يعتبر حي العبازيز ببلدية بوڤرة ولاية البليدة من أكبر التجمعات السكانية، إلا أنه لا زال يتخبط في عدة مشاكل ويعاني من عدة نقائص التي عملت على تهميش الحي وتصنيفه ضمن المناطق النائية، ورغم الاحتجاجات المتكررة التي قام بها سكان، إلا أن الأمور لازالت على حالها، ولم ينل الحي نصيبه من المشاريع التنموية على غرار البلديات الأخرى. يعاني حي العبازيز، الذي يحتوي على ثلاثة أحياء فرعية، من التضرر الشديد للطرقات التي أدت الى صعوبات كبيرة تعيق التنقل وترهق سير السكان، حيث أكد المواطنون ل"السياسي" أنهم يتخبطون في مشكلة حقيقية على مستوى المنطقة بسبب الطرق المهترئة التي تملؤها الحفر، فرغم إعادة تعبيد وتزفيت طرقات الحي إلا ان أعمال »البيركولاج«، حسب السكان، عملت على إعادة تآكل وتدهور بالغ للطريق، وأن الوضعية عادت إلى حالتها القديمة بعد مدة قصيرة من التعبيد جراء ضعف عمليات الصيانة، حيث تتحول الطرقات في فصل الشتاء إلى برك من الأوحال، ووديان من المياه الجارفة يصعب التنقل فيها على الراجلين ومستعملي السيارات، أما في فصل الصيف فتنقل السيارات في الطرق المهترئة يؤدي إلى انتشار الغبار الكثيف الذي يزيد من انتشار أمراض الحساسية في أوساط السكان. كما اشتكى أولياء التلاميذ الذين التقتهم "السياسي" من الخطر الشديد المحدق بأبنائهم، الذين يزاولون دراستهم بالمدرسة الابتدائية الوحيدة الموجودة بين الحي الأول والثاني، على حافة الطريق الولائي رقم 14 الرابط بين سيدي موسى وبوڤرة، حيث أن المدرسة محاذية للطريق، بالاضافة الى الاكتظاظ الشديد في الأقسام إذ يزاول كل التلاميذ القاطنون بالأحياء الثلاثة الذين يتضمنهم حي العبازيز، الدراسة بنفس الابتدائية مما يؤثر على تحصيلهم التعليمي ودرجة استيعابهم للدروس. كما اشتكى المواطنون من عدم توفر هذه الأحياء على ثانوية حيث طالب الأولياء بضرورة توفير ثانوية جديدة بالمنطقة، أو توفير النقل المدرسي لتلاميذ الطور الثانوي، من أجل تنقلهم من حيهم إلى المتقنة الموجودة في مدينة بوڤرة، حيث يضطرون إلى قطع مسافة لا تقل عن الأربعة كيلومترات يوميا من أجل بلوغ مؤسساتهم التربوية، فعلى الرغم من توفر حافلات النقل العمومي التي تنقلهم من حي العبازيز الى وسط بوڤرة، إلا ان التكاليف اليومية أرهقت جيوب المواطنين البسطاء. ناهيك عن المرافق الضرورية الغائبة عن الحي، وهو ما عبر عنه السكان من حيث الانعدام التام للأسواق الجوارية، والمرافق الصحية حيث يلجأ المواطنون القاطنون بالحي الى بلدية بوڤرة، فعلى الرغم من توفر الحي على مستوصف صغير للعلاج إلا انه لا يلبي حاجات المواطنين ويعجز عن علاج الحالات الصعبة، حيث يحتاج الى الكثير من المعدات اللازمة من أجل إسعاف الحالات الاستعجالية. بالاضافة الى مشكلة البطالة التى يعاني منها الشباب بالمنطقة ما جعلهم يعملون بسوق الجملة ببوڤرة، فحتى الأطفال الذين لا تتعدى أعمارهم ال14 سنة يتوجهون الى سوق الجملة على الساعة الثالثة صباحا، للعمل بالحمالة والعودة قبل الساعة الثامنة من أجل الالتحاق بمقاعد الدراسة، ما يوحي بأن سكان المنطقة جد بسطاء وفقراء، وأن توفير المتطلبات الضرورية يسهل عليهم يومياتهم، وهو ما دفع بشباب المنطقة الى القيام بالعديد من الاحتجاجات وقطع الطريق، من أجل إيصال صوتهم الى السلطات المعنية، لكنهم لم يلقوا أي اهتمام أو ردود، ليبقى المواطن البسيط يتخبط لوحده مصارعا ويلات العيش الصعبة.