يرتبط اسم »يناير« بالاحتفالات السنوية للسنة الأمازيغية الجديدة التي تصادف الثاني عشر جانفي من كل سنة، حيث يحتفل الجزائريون اليوم بمرور 2962 من انتصار الزعيم الأمازيغي شيشناق على رمسيس الثالث، فرعون مصر، وتحضّر الاحتفالات في الجزائر في مختلف مناطقها من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب وبمختلف عاداتها وتقاليدها. تحضيرات الشارع الجزائري للاحتفال ب»يناير« يشهد الشارع الجزائري هذه الأيام حركة غير عادية من خلال التحضيرات للاحتفال ب»يناير«، وهو ما لاحظناه خلال تجولنا في بعض الأسواق بومعطي، ميسونيي وبن عمار، حيث ينتظر التجار هذه المناسبات بفارغ الصبر ليعرض أحسن أنواع المكسرات كالجوز والبندق واللوز والفول السوداني، بالإضافة إلى مختلف أنواع الحلوى وسلات الفواكه والعمل على تكثيفها من أجل ربح الزبائن الراغبين في اقتناء الهدايا للعائلة والأحباب، وأكد الباعة أن هذه المناسبات تعمل على إنشاء جو حيوي في الأسواق وكسر الروتين. العاصميون يقيمون الاحتفال من أجل لم الشمل تحتفل منطقة العاصمة برأس السنة الأمازيغية والتي يعتبرها الكثيرون فرصة لتجمع الأسر حول مائدة واحدة، كما تستطيع أن تحيي جل العائلات تقاليدها، خاصة النسوة اللواتي يفضلن تحضير أطباق عديدة من المأكولات حيث أكدت (آمال. ن) القاطنة ببلدية جسر قسنطينة، أن احتفالهم برأس سنة الأمازيغ يتمثل في تحضير مأكولات مختلفة مثل »الرشتة«، الكسكسي و»الشخشوخة«، مضيفة أنهم يقومون بتنظيم الطاولة التي تجمع أفراد عائلتها للعشاء، كما تحدثت آمال عن السهرة التي يترأسها »التراز«، الذي يشترونه والمتمثل في مجموعة معتبرة من المكسرات والحلويات وتجتمع معظم العائلات العاصمية لشرب الشاي والقهوى للسهر بعد تناولهم وجبة العشاء، وتغتنم النساء هذه الفرصة لتبادل الزيارات ودعوة الأقارب لمشاركتهم فرحة الاحتفال. أهالي تيزي وزو يزورون ضريح الولي الصالح يحرص سكان منطقة القبائل على ذبح ديك عن الرجال ودجاجة عن النساء ويعتبرونه فالا يقيهم من الحسد والعين، وحسبما ذكره (محمد. ق)، فإن النساء يقمن بتحضير الكسكسي بالدجاج ويقمن أيضا بطهي الأكلات التقليدية مثل »البغرير« و»الخفاف«، مؤكدا أن كل سكان تيزي وزو لهم دراية بسبب إحياء هذه المناسبة والاحتفال بها، وأضافت المواطنة (صليحة. ب)، القاطنة بتيزي وزو، أن كل أصحاب الدواوير تجتمع في الصباح الباكر ويتوجهون إلى أعلى قمة الجبل حيث يوجد هناك ضريح الولي الصالح، أين يختاره أصحاب الدواوير المكان المناسب لذبح الكباش، وتتفق النسوة على كيفية تحضير الكسكسي ووضعه في قصع كبيرة لتصديقه على الفقراء والمساكين، كما أشارت صليحة إلى أن النسوة تتزين بالملابس التقليدية الخاصة بالاحتفالات وتقمن بتزيين الأطفال الصغار بملابس خاصة وجديدة، مضيفة أنه بعد تناول العشاء يحتفل أصحاب الدواوير بوجود »الزرنة« ويقومون بالغناء. وضع الطفل في »ڤصعة« من الحلويات من أجل »الفال« بالغرب كما أن سكان منطقة الغرب لهم عاداتهم وتقاليدهم في طريقة احتفالهم برأس السنة الأمازيغية، حيث أكدت المواطنة (رزيقة. ت)، أن احتفالهم بهذه المناسبة يكمن في تحضير ربات المنازل للكسكسي بالدجاج والبيض، مضيفة أن العائلات الغربية تشتري مجموعة معتبرة من المكسرات والحلويات التي يتم رميها على أصغر فرد في العائلة، حيث يوضع الطفل في »ڤصعة« ويتم توزيع الحلوى عليه، وحسبما ذكرته رزيقة، فإن هذه العادة في اعتقاد سكان الغرب تجلب الحظ السعيد له وتجعل أيامه حلوة وجميلة، مضيفة أن أغلبية سكان المنطقة يحتفلون بهذا اليوم، إلا أن معظمهم لا يعلم أسباب الاحتفال ب»يناير«. الأواني الفخارية.. الشموع والألبسة التقليدية ميزة بجاية أكد المواطن (مروان. ك)، أن يوم 12 جانفي من كل سنة هو يوم تاريخي يستقبله سكان منطقة بجاية بالعديد من التحضيرات، إذ تقوم النسوة بتنظيف المنازل وتزيينها من الداخل وأمام المنزل بأدوات الزينة ويشعلن الشموع الكبيرة ويضعنها في كل أرجاء المنزل، كما تقوم الفتيات بتنظيم مائدة العشاء ووضع مقاعد أمامها وتشتري العائلات أوانٍ خاصة بهذه المناسبة كصينيات الفخار والملاعق الخشبية وغيرها من الأدوات التي تبرز وجود يوم خاص في منطقة بجاية يجب الاحتفال به، كما تحدث مروان عن الفرحة التي تغمر المنطقة خاصة منهم الصغار الذين يلبسون ملابس جديدة وتتزين النسوة أيضا بملابس تقليدية، كما تقوم المرأة البجاوية بتحضير الكسكسي بالدجاج في العشاء لتتوجهن بدعوة العائلات والأحباب إلى العشاء، ليتبادلوا الزيارات فيما بينهم، وأكد مروان أنه بعد العشاء كل فئة تختار الاحتفال بطريقتها الخاصة، إذ أن معظم شباب المنطقة يتوجهون بعد العشاء إلى مطاعم خاصة تقوم بإحياء الاحتفال بالمغنيين ويقدمون الشاي والقهوة والحلويات المتنوعة، أما النسوة فيفضّلن التجمع في المنزل للغناء ووضع الحنة للأطفال الصغار وشرب القهوة والشاي بالمكسرات. إقامة سهرة في جو عائلي بهيج بباتنة تحدث المواطن (خالد. ج)، القاطن بباتنة أن هناك دواوير ما زالت تحتفل برأس السنة الأمازيغية كبلدية أريس ودائرة ثنية العابد ونقاوس، مروانة ورأس العيون، واحتفالهم يكمن في تناولهم العشاء التي تسعى ربات البيوت لتحضيره والذي يتمثل في طبق الكسكسي و»الشخشوخة«، مضيفا أن جل العائلات تسعى إلى تجديد وتغيير الموقد التقليدي المتكون من الأحجار والرمال الذي يطهى عليها الأكل، وبعد العشاء تقوم العائلات الباتنية بتنظيم سهرة خاصة بحضور »التراز« والفول السوداني والشاي على الطاولة، وأكد خالد أن جل العائلات لا تدرك سبب إقامة الحفل في هذا اليوم بالذات إذ أن هذا الاحتفال أصبح عادة وتقليدا ببعض المناطق، كما أشار إلى أن هناك مناطق في ولاية باتنة لا تحتفل بهذا اليوم. العائلات الجيجلية تنفرد ب»الغرايف« و»التريدة« تحتفل ولاية جيجل ب»يناير« على غرار عادات وتقاليد العائلات الجيجلية بكل مناطقها ومن بينها زيامة منصورية، العوانة، الطاهير، كما أن النساء تقمن بتحضير أطباق مختلفة ك»الفتات« أو »الفطير بالدجاج العربي«، كما يعرف لدى مختلف العائلات، وأوضح (الصديق. ب)، أن الاحتفالات في منطقة زيامة منصورية تنظم من قبل النسوة اللواتي يفضّلن طبخ الأطباق التقليدية التي تشتهر بها المنطقة على غرار »أربيط«، »الغرايف«، »التريدة«، »الفتات«، كما تحدث الصديق عن سهرة أفراد العائلة من أجل التسامر وشرب الشاي والمكسرات ويستغلها البعض لزيارة الأقارب. »التريد« و»خبيزات البيض«.. أهم الأكلات المحضّرة بتلمسان تحتفل منطقة تلمسان، حسبما أبرزه المواطن (ريان. ع) بعدة تحضيرات قبل وصول يوم الاحتفال، إذ أن أغلب العائلات التلمسانية يفضلون تحضير الكسكسي ب»المرقة الحلوة« المتكونة من الزبيب و»العينة«، (البرقوق المجفف)، وأشار ريان إلى أن التحضيرات للسهرة تكون أكثر من العشاء، إذ أن جميع الأطفال يلبسون اللباس التقليدي المعروف ب»الشّدة«، وتقوم النساء بطهي »التريد« بالشاي من أجل أن يجتمع جميع أفراد العائلة والأقارب للاحتفال معا، مشيرا إلى أن كل بيت في هذه المنطقة يقوم بملأ طبق بالحلويات والمكسرات ويضعونه في وسط المنزل، وقد خصصت أكلة »خبيزات بالبيض« للأطفال الصغار باعتبارها فالا، مضيفا أنه في اليوم الموالي تقوم العائلات بتوزيع الحلويات والمكسرات المحضرة سابقا على الجيران والأحباب وسماع صوت دق المكسرات في كل منزل هو أمر ضروري ومميز لهذه المنطقة عن غيرها. العائلات البليدية تحتفل ب»يناير« وسط أجواء من البهجة والفرح تحضّر العائلات البليدية للاحتفال ب»يناير« رأس السنة الأمازيغية الجديدة أو ما يعرف أيضا ب»العام« منذ القدم، فحسبما ذكرته المواطنة (حسينة. ع)، فإن العائلات البليدية تقوم بتحضير عشاء مميز لليلة 12 جانفي من كل سنة تميزه أطباق شهية وحلويات دقيقة الإتقان، وتتوج المأدبة بسهرة عائلية يوزع فيها »التراز«، الذي يتكون خاصة من اللوز والجوز والفسدق ومختلف الفواكه الجافة، وتحدثت حسينة عن الاحتفالات في المناطق الريفية، حيث أكدت أن ربات البيوت تقمن أسبوعا من قبل بتنظيف المنازل وتزيينها وشراء أوانٍ جديدة للمطبخ لطهي الوجبات اللذيذة والتي يخصص لها نحر الديك الرومي أو الدجاج لتحضير مرق »الرشتة« أو »الشخشوخة« أو الكسكسي »الطعام«، وذكرت حسينة أنه من العادات القديمة التي كانت تحييها السيدات أنهن تقمن بتغيير »مناصب الكانون« لطهي الأكل وهي الحجيرات الخمس التي يوضع فوقها القدر أو »الطنجرة«، كما تعطى للطفل مكانة مميزة في هذا الاحتفال، إذ يخصص له نصيب من الحلويات والمكسرات والفواكه الجافة في دلالة رمزية على بدء السنة الجديدة بطريقة حلوة، ويحظى كل طفل في العائلة ب»سلته الخاصة« مليئة بالفواكه الجافة والحلوى، ليحاول أن يحافظ على هذا »الكنز« قدر المستطاع بألا يستهلكه في عجالة، وخلال السهرة، يوضع أصغر طفل في العائلة »المعزوزي« في »الجفنة« (الڤصعة) وتسكب فوقه محتويات سلة الحلويات والمكسرات في أجواء من البهجة والسرور، وذلك تفاؤلا بوفرة الخيرات خلال العام الجديد.