مدير الغابات: النسبة الوطنية للتشجير تبقى ضعيفة كشف المدير العام للغابات، علي محمودي، أمس، عن توفير 25 مليون شتلة وشجيرة، كمرحة اولى، في إطار الحملة الوطنية للتشجير والتي ستنطلق شهر أكتوبر المقبل، بهدف غرس ما لا يقل عن 43 مليون شجرة عبر التراب الوطني، والتي أطلق عليها البعض لقب السد الأخضر الجديد . واوضح محمودي، انه سيتم توفير ما تبقى اي 17 مليون شتلة وشجيرة تدريجيا خلال الحملة التي ستمتد الى غاية شهر مارس المقبل. وأكد ان تاريخ اطلاق هذه الحملة تحت شعار شجرة لكل مواطن ، والتي تصبو الى غرس 43 مليون شجرة أي حوالي نفس عدد سكان الجزائر، سيكون في 25 أكتوبر المقبل تزامنا مع اليوم الوطني للشجرة والتي ستدوم الى غاية 21 من شهر مارس 2020، والذي سيصادف اليوم الدولي للغابات. تأتي هذه الحملة الوطنية تطبيقا لتوجيهات الوزير الأول، نور الدين بدوي، الذي كلف شهر أوت الماضي، وزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، شريف عوماري، بالشروع في التحضير لإطلاق حملة وطنية كبرى للتشجير، وهذا في سياق تحسين المحيط المعيشي للمواطن وحماية البيئة. كما ستسمح العملية، كما اضاف، بتجديد الغطاء النباتي والغابي المتضرر في السنوات الأخيرة بسبب حرائق الغابات خلال مواسم الحر. وبغرض التحضير لإطلاق وإنجاح هذه الحملة، تم إنشاء لجنة يترأسها وزير الفلاحة تضم العديد من الفاعلين من هيئات من مختلف القطاعات على غرار وزارة الموارد المائية والتربية الوطنية والتعليم العالي والبحث العلمي والداخلية والجماعات المحلية والبيئة والطاقات المتجددة، فضلا عن الجمعيات المدنية والكشافة الإسلامية الجزائرية، وذلك لإشراك الجميع في هذه المبادرة التي تهدف إلى توسيع المساحات الخضراء عبر مختلف ارجاء الوطن. النسبة الوطنية للتشجير تبقى ضعيفة وفي هذا الصدد، قال محمودي انه تم الاتفاق على تقسيم التراب الوطني الى اربع مساحات كبرى مع تحديد أنواع الأشجار بما يتماشى ومناخ كل منطقة. ويتعلق الامر بالمناطق المتضررة من حرائق الغابات على امتداد 40 ولاية ومناطق انتشار السد الأخضر الممتد على 10 ولايات والمناطق الجنوبية وكذا المناطق الحضرية والشبه حضرية الآهلة بالسكان. وبخصوص توفير الشتلات والشجيرات التي سيتم غرسها في إطار هذه الحملة الوطنية الكبرى، اكد المسؤول انه تم الى حد اليوم ضمان توفير 25 مليون شتلة وشجيرة من قبل مجمع الهندسة الريفية التابع لوزارة الفلاحة و التي ستوزع ابتداء من تاريخ انطلاق الحملة، في حين سيتم توفير الباقي (17 مليون شتلة و شجيرة) تدريجيا على مدار فترة الغرس التي ستمتد الى غاية مارس المقبل وهذا من قبل نفس المجمع وكذا المشاتل لتابعة للخواص على المستوى الوطني. اما عن أنواع الشتلات والشجيرات التي سيتم غرسها، أوضح المسؤول ان عملية الغرس ستتم وفق دراسات، تم القيام بها من قبل التقنيين المتخصصين وستحترم العديد من المعايير خصوصا تلك المتعلقة بأنواع الشتلات والشجيرات، وهذا بما يتماشى وطبيعة الأرض ومناخ كل منطقة. كما سيتم، حسب ذات المسؤول، غرس العديد من الأنواع منها المثمرة وغير المثمرة كاللوزيات والجوزيات والصنوبريات وأشجار الفلين والبلوط والزيتون و الخروب والقسطل. وفيما يتعلق بطريقة تسيير هذه الحملة الوطنية، قال محمودي انه سيتمخض عن اللجنة الوزارية المنصبة في هذا الإطار لجان محلية على مستوى كل ولاية برئاسة الولاة، في حين ستوكل عملية التنسيق الى محافظي الغابات والتي ستضم ممثلين عن كل الأطراف الفاعلة، والتي سيكون لها دور سواء من المؤسسات والهيئات الرسمية او السلطات المحلية او منظمات المجتمع المدني والمواطنين بشكل عام. وأضاف محمودي، انه سيتم تحديد أيام خاصة للغرس اسبوعيا وسيتم تخصيص على مستوى كل ولاية يوم معين لكل قطاع يشارك فيه المنتسبون للقطاعات التي ستشارك في الحملة منها الصحة والبيئة والموارد المائية والطاقة والتربية (مختلف اطوار التعليم) والجامعات والأمن والدفاع الوطني. وشدد المسؤول على ضرورة إنجاح هذه العملية لإعادة تشجير كل مناطق الوطن بسبب تقلص المساحات الغابية على اثر الحرائق العديدة التي سجلتها الغابات خلال السنوات الاخيرة والتي تضر بالمناخ، مشيرا الى ان حرائق الغابات اتلفت اكثر من 30.000 هكتار في الفترة الممتدة من سنة 2000 الى 2018 على المستوى الوطني. ووصف محمودي، أن النسبة الوطنية للتشجير، والتي تقدر ب11 بالمائة في المناطق الشمالية و2 بالمائة على المستوى الوطني، ب الضعيفة ، مضيفا ان الهدف الحقيقي هو بلوغ نسبة تفوق 20 بالمائة على المستوى الوطني خلال السنوات المقبلة.