نظم المعهد الوطني للتكوينات البيئية، بغابة بن عكنون بالجزائر العاصمة يوم تحسيسي حول التأثيرات السلبية للنفايات البلاستيكية ومخاطرها على البيئة وصحة الإنسان وضرورة جمعها لإعادة رسكلتها. كما تهدف هذه المبادرة التي نظمت في إطار تنفيذ برنامج وزارة البيئة والطاقات المتجددة المتعلق بالحملة الوطنية لمكافحة النفايات البلاستيكية المنظمة تحت شعار (كلنا ضد البلاستيك) والتي انطلقت يوم 21 سبتمبر الجاري وتستمر إلى غاية 21 أكتوبر 2019، الى التحسيس بضرورة التخلص من استخدام الأكياس البلاستيكية عن طريق استبدالها بالقفة والأكياس المصنوعة من القماش وكذا الانتقال إلى مرحلة استخدام منتجات صديقة للبيئة ومستدامة. وعلى مستوى الفضاء الترفيهي لغابة بن عكنون، صرحت القائمة على هذا اليوم التحسيسي، السيدة صورية ناجي، أن العملية ستشمل توزيع منشورات وملصقات ومطويات على كل العائلات وخاصة الأطفال المتواجدين بالغابة لتحسيسهم بالتأثيرات السلبية للنفايات البلاستيكية ومخطرها على البيئة وصحة الإنسان، مشيرة إلى أن شعار هذه المنشورات يأتي بشكل مبسط ومفهوم من قبل عامة الناس وهذا لتسهيل بلوغ الرسالة إلى كل شرائح المجتمع وهو (أنا البلاستيك.. أشوه الطبيعة ونبقى فيها أكثر من 400 سنة... ما ترمينيش يرحم باباك). كما أضافت المسؤولة أن هذا اليوم التحسيسي سيعرف عملية جمع كل بقايا البلاستيك المتواجدة على مستوى الغابة بمشاركة موظفي المعهد الوطني للتكوينات البيئية، والأطفال المتواجدين بالغابة وكذا مسؤولي ومنخرطي جمعية (السعادة) التي تعنى بأطفال القمر (المصابين بحساسية التعرض لأشعة الشمس)، حيث سيتم بيع كل ما يتم جمعه من بقايا البلاستيك إلى مؤسسة متخصصة في رسكلة المواد البلاستيكية وستستفيد الجمعية من هذه الأموال التي ستوجه إلى التكفل بالأطفال المرضى المسجلين بالجمعية. وفي هذا الإطار قالت رئيسة جمعية (السعادة) لأطفال القمر، سهام بن بتقة، أن جمعيتها أطلقت منذ مدة حملة لجمع أغطية القارورات البلاستيكية وبيعها لمؤسسات الرسكلة وتوجيه هذه الأموال إلى شراء احتياجات أطفال القمر خصوصا المراهم والنظارات والأقنعة والقبعات الطبية التي تحميهم من أشعة الشمس، وهو ما يتماشى مع الهدف من الحملة الوطنية لمكافحة النفايات البلاستيكية، ولهذا تم إشراك كل منخرطي الجمعية لجمع البلاستيك في إطار حملة الجمعية من جهة وكذا التحسيس بمخاطر البلاستيك على الطبيعة وصحة الإنسان من جهة أخرى. من جهتها، قالت المكلفة بالإعلام على مستوى المعهد الوطني للتكوينات البيئية، رانية عبدون، أن هذا اليوم التحسيسي هو أول يوم في إطار برنامج لعدة أيام مرتقب تنظيمها في نفس الإطار والأهداف، مشيرة ان المعهد برمج أيام أخرى مماثلة بالمركز التجاري (ارديس) يوم 1 أكتوبر ومنتزه الصابلات يوم 5 أكتوبر وكذلك على مستوى المعهد يوم 15 أكتوبر. وموازاة مع هذه الأيام التحسيسية، أطلق المعهد مجموعة من الأنشطة، حسب نفس المصدر، بغرض تحسيس المواطن بتأثير النفايات البلاستيكية، تتمثل في تقديم عروض مسرحية تحت عنوان (القفة والصاشي) بالعديد من دور الشباب بالعاصمة وتقديم عروض لفيلم وثائقي حول البلاستيك وكذا نشر حاويات خاصة لجمع الأكياس البلاستيكية والقارورات وأغطية القارورات والأكواب. وقد استحسنت العائلات المتواجدة بغابة بن عكنون هذه المبادرة التي ستساهم حسبهم في التقليص من ظاهرة رمي البلاستيك وتواجده بطريقة عشوائية في الطبيعة، خصوصا القارورات والأكياس البلاستيكية السوداء التي تستعملها غالبية شرائح المجتمع لاقتناء حاجياتها اليومية، داعين إلى التوقف عن صناعة الأكياس البلاستيكية السوداء واستبدالها بالأكياس الورقية. وفي هذا الإطار، قالت عائشة، التي كانت برفقة أبنائها بالغابة، أن ظاهرة الأكياس البلاستيكية شوهت العديد من المناظر بالعاصمة، خصوصا الأماكن العمومية، وهذا لغياب ثقافة أخطار هذه المواد، سواء من حيث الصحة أو الطابع الجمالي للاماكن، مضيفة انه يجب تعميم مثل هذه الأيام التحسيسية في كل المناطق التي تتواجد بها العائلات مع أطفالها خصوصا في عطل نهاية الأسبوع لنشر ثقافة محاربة هذه الظاهرة والقضاء عليها. وغير بعيد عنها، دعت السيدة نوال السلطات العمومية إلى اتخاذ قرار التوقف الكلي عن صناعة الأكياس البلاستيكية واستبدالها بالأكياس الورقية، مشيرة إلى أن أسعارها الزهيدة وتقديمها مجانا على مستوى كل المحلات، خصوصا محلات بيع المواد الغذائية زاد من انتشارها ورميها عشوائيا، في حين أن الأكياس الورقية ستكون بأثمان أكثر غلاء وبالتالي، لن يتم توزيعها أو رميها بنفس الطريقة. يذكر أن وزيرة البيئة والطاقات المتجددة، فاطمة الزهراء زرواطي، كانت قد أشرفت يوم السبت الفارط بالجزائر العاصمة على إعطاء إشارة انطلاق حملة تحسيسسة ضد النفايات البلاستيكية وذلك بحضور سفير البعثة الديبلوماسية للاتحاد الأوروبي بالجزائر وممثلي مختلف المؤسسات العمومية وجمعيات المجتمع المدني التي تعنى بحماية البيئة. وأشارت يومها ممثلة وزارة البيئة والطاقات المتجددة، أمزيان فازية، أن الجزائر تسجل سنويا رفع 13 مليون طن من النفايات من بينها أزيد من 2 مليون طن من مادة البلاستيك منها 50 بالمائة يستخدم سوى مرة واحدة فيما يستخرج من البحر 168 ألف طن سنويا تشكل مادة البلاستيك نسبة 17 بالمائة منه.