لم تتقبل العائلات القاطنة بحي دلبوز القصديري التابع لبلدية براقي، عملية إعادة الإسكان التي شهدتها المنطقة مؤخرا، والتي استفاد منها سكان حي الوئام التابع لبلدية جسر قسنطينة، حيث أقدمت العائلات على تنظيم وقفة احتجاجية عند مدخل الحي قصد لفت انتباه السلطات المحلية لموقفها المندد بمنح الأولية لسكان بلديات مجاورة فيما يعاني أبناؤها في صمت. أبدت العائلات القاطنة بحي دلبوز استياءها الشديد من استفادت سكان حي الوئام القصديري التابع لبلدية جسر قسنطينة من سكنات (السوسيال) المشيدة على مستوى حي ميهوب ببلدية براقي، والتي كانوا يتأملون أن تكون من نصيبهم كونهم يرون أن انتماءهم للبلدية يمنحهم أولية الاستفادة منها دونا عن غيرهم، حيث أقدم العديد من السكان على غلق الطريق المؤدي إلى الحي رفضا منهم للوضع. وفي ذات الصدد، أوضحت العائلات التي تجاوز عددوها الأربعون أن أملها قد تبخر فور إعلان السلطات المحلية لخبر ترحيل سكان بلدية جسر قسنطينة إلى عمارات حي ميهوب الجديدة، مؤكدين أنهم باتوا غير قادرين على تحمل السكن في ظل الظروف التي وصفوها بالمزرية، أين تجتمع عليهم كل أنواع المعاناة من اهتراء للسكنات التي أضحت غير قادرة على حمايتهم من برودة الشتاء ولا حر الصيف، إضافة إلى هشاشة أسقفها التي لا تتصدى لمياه الأمطار حيث يدفعهم اجتياحها لمنازلهم إلى إخلائها، والمبيت في العراء خوفا على حياتهم، إضافة إلى انسداد قنوات الصرف الصحي وعدم تهيئة الطرقات، ناهيك عن غياب متطلبات العيش الكريم وعلى رأسها غياب غاز البوتان، مما يجعل البدائية سمة معيشتهم ويكبدهم المزيد من الشقاء التي حوّلت يومياتهم إلى جحيم. من جهة أخرى، أضافت العائلات أن إقدامها على غلق الطرقات ليس الهدف منه تعطيل مصالح المواطنين أو بعث الفوضى في محيط البلدية، مبررين أقدامهم على هذه الأفعال بغياب الحلول الناجعة لمخاطبة السلطات المعنية والتعبير عن حجم السخط إزاء ما وصفوه بسياسة التهميش. يذكر أن حي الوئام كان واحد من أكبر الأحياء التي تضم سكنات قصديرية على مستوى العاصمة التي تجاوز عددها ال500 مسكن انتظر دوره في عملية الترحيل منذ بداية التسعينات حيث أقدمت عائلات الحي في آخر احتجاجاتها على اقتحام المدرسة الابتدائية المحاذية لمقر سكناهم وتحويل أقسامها إلى غرف يقطنونها، وذلك بعد أن كادت أمطار الخريف التي شهدتها العاصمة شهر سبتمبر المنصرم أن تهدم مساكنهم الهشة على رؤوسهم، أين لقوا وعودا من الوالي المنتدب لدائرة بئر مراد رايس بالترحيل في أقرب الآجال.