كشف المدير التقني لمؤسسة جمع النفايات المنزلية "نات كوم" رشيد ميشاب ل"السياسي" أن مؤسسته اعتمدت برنامجًا خاصا للأيام الأخيرة لشهر رمضان التي تسبق يومي عيد الفطر المبارك. وذلك بتسخير أكثر من 5700 عون نظافة مرفوقين بعتاد ووسائل يضمن ما بين 50 إلى 60 دورية لرفع القمامات يوميًا في فترات صباحية ومسائية لضمان نظافة أحياء وشوارع بلديات العاصمة إستعدادا لإستقبال المواطنين للإحتفال بأيام العيد في ظروف مريحة ونظيفة، حيث تستهدف هذه الحملة الأماكن التي تعرف إقبالاً وحركة استثنائية خلال الأيام التي تسبق العيد. وأوضح ذات المسؤول أن مستوى النفايات المنزلية يرتفع خلال هذا الشهر الفضيل جراء الإستهلاك الواسع والإقبال المنقطع النظير للجزائريين على المواد الغذائية حيث وصل حجم القمامة في الأيام الأولى لشهر رمضان بالعاصمة الى أكثر 200 طن ليوم الواحد، في حين تجاوز 2200 طن في الأسبوع الواحد، في وقت تتوقع مؤسسة "نات كوم" بلوغ حجم 500 طن يوميًا في الأيام الأخيرة لشهر رمضان على أن تصل حجم الزبالة المنزلية التي سوف تجمعها هذه المؤسسة المذكورة مع نهاية الشهر الفضيل وحلول عيد الفطر الى حوالي 2500 طن بالعاصمة. كما شدد رشيد ميشاب على ضرورة إنخراط المواطن في عملية تنظيف العاصمة وذلك باحترامه للأوقات المحددة لإخراج القمامات مع الإحترام الصارم للأماكن المخصصة للرمي، حيث يشكل غياب حس المواطنة والسلوك الحضاري للمواطنين دخول شوارع وأحياء البهجة في فوضى الفضلات وظهور نقاط سوداء للقمامة تشوه عاصمة البلاد وتشكل خطرا على صحة المواطن خاصة ونحن في فصل الصيف الحار. وأضاف المتحدث في كلامه حول النظرة المستقبلية لمصالحه التي تفكر في خلق خلايا تواصل جوارية تهدف الى تأطير وتنظيم مبادرات المواطنين مع خلق ديناميكية تنافسية ما بين أحياء وشوارع العاصمة وإختيار الأنظف منها وهي الإستراتيجية التي تسعى مؤسسة جمع النفايات المنزلية الى تطبيقها لتحقيق نتائج مشجعة تمكن عاصمة سيدي عبد الرحمان من تبوّء المكانة التي تستحقها كعاصمة متوسطية. وحول سيرورة وأوقات عمليات جمع النفايات خلال الفترة الحالية أوضح ميشاب أن مؤسسة "نات كوم" تركز على دوريات ليلية بنسبة 80 بالمئة والغرض من هذا ضمان ظروف ملائمة لأعوان النظافة خاصة وأن بعض النقاط في العاصمة تعتبر ورشات حقيقية بفعل تراكم حجم الفضلات بها مما أجبر المؤسسة على إستعمال أليات ثقيلة لرفعها. وحسب محدثنا فإن برنامج رمضان كان مكملاً لبرنامج الإصطياف الذي كانت المناوبة الليلية تنطلق فيه إبتداء من الساعة العاشرة ليلا وتستمر الى غاية منتصف الليل. أما في هذا الشهر الفضيل فقد إمتدت حملة التنظيف الى المناطق المحيطة بالمساجد والأسواق ثلاث مرات في اليوم، كما إعترف المدير التقني لمؤسسة "نات كوم" بأنه رغم المجهودات المبذولة والتدابير المتخدة التي قامت بها المؤسسة بشهر رمضان إلا أن أحياء وشوارع العاصمة تظهر غارقة في القمامات والنفايات حيث زدادت أماكن رمي الفضلات بطريقة عشوائية بالعاصمة ودعا بهذه المناسبة على ضرورة إندماج المواطن في برنامج الطموح لمؤسسته والرامي إلى جعل العاصمة الجزائرية مدينة نظيفة رغم وجود بعض السلوكيات تنم عن غياب الحس المدني وروح المواطنة لدى بعض المواطنين إلا أن هذا التهاون لا ينطبق على الجميع بدليل وجود أحياء نظيفة تدعو الى التفاؤل في تعميمها في باقي الشوارع والأماكن في المستقبل. وللإشارة فإن مؤسسة جمع النفايات المنزلية "نات كوم" سخرت لعملية تنظيف العاصمة أكثر من 300 شاحنة تتكفل بحوالي 1800 طن من النفايات في الصيف والمواسم والأعياد يوميًا علمًا أن الجزائريين يخلفون أكثر من 42 ألف طن من النفايات يوميا إضافة لأكثر من 500 طن خلال شهر رمضان الحالي وهو ما يوحي الى حجم العمل المنتظر لمؤسسة "نات كوم" خاصة داخل محيط وأروقة وأحياء بلديات العاصمة التي يقدر عدد سكانها حوالي 3 ملايين نسمة.