تفتح "المشوار السياسي"، ملف القناة القطرية "الجزيرة" بعد احتفالها بعيد إنشائها ال51، وقد ارتأت "السياسي" أن تمنح الكلمة لإعلاميين وسياسيين جزائريين لتعرف آراءهم، وتفتح لهم المجال للنقاش، بالرجوع في هذا الملف إلى أهم المراحل التي قطعتها القناة منذ 15 سنة من البث، وقد أجمع الإعلاميون والسياسيون بالجزائر على أن الجزيرة انتقلت اليوم، بعد أن باتت مهنيتها في الحضيض، بخروجها عن العمل الإعلامي، وتحولها إلى غرفة عمليات للتحريض والتعبئة، من دورها القومي العروبي في الوطن العربي إلى خدمة أجندات خارجية وعلى رأسها الخطة الصهيونية في المنطقة. كمال جوزي مدير تحرير الخبر: "الجزيرة تخدم السياسة الخارجية لقطر" أكد جوزي كمال مدير التحرير بيومية "الخبر"، على التحولات في مسار قناة الجزيرة، التي باتت تلعب دورا سياسيا بامتياز، نظرا لكونها باتت تخدم السياسة الخارجية القطرية بطريقة غير مهنية. وأوضح جوزي في حديثه ل"السياسي" أن المشكل الأساسي يكمن في الفراغ الذي خلفته الوسائل الإعلامية العربية، الأمر الذي أتاح للجزيرة لعب دور إقليمي وقاري، خاصة وأنه من مصلحة قطر كدولة، أن تخدم أجندات تحول دون تعكر الأوضاع السياسية والعسكرية في منطقة الخليج، وأن تحافظ على الوضع على ما هو عليه، خاصة من حيث تناولها لملف البحرين، لدفع الأمور السياسية القائمة بالمنطقة إلى الركود، وأضاف جوزي أن الجزيرة باتت اليوم أداة تدعم السياسة الخارجية لقطر، وتلعب دورا في سقوط الأنظمة على غرار سقوط نظام معمر القذافي، مشيرا إلى أنه من المستحيل أن تتمكن الجزيرة من التزام الحياد، بعد أن أصبحت الحروب اليوم تدار بوسائل إعلامية قبل اللجوء إلى الوسائل العسكرية. مشددا على أن الإعلاميين اليوم، لا ينتظرون من الجزيرة الالتزام بالمهنية مادامت تحت سيطرة النظام القطري. دعدوش وائل: "الجزيرة قناة تدميرية بحجة الديمقراطية" أوضح وائل دعدوش الإعلامي والناشط في المجتمع المدني، أن رأيه صريح وواضح في القناة القطرية "الجزيرة"، أين كان قد حذر سنة 7002 من انعكاساتها على الواقع السياسي في الدول العربية، حيث كانت الجزيرة أنذاك تعمل من خلال حصصها "الاتجاه المعاكس" وغيرها، على تأجيج الخلافات، بحيث تستضيف شخصيات من المعارضة وتتيح لهم الكلام عن أحداث لا أساس لها من الصحة، والأكيد -حسب دعدوش- أن الجزيرة اليوم باتت تخدم المصالح القطرية والمخططات الصهيونية الأمريكية في المنطقة، وتساعدها على تجسيد إرادتها في فرض الزعامة على الدول العربية. ويرى دعدوش أن قطر أصغر بكثير من أن تتزعم الدول العربية، ليس لصغر حجمها الجغرافي فقط، بل لصغر بعد نظرها السياسي، مشيرا إلى أن الجزيرة تحولت في الآونة الأخيرة إلى خدمة الخط الأمريكي الصهيوني في المنطقة، من خلال ما كشفته وسائل الإعلام مؤخرا وموقع ويكيليكس، مشددا على أن الإعلاميين بالجزائر كانوا قد لاحظوا التحول في خط الجزيرة من قناة إخبارية إلى قناة تحريضية تدميرية بحجة الديمقراطية، حيث لم يستبعد المتحدث فكرة التخطيط المسبق لإنشاء القناة وفق أهداف بعيدة المدى، ترتكز على استقطاب الشعوب العربية بوقوفها إلى جانب بعض القضايا العادلة، ثم خلق حصص تسعى إلى ضرب استقرار الدول وخدمة مشروع شرق أوسط كبير. وجدد دعدوش دعوته إلى جميع الإعلاميين الأحرار بالاستقالة من هذه القناة الخطيرة على مستقبل شعوب المنطقة، والاقتداء بغسان بن جدو وغيره، وعودتهم إلى أوطانهم لتدعيم المنابر الإعلامية المتواجدة بها، وبالأخص الجزائريين منهم. حميدة العياشي: "الجزيرة تحول دون وقوع ربيع عربي ثاني في الخليج" أفاد حميدة العياشي مدير يومية "الجزائر نيوز" أمس، أن الجزيرة خالفت الصورة التي رسمتها سابقا لدى المشاهد، أين كانت تتميز بالتوازن في تناولها للمشهد العربي من حيث الأفكار المتناقضة والصراع حول وجهات النظر، بحيث وجدت نفسها في الأخير غير قادرة على أن تكون قناة متوازنة، بالرغم من أن المثقف العربي بات يعي الأطر التي تعمل في إطارها، وأضاف ذات المتحدث أنها أخفقت على الصعيد المهني، لأنها فقدت الخيط الرقيق الذي يلبسها وسام الحرفية والموضوعية، بعد أن انجرّت خلف الأهداف وأصبحت طرفا ذو ميول، وهذا ما ظهر في معالجتها لما يسمى ب»الثورات العربية«. وأشار العياشي إلى أن القناة كانت تعتمد ميزانين مختلفين، من حيث وقوفها المشرف إلى جانب الثورات التونسية والمصرية، ومن حيث عدم قدرتها على أن تكون بنفس الموقف مع الثورات العربية الأخرى، فيما يتعلق بالبحرين والخليج العربي عموما، وهو ما يدل حسب المتحدث على أن استقلالية القناة لم تكن بالقدر المهني، بحيث لم تلعب الدور السياسي المنتظر منها، وأضاف حميدة العياشي، أن هذا الخلل في الدور أثار بعض الشكوك لدى الملاحظين السياسيين والمثقفين العرب، انطلاقا من ارتباطها بالمصلحة السياسية العالمية والجيوسياسية، بحيث لم تتمكن بغيابها عن تغطية أحداث الخليج العربي من الحفاظ على الصورة. وحسب العياشي، فإن الجزيرة الآن ليست ملك للمهنيين بل باتت رهينة مواقف الدولة القطرية، التي تخضع بدورها إلى مراكز التأثير على غرار مجلس التعاون الخليجي والأمريكي، بحيث أصبحت لا تمتلك كامل الحرية للتعامل مع الأوضاع في الدول العربية، غير أنها لم تتناول الأوضاع في الخليج العربي على غرار السعودية والبحرين بنفس الطريقة، أين شهد المتتبعون حسبه تقهقرا في العمل الإعلامي، مضيفا أنه ليس بالإمكان القول أن الجزيرة خدمت قضايا العالم العربي بمصداقية وحيادية. وتوقع العياشي أن يكون الربيع الثاني العربي في الخليج، وهو الحقيقة التي تتغاضى عن تناول أحداثها وحيثياتها قناة الجزيرة، جراء الضغط السياسي والمالي، الذي يتحكم في خطها الافتتاحي، ويضيف »مادامت تابعة إلى دولة قطر فإن هذا لا يجعلها تتناول القضايا باحترافية، بل تتناولها على لسان واحد«. عماري ربيع إعلامي بإذاعة الجزائر الدولية: "الجزيرة كانت لها مهمة أساسية" أكد الإعلامي بالإذاعة الجزائرية الدولية ربيع عماري، أن الإعلام لعب دورا كبيرا في إسقاط بعض الأنظمة وتأجيج بعض الصراعات، والملاحظ - حسبه- أن الجزيرة كانت لها مهمة أساسية على مستوى مختلف الأحداث على غرار تطورات الأحداث في أفعانستان وصولا إلى العراق، بحيث كانت تصور في تناولها للحديث عن صدام حسين والجيش العراقي بأنهما أقوى الجيوش، في محاولة لإقناع المشاهد أن هناك توزانا في القوى بين الولاياتالمتحدةالأمريكية والعراق، وتكسبها الشرعية لشن هجماتها آنذاك، غير أن الواقع يقول عكس ذلك، فقد باتت ثروات العراق تنهب، وأمن العراقيين مهدد، مشيرا في حديثه إلى تناول القناة لصراعات أخرى في إيران والكويت وأفغانستان، حيث صورت »بن لادن« على أنه رجل خطير، فيما كانت القناة الوحيدة التي تتلقى أشرطته، ورغم ذلك فقد عزفت في حصصها الخاصة عن مناقشة حقيقة هذا الرجل، هل هو حقيقة أم صناعة أمريكية؟، وهو ما كان حسب ذات المتحدث تمهيدا للمرحلة الحالية التي انطلقت فيها الثورة في تونس، حيث كان تعاملها مع سريان الأحداث يعطي صورة حسنة، مما مكنها من دخول قلب الأحداث في المنطقة وأخذ مادة إعلامية معتبرة، لتتحول من الإعلام الاحترافي إلى الرواية، وتصبح المادة الإعلامية التي في حوزتها بمثابة أرشيف وأدلة تنشرها عبر صفحاتها، قد تكون حقيقية أو غير حقيقية. وأضاف عماري أن الجزيرة أصبحت تعمل على خلفيتين، الشق الدبلوماسي الذي يمثل سياسة قطر، التي فشلت في حل الملف السوري، وورطت الجامعة العربية، الأمر الذي عجّل -حسبه- بالعديد من التطورات التي سارعت مصر والجزائر إلى حلها، مشيرا إلى أن المشهد في القضايا العربية الحالية قد اختلف إلا أن سيناريو القناة لم يتغير من حيث تصويرها لمطالبة الشعب بإسقاط النظام، في وقت مازالت تتجاهل فيه الأحداث في البحرين واليمن، مما يؤكد حسبه نية قطر في السيطرة على المشهد العربي، وحمل لواء الرعاية على الدول العربية باعتبارها حسبما تزعم بوابة الحرية. أحمد قادة: "الجزيرة القطرية تدعم التدخل في شؤون الدول العربية" اعتبر أحمد قادة، المكلف بالاتصال على مستوى التنسيقية الوطنية للجمعيات المساندة لبرنامج الرئيس، أن قناة الجزيرة اليوم باتت تخدم أجندات دول الغرب على رأسهم الكيان الصهيوني، من خلال دعمها لمخططاته في المنطقة وعملها على بث الفتنة في أوساط الدول العربية، حيث تحولت حسبه إلى قناة دعائية لهذه البلدان التي تدافع على مصالحها في الوطن العربي، وسندا لمخططات حلف الناتو، الذي أصبح -يضيف قادة- آلة لاستعمار جديد في الدول العربية على غرار ليبيا والعراق وأفغانستان، ترمي إلى استغلال ثروات هذه البلدان. وقد تحولت حسبه الجزيرة إلى خدمة أهداف لا تصب في صالح الدول العربية، وتصب بالدرجة الأولى في صالح دولة قطر، التي لم تتوان في تدعيم قوات الناتو بالجيش، الذي خاض معارك عديدة في ليبيا، بحيث ترمي إلى تسيير قرارات جامعة الدول العربية التي كان لها مسار معين في مساندة الحركات التحررية منذ 5991، فيما باتت اليوم آلة في يد الدول الأجنبية، وأكد قادة أن الخطة الإعلامية للجزيرة اليوم ومن خلفها قطر تهدف إلى التدخل في الشؤون الداخلية لدول العالم العربي. بتوش محند: "الجزيرة تساعد إسرائيل على كسر جدار المقاومة في الشرق الأوسط" قال بتوش محند ممثل عن المجتمع المدني بالعاصمة أن الجزيرة ظهرت على حقيقتها وكشفت القناع بعد مرور 15سنة من إنشائها وفق مبادئ سامية، اكتسبت على إثرها شعبية معتبرة، والتي انحرفت عنها اليوم، خاصة في الفترة الأخيرة التي كانت مليئة بالأحداث والتغيرات، التي أفرزت ما يسمى بثورات الربيع العربي، والتي كانت الجزيرة رائدة في صنع أحداثها. وأضاف بتوش في حديثه ل"السياسي" أن الأحداث الجارية توحي بأن إنشاء القناة كان وفق خطة مدروسة منذ البداية، يهدف إلى إنجاح مخطط ما وتوصيات غربية، وهو ما لم يتفطن له المشاهد العربي، نظرا لاحترافيتها الخداعية-يضيف ذات المتحدث-، انطلاقا من غزو العراق والإطاحة بنظام صدام حسين والترويج لهذه الحرب، مع تمهيد الطريق وإعطاء حجة لحلفاء أمريكا على امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل، والذي نجم عنه التدمير الكلي لهذا البلد العريق بغية تفكيكه إلى أقاليم، ليثبت في النهاية، عدم وجود أسلحة الدمار الشامل بالعراق، لتليه ليبيا والآن سوريا. وأوضح بتوش أن ما يلاحظ من تضخيم وترويج وتزييف للحقائق وتغليط للرأي العام، حول الأحداث في سوريا ومحاولة زعزعة الاستقرار في هذا البلد، ومن جهة أخرى التستر على الأحداث التي شاهدناها في بلدان أخرى مثل البحرين والسعودية، وحتى ما حدث في الولاياتالمتحدةالأمريكية من احتجاجات ومظاهرات وفي أوروبا، التي كانت بالنسبة لها "لا حدث"، إضافة إلى ما يعانيه الشعب الصحراوي من اضطهاد وتعذيب وقتل عمدي ضد المدنيين، التي تتظاهر الجزيرة في كل مرة بالحرص على حقوقهم وحياتهم في بلدان أخرى، مضيفا أن أهدافها تكمن في إسقاط وكسر جدار الأنظمة المقاومة للكيان الصهيوني، وملاحقة كل الدول المعادية لإسرائيل، سقط القناع. الشيخ بن خليفة رئيس تحرير "أخبار اليوم": الشعب يريد إسقاط "الجزيرة" قدّم مشهد حمد بن جاسم، وزير خارجية دولة قطر، وهو "تباكى"على الشعب السوري حين نطق بقرار جامعة التخاذل العربي الخاص بتعليق مشاركة الوفد السوري في اجتماعات الجامعة، ومعاقبة دمشق اقتصاديا، صورة معبّرة عن »إستراتيجية الخبث السياسي والإعلامي« المنتهجة قطريا بواسطة قناة الجزيرة التي تحرص على القول بأنها تبث من قطر، في محاولة فاشلة لإبعاد »شبهة« التبعية للنظام القطري عنها، والحقيقة أن الجميع يدرك أن قناة الجزيرة قطرية تبث من قطر، وهي قناة تلفزيونية نجحت في تحويل قطر من دويلة صغيرة يفوق عدد الأجانب المقيمين بها عدد سكانها الأصليين إلى دولة "مخيفة" لها كلمتها إقليميا ودوليا، لا تكتفي بالفوز بشرف تنظيم نهائيات كأس العالم 2202، فتنظم ثورات عربية مزعومة في سنة 1102.. وفي رأينا، تحولت "الجزيرة" من قناة تبث من قطر، إلى قناة قطرية أكبر قوة وتأثيرا من قطر نفسها، حتى أن بعض المحللين صاروا يعتبرون قطر كلها ظاهرة صوتية صنعتها "الجزيرة" وهي مهددة بالانحسار، بعد الانحدار المهني الرهيب الذي جعلها تتبنى وجهات نظر معينة، لا تخدم سوى مخططات أجنبية لم يعد خافيا أنها ترمي إلى إضعاف وتفتيت الوطن العربي وتجزئة الأمة الإسلامية، وهي المخططات التي آتت أكلها في ليبيا، وقبل ذلك ركبت الثورتين الشعبيتين في مصر وتونس وأدخلت البلدين في دوامة من الفوضى، على الرغم من المطالب المشروعة للشعوب العربية الطامحة لوضع أفضل. لقد كانت قناة الجزيرة في بداياتها صوتا إعلاميا رائعا يعبّر، إلى حد كبير، عن نبض الشارع العربي، ويقف، ظاهريا على الأقل، في وجه الغطرسة الصهيونية، ولكن يبدو لنا اليوم أن ذلك النهج لم يكن المراد منه سوى كسب المصداقية، والحصول على الشعبية، والتغلغل في أوساط العرب والمسلمين، وهو الهدف الذي حققته "الجزيرة" بعد سنوات من الجهد والاجتهاد، ووصلت إلى أعلى هرم النجاح الإعلامي الجماهيري، قبل أن تكشر عن أنيابها، حين احتاج من يحركها من وراء الستار إلى استخدامها كمعول لإثارة الفتن، ما ظهر منها وما بطن، في مشارق الوطن العربي ومغاربها. وبطبيعة الحال، لم يكن المشاهد العربي، رغم عفويته، على درجة الغباء والسذاجة التي اعتقدها الواقفون وراء »الجزيرة«، حيث رافق الانحدار المهني للقناة المهنية انحدار في شعبيتها، ذلك أن تحول »الجزيرة« إلى منبر لقمع الرأي الآخر، جعلها لا تختلف عن الأنظمة الاستبدادية التي تزعم أنها تحاربها.. وكانت النتيجة أن ردد متظاهرون كثيرون في بلدان عربية عديدة العبارة الشهيرة.. "الشعب يريد إسقاط الجزيرة" ساحل مخلوف: "الجزيرة دخلت في حرب إعلامية مع الدول التي لا تخدم أجندات قطر" أكد ساحل مخلوف أستاذ القانون بكلية العلوم السياسية والإعلام، أن الجزيرة كقناة إخبارية شكلت طيلة مدة معتبرة من الزمن، مرحلة جديدة في تطور المنظومة العربية، مقارنة بما كان موجودا آنذاك، وهي كنموذج لقناة إخبارية على مدار الساعة، كانت تجسد نوعا من الديمقراطية والرأى والرأي الآخر، إلى غاية السنوات الأخيرة، حيث شكلت قطيعة مع ما كان مألوفا في الفضاء الإعلامي العربي، كما حاولت إثارة الجدل، وأضاف ساحل أن القناة دخلت في مشاكل سياسية مع كثير من الدول العربية انطلاقا من تغطيتها لكثير من الأحداث، حيث يرى ذات المتحدث أن القناة في البداية، حاولت أن تلعب دورا إيجابيا في التغطية الإعلامية، لكن سرعان ما ظهر لها دور إضافي إلى جانب دورها السياسي، حيث بدأ يظهر انحرافها عن الموضوعية، وانحرافها عن أخلاقيات المهنة. وأكد ساحلي أن تأثير القرار السياسي القطري على الجزيرة واضح، حيث لعبت هذه الأخيرة دورا كبيرا أوكل لها -يضيف- في إطار معادلة تشمل بعدا عسكريا، سياسيا، وإعلاميا، يتبين من خلال الاختلاف لتغطيتها الإعلامية لما كان يحدث في البحرين، تونس، مصر، وليبيا، حيث كانت هناك ازدواجية في التغطية، وعملت على التصعيد والتضخيم الإعلامي، لما كان يحدث في البلدان المذكورة سابقا على غرار البحرين، فقد أرادت ألا تغطي ما كان يحدث في البلد. محرز العماري: »أين اختفت مصداقية الجزيرة في الصحراء الغربية؟ أكد محرز العماري رئيس اللجنة الوطنية للدفاع عن حقوق الشعب الصحراوي، في تقييم له لعمل ومصداقية قناة الجزيرة، أن ما يسمى بالربيع العربي يحمل حماس التعطش الشعبي في الممارسة الديمقراطية، وحماية حقوق الإنسان، لكنه تأسف لأن المطامح الشرعية في قناعته تبقى ناقصة، بحيث أنها لم تسلّم في مضمونها مبادئها الأساسية، وهي التمسك بمبادئ التحرر، والاستقلال، والسيادة الوطنية التي تعمل على محاربة الثورات، وأكد أن تعامل الجزيرة، لا يتطرق إلى جوهر القيم الإنسانية ولا تعمل على إبرازها، والتي لابد أن تعكس مطالب الجماهير والشعوب الرافضة للاحتلال كفلسطين. وأضاف بخصوص الشأن الصحراوي أن قناة الجزيرة لم يتبين في كل المناطق المحتلة ماذا يعاني شعوب الإحتلال من قمع، وتعذيب وتجويع، وتساءل العماري عن سبب عدم تسليط الجزيرة الأضواء على الانتفاضة السلمية التي أقيمت في الأراضي الصحراوية المحتلة ضد الاحتلال المغربي، والتي لم يكن لها أي صدى، حيث لم تتكلم القناة عن حقوق الإنسان، والقمع للاحتلال بهذه المناطق متجاهلة الأمر تماما، مشددا على أنها تساهم في تشجيع التعتيم الإعلامي. السياسي تنشر شهادات عن تفاصيل المؤامرة ويكيلكس وصحفيون وضباط يكشفون خلفيات الجزيرة بالعودة إلى المسار الإعلامي لقناة الجزيرة، فقد رصدت »السياسي« الأدلة التي تكشف حقيقة المؤامرة الإعلامية الكبرى، التي قادها بارونات الإعلام التحريضي، حيث كشفت وثيقة لموقع ويكليكس، خلال الأشهر الماضية، أن الاستخبارات العسكرية الأمريكية كانت تقدم تقريراً شهرياً لمدير شبكة الجزيرة المقال الإعلامي وضاح خنفر، توجهه فيها عن أخطائه وسلبياته، حيث حصل »ويكيليكس« على مقابلة بينه وبين مسؤول الشؤون العامة فى المخابرات العسكرية بالسفارة الأمريكيةبالدوحة يوم 91 أكتوبر 5002، وجاء فى البرقية، التى تحمل رقم 505671aho، أن مسؤول الشؤون العامة التقى مع مدير شبكة الجزيرة وضاح خنفر يوم 91 أكتوبر، لمناقشة أحدث تقرير لوكالة الاستخبارات العسكرية AID والمواضيع المقلقة فى موقع الجزيرة على الإنترنت، مشيرة إلى أن خنفر أحضر رداً مكتوباً على نقاط وكالة الاستخبارات العسكرية فى تقاريرها لأشهر جويلية وأوت وسبتمبر من عام 5002، قائلا »إن أحدث المواضيع التى تثير قلق الحكومة الأمريكية فى موقع القناة، قد تم تهذيبه وتهدئة لهجته وأنه سوف يزيله فى خلال يومين أو ثلاثة«. ومن جهته كان قد أكد الضابط الروسي إيليا كورينيف أن القناة القطرية الجزيرة، جزء من خطة الاعتداء على ليبيا، المندرجة ضمن مخطط يشمل سوريا والجزائر واليمن والسعودية وإيرانوروسيا، وأضاف في أكتوبر الماضي، أن الخبراء المؤهلين يفهمون جيدا أن الاعتداء على ليبيا ما هو إلا جزء من إجراءات مبرمجة، حيث تلي ليبيا سوريا والجزائر واليمن والمملكة العربية السعودية وإيران وآسيا الوسطى ومن ثمة روسيا، مشيرا إلى أن روسيا ستكون الأخيرة، حيث تجري إحاطتها بأنظمة عميلة معادية ورادارات وقواعد عسكرية، إضافة إلى التشجيع بكافة الوسائل على الفساد وتنامي المشاعر الاحتجاجية داخل البلاد. وتحدث كورينيف عن دور قناة الجزيرة في أحداث ليبيا، حيث أكد أن مشاهد انتصار المتمردين التقطت في قطر، وكانت ديكورات الساحة الخضراء في طرابلس مقامة في صحراء قرب الدوحة، مشددا على أن تلك المشاهد كانت بمنزلة إشارة لهجوم المتمردين والمخربين، حيث بدأت خلايا المتمردين النائمة بإقامة الحواجز في كافة أنحاء المدينة واقتحام مراكز القيادة وشقق الضباط، الذين لم يخونوا القذافي، وبدأت عمليات إنزال وحدات أجنبية في الميناء، بحيث انقطع -يضيف كزرينيف- وانقطع الاتصال بأحد الأجنحة، وسلم أحد الضباط الكبار موقعه دون معركة، مشيرا الى أن القذافي أمر بالانسحاب وعدم إخماد النار بالنار وعدم تحويل طرابلس الى محرقة تحرق وحدات الجيش والسكان المسالمين على حد سواء، لكن المئات من الفدائيين التابعون لنظام القذافي رفضوا -حسب المتحدث- تنفيذ هذا الأمر واستمروا يدافعون عن المدينة. وفي ذات السياق كشف الصحفي الفرنسي ثيري ميسان أن قناة الجزيرة، التي رسخت نفسها على مدى 51 سنة على أنها قناة إخبارية مهنية، تقوم اليوم بحملة ضارية للإطاحة بالأنظمة العربية، مشيرا إلى أن هذا التحول ليس ظرفيا أو وليد صدفة وإنما هي خطة مقررة منذ فترة طويلة استطاع راسموها أن يخفوا بدهاء مصالحهم الشخصية عن الجمهور، وقال ثيري ميسان أنه كان وراء تأسيس الجزيرة أخوان فرنسيان يحملان الجنسية الإسرائيلية هما ديفد وجان فرايدمان، بعد اغتيال صديقهما إسحاق رابين، وطبقا لديفد فرايدمان، فإن الهدف كان خلق مجال يستطيع أن يتحاور عبره الإسرائيليون والعرب بحرية ويتبادلون النقاشات ويتعرفون على بعضهم الآخر، باعتبار أن حالة العداء والحرب تمنع مثل هذا وبالتالي تقضي على الأمل بالسلام، إلى أن حانت اللحظة لتخطي الفترة الأولى من أجل استغلال جمهور أصبح يناهز 50 مليون مشاهد، لتكون قطر من خلال الجزيرة لاعبا في عالم العولمة. وقد أكدت المعطيات والتصريحات المقدمة من طرف إعلاميون وضباط على المستوى الوطني والعالمي، الإجماع على أن الجزيرة أصبحت قناة تخدم أجندات قطرية أمريكية حسب الخارطة المراد رسمها لشرق أوسط جديد، كل هذه الشهادات لم تكذبها الجزيرة بالرغم من إمكانياتها الإعلامية، والسكوت علامة الرضا، وقد اخترنا هذه العينة من شهادات أجانب، حتى لا يتهمون على أنهم ضد هذه القناة.