بعد أن كانت أثناء حربيْ لبنان وغزة ملجأ لكل الشعوب العربية التي اعتبرت القناة ناطقا باسمها، خاصة عندما تتطرق للوضع المحلي في كل بلد عربي، فتحوّلت قناة الجزيرة إلى أهم القنوات على الإطلاق.. * تغيّر الوضع في الأشهر الأخيرة، حيث أكدت تقارير ودراسة استطلاعية من الولاياتالمتحدةالأمريكية، أن قناة الجزيرة فقدت شعبيتها، ولم تعد متابعة من طرف الشعوب العربية كما كانت، رغم أنها تتبنى حاليا الدفاع عن المعارضة السورية والليبية، وتقف ضد النظامين السوري والليبي على حد سواء، ولكن مبالغة قناة الجزيرة في التركيز على الأحداث العربية، وتقديم الاتجاه الواحد فقط دون الاتجاه المعاكس، جعلها صورة طبق الأصل لقناة العربية التابعة للمملكة العربية السعودية.. * ولأن الثورات العربية خصّت دولا غير خليجية وحتى الأحداث التي وقعت في مملكة البحرين، لم تكن لتصنع الحدث بالنسبة للجزيرة، التي سارت في اتجاه الملك وليس المعارضة، كما حدث في سوريا وليبيا، فإن قناة الجزيرة صارت متهمة بكونها مع مختلف بلاطات الإمارات والمملكات الخليجية، وزاد من استقالة بعض الوجوه الإعلامية في قناة الجزيرة من تكريس عملية الهروب الجماعي للمشاهدين نحو قنوات أخرى، بدأت برغم عدم حياديتها مثل روسيا اليوم وأورو نيوز وفرنسا 24 وكلها ناطقة باللغة العربية في جذب المشاهدين من سلة قناة الجزيرة.. * وكانت قناة الجزيرة قد عرفت أكبر متابعة لبرامجها منذ إنشائها خلال حرب تموز أثناء العدوان الإسرائلي على لبنان في صائفة 2006، وأيضا خلال العدوان على غزة، وبلغت الذروة في الثورة المصرية، خاصة عندما حاولت وتمكنت النايل من معاقبتها بحجبها عن التواجد على قمرها الصناعي، ولكن مباشرة بعد اندلاع الأحداث في سوريا وليبيا، اختارت اتجاها واحدا وهو المعارضة فقط.. واستغلت الكثير من القنوات وقوع الجزيرة في هذا "المأزق" فصارت تقدم الرأي والرأي الآخر الذي اشتهرت به قناة الجزيرة وحادت عنه.. ولاحظت الدراسة التي أجريت مؤخرا في الولاياتالمتحدةالأمريكية، أن المنتديات الإلكترونية صارت تبين مدى نفور المشاهدين العرب من الجزيرة، واتهامها باتباع أجندة أمريكية واضحة، بل والحديث حتى عن تمكن لوبيهات صهيونية، منها مما جعلها تفقد المصداقية وأسباب تعلق الشعوب العربية بها، عندما ظنوا أنها الناطق الرسمي باسمهم دون بقية القنوات، حسب الدراسة طبعا.. * أما في الجزائر، فإن تحول لاعبي الخضر إلى البطولات الخليجية جعل تجارة بطاقات الجزيرة الرياضة تنهار، خاصة أن بطولات قطر والسعودية يمكن مشاهدتها من دون تشفير، رغم أن الكلاسيكو الإسباني مازال قائما، وقد يكون أشرس هذا العام بعد مباراتي الكأس الممتازة الحماسيتين اللتين توجتا برشلونة أول أمس.