تالقت الكاتبة والشاعرة أسماء مزاري بمولودها الأول ريحة البهجة ، وهو الموسوعة التي تضم 2400 مثل شعبي جزائري، خلال معرض الكتاب سيلا الذي اختتمت فعاليته السبت المنصرم، حيث لاقى استحسان واعجاب القراء أثناء جلسة بيع بالتوقيع نظمتها دار النشر. ريحة البهجة هو كتاب احتوى ثرات الأمثال التي تغنى بها الاجداد سابقا من الاندثار والاضمحلال في وسط عالم التكنولوجيات الحديثة، حيث قامت الكاتبة اسماء مزاري على تدوين 2400 مثل شعبي جزائري بهدف حفظ جزء من ثراتنا الشعبي الذي يمثل هويتنا وتضاريس تاريخنا بكل اشكاله العمرانية والمخطوطة والتشكيلية واللسانية، حيث وأنت تقرا كتاب ريحة البهجة تستطيع سماع صوت القلب والحنين إلى كل ما هو أصيل. أكدت الكاتبة اسماء مزاري خلال لقائها ب السياسي أن فكرة كتاب ريحة البهجة قد سبقتها له عديد الأقلام المهمة في الجزائر، من أساتذة ودكاترة، وقد يرى البعض أن موضوع الكتاب سهل وفي متناول الجميع إلا أن الأمر قد أخذ منها عقد من الزمن لجمع هذا العدد من الأمثال الشعبية، مشيرة أنه في بداية الأمر لم يتعدى كونه هواية تستمتع بها، بما أنه يستهوي ذائقتها الفنية ولكن بعدها تحول الأمر إلى مشروع كتاب حاولت من خلاله جمع أكبر قدر ممكن من أمثالنا الشعبية الجميلة والتي تفتخر بها الكاتبة وتعتز بها كثرات لساني سيبقى مدى الدهر، قائلة في سياق حديثها أن الأمثال هي صورة أيقونية عن المجتمع مثلها مثل، الفلكلور الشعبي، الغناء، الفن التشكيلي.. الخ كلها ترسم صورة هذا الشعب أصالته وثقافته. الكتاب طبعة 2016 وقد صدر حديثا عن دار allure audiovisuel، وهو عبارة عن موسوعة تضم 2400 مثل شعبي جزائري في 500 صفحة موسومة ب ريحة البهجة وهو متوفر حاليا في المكتبات، وقد لاقى استحسان واعجاب القراء أثناء جلسة بيع بالتوقيع نظمتها دار النشر في معرض الكتاب سيلا لهذا العام كما سيكون حاضرا في معرض الكتاب الذي سيقام في غرداية ابتداءا من يوم 17 نوفمبر 2019. كما اشارت الكاتبة خلال حديثها عن معرض الكتاب سيلا أن الجزائر أصبحت ماركة مسجلة للحضور القوي، منقطع النظير لهكذا حدث ثقافي ولكن من وجهة نظرها فإن الحضور ليس مقياسا أبدا لنسبة المقروئية فهناك من يزور المعرض لأغراض أخرى سواء من باب الفضول أو لالتقاط صور السيلفي والتقاء الأصدقاء، دون انكار أن الشريحة الأكبر تقصده لاقتناء الكتب والاطلاع على جديد المعرض لكل سنة. واكثر ما ميز هذه الدورة حسب الكاتبة هو حضور أسماء جديدة واصداراتها بقوة سواء في الرواية أو الشعر وهذا يدل على أن الوسط الأدبي يعرف غزارة في الانتاج آملة أن يكون المضمون في مستوى القارئ المتعطش لكل ما هو جديد ولكن أكثر ما يحز في نفسها هو غياب أسماء عمالقة الحرف عن هذا العرس الثقافي على غرار احسان عبد القدوس وأنيس منصور ودانييل ستيل في الأدب العالمي.