* email * facebook * twitter * linkedin يشرف وزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري شريف عماري، اليوم، بمقر الوزارة على تنصيب اللجنة القطاعية المشتركة المكلفة بالحملة الوطنية لغرس 43 مليون شجرة تحت شعار "شجرة لكل مواطن"، حيث ينتظر أن يتم الإعلان عن الإطلاق الرسمي لحملة الغرس يوم الفاتح أكتوبر المقبل، وذلك بعد أن وفر مجمع الهندسة الريفية 12 مليون شجيرة لإنجاح المرحلة الأولى من حملة التشجير التي ستمتد من الفاتح أكتوبر إلى نهاية مارس، على أن تطلق الحملة الثانية في النصف الثاني من السنة المقبلة. وحسب مصادرنا من مقر الوزارة، فقد تم استدعاء الأمناء العامين لكل القطاعات الوزارية على غرار الداخلية والجماعات المحلية، التربية الوطنية، التعليم العالي و البحث العلمي، البيئة، الصحة، الصناعة والتجارة، بهدف تنصيب لجان على مستوى كل وزارة لإسهام كل من التلاميذ، الطلبة، و كل العمال في حملة التشجير، مع تحديد مساحات حضرية وشبه حضرية قابلة للغرس. ويأتي تنصيب هذه اللجنة بتوصيات من الوزير الأول نور الدين بدوي، الذي أمر أعضاء الحكومة خلال آخر اجتماع حكومي على ضرورة إشراك الجميع لإنجاح أكبر حملة وطنية للتشجير، تهدف إلى استخلاف الأشجار المتلفة بسبب الحرائق الأخيرة، مع رفع المساحات المزروعة بالأشجار المثمرة، بالإضافة إلى تنفيذ مخطط تجديد الغطاء النباتي بالسد الأخضر المهدد اليوم بالتصحر بسبب انعكاسات التغيرات المناخية التي خلّفت تذبذبات في تساقط الأمطار، ما جعل زحف الرمال يتواصل نحو المناطق الشمالية، وذلك على حساب المساحات القابلة للزراعة أو الاستغلال الاقتصادي. من جهته كشف المدير العام لمجمع الهندسة الريفية كمال عاشوري، ل "المساء" عن تجنيد كل إمكانياته المادية والبشرية لإطلاق الحملة الأولى لأكبر عملية غرس الأشجار المتوقع إطلاقها يوم الفاتح أكتوبر، وذلك من خلال اقتراح 12 مليون شتلة من مختلف أصناف الأشجار على كل ولايات الوطن. ولضمان نجاح العملية أشار عاشوري، إلى تنسيق العمل مع المعهد الوطني للبحث الغابي، بهدف تحديد فصائل الشتلات و ضمان النوعية، مؤكدا اعتماد كل أنواع الشجيرات المنتجة عبر 22 مشتلة تابعة للمجمع لضمان الجودة والنوعية. كما تقرر تجنيد كل أعوان المجمع عبر كل التراب الوطني لمرافقة المواطنين خلال عمليات الغرس لضمان احترام المقاييس التقنية، مع تأطير العملية في أول يوم للغرس، وضمان السقي اليومي للنبتة إلى غابة بلوغها مستوى يسمح لها بالنمو بطريقة عادية. وعن الطريقة المنتهجة لعملية الغرس كشف عاشوري، عن تقسيم المساحات المعنية بحملة الغرس إلى أربعة أصناف، الأولى تخص عملية تشجير المساحات المتلفة بسبب ألسنة النيران، و الثانية تخص المساحات الجديدة المعنية بالتشجير لتوسيع الغابات، المناطق الحضرية وشبه الحضرية، حيث ينتظر المجمع من مصالح مديرية الغابات تحديد المساحات المتعلقة بها والتي سيتم تشجيرها بمختلف أنواع أشجار الغابات، على غرار الأرز الأطلسي والفلين، في حين سيتم غرس الأشجار المثمرة بالمناطق الحضرية وشبه الحضرية على غرار الزيتون، اللوز وباقي أنواع الفواكه. وقصد ضمان توفير 12 مليون شتلة ابتداء من الفاتح أكتوبر المقبل، اضطر مجمع الهندسة الريفية إلى تنسيق العمل مع بعض المشاتل الخاصة، على أن تقوم مشاتله بتوفير شتلات الحملة المقبلة المتوقع إطلاقها بعد شهر مارس، وحسب مدير المجمع، شرع في التحضير الميداني لإنجاح الحملة الثانية من خلال تجنيد عمل كل الشتلات لتموين الوزارات والمجتمع المدني بالشتلات المطلوبة، مع العلم أن طاقات إنتاج 22 مشتلة تابعة للمجمع تقارب 50 مليون شجيرة، منها 30 مليون شجيرة خاصة بقطاع الغابات. من جهتها ستعمل المديرية العامة للغابات على تجنيد كل إمكانياتها المادية والبشرية لإنجاح العملية، و ذلك من خلال توفير العدد الكافي من الشتلات القابلة للغرس سواء الأشجار الغابية أو المثمرة، مع مرافقة المواطنين في عمليات الغرس لتدريبهم على التقنيات و المعايير العلمية لضمان نجاح الحملة والنمو السليم للشجيرة، بالإضافة إلى تركيز العمل ومجهودات كل محافظات الغابات على تدعيم السد الأخضر من خلال اعتماد توصيات الدراسة الجديدة المعدة من طرف مجمع الهندسة الريفية لتثمين وإعادة الاعتبار إليه، وذلك بعد أن تم تحديد مساحات جديد للغرس و اختيار أصناف جديدة من الأشجار تقاوم الجفاف وتدر ثروة اقتصادية للسكان القريبة من النسيج الغابي.