر تسمي نفسها المعارضة الليبية أنها كانت تبحر تحت علم ليبي حاملة أسلحة ووصلت في 19 جويلية إلى ميناء جن جن في الجزائر، حيث يجري نقل الشحنة عبر الحدود إلى ليبيا، ولم يفهم مراقبون كيف تم اكتشاف هذه السفينة التي رست بيمناء جن جن من ليبيا. قال مسؤول وزارة الخارجية الأمريكية لرويترز .سمعنا تقارير تقول أنه سمح في الآونة الأخيرة لسفينة تحمل أسلحة إلى نظام القذافي بالرسو في الجزائر، وأن تلك الأسلحة يجري نقلها حاليا برا إلى ليبيا المجاورة الحكومة الأمريكية تعمل على التأكد من صحة هذه الادّعاءات التي ظهرت للضوء للتو. وقال مسؤول وزارة الخارجية الأمريكية أن الحكومة الجزائرية أبلغتنا في عدة مناسبات وقالت علانية أنها ملتزمة بشكل دقيق بكل قرارات مجلس الأمن الدولي المتعلقة بالصراع الليبي ندعو الحكومة الجزائرية إلى مواصلة تطبيق تلك القرارات بشكل صارم وأنها إذا كانت على علم بشحنة الأسلحة تلك بوجه خاص أن تضمن عدم وصولها إلى قوات العقيد القذافي وقالت بعثة البرتغال في الأممالمتحدة والتي ترأس لجنة عقوبات ليبيا أنها لم تتلق أي اخطار بهذا الخرق المزعوم، مشيرة إلى أنها لم تشعر ولو مرة بأن الجزائر تدعم نظام القذافي يما يتنافى مع القوانين الدولية، وأكدت البعثة أن الجزائر ملتزمة لحد الآن بالقرارات الأممية فيما يتعلق بالعقوبات المفروضة على نظام القذافي، وبما يتماشى مع اللوائح الأممية وقال مراقبون متابعون لما يجري في المنطقة أن هذه الإشاعات وراءها دوائر معروفة بعدائها الشديد للجزائر، وأن إشاعات نقل الأسلحة التي ظهرت للتو لا تخرج كذلك عن نطاق الدوائر الخبيثة التي اختلقت إشاعات نقل المرتزقة لنظام القذافي والذي كذبتها فيما بعد كل الدول، مشيرين إلى أن هذه الدوائر لا يعجبها الموقف الثابت للجزائر من الأزمة الليبية، والذي يرتكز على ضرورة الحل السلمي وجلوس طرفي النزاع إلى طاولة النقاش والحوار بعيدا عن التدخل الأجنبي العسكري في المنطقة الذي لا يخدم لا ليبيا ولا المنطقة بأكملها، وكذبته حتى الولاياتالمتحدةالأمريكية نفسها وأوضح المراقبون أن توقيت الإشاعة بالذات يأتي بعد أن تأكدت كل الأطراف بضرورة العودة إلى الطرح الجزائري في حل الأزمة الليبية، بعدما أدرك الجميع استحالة الحل العسكري، وهي خطوة تريد منها هذه المصادر تشويه سمعة الجزائر بعد أن خرجت الدبلوماسية الجزائرية منتصرة وقوية في رؤيتها العميقة والحكيمة في حل الأزمة الليبية، ولم تتحمل هذه الدوائر المشبوهة والمعروفة خروج الجزائر دائمة منتصرة في تدعيمها للقضايا العادلة سواء في المنطقة أو في العالم، مما جعلها تلجأ إلى طرق ملتوية وخبيثة لتشويه سمعة الجزائر.