عند تجوالنا في بعض الأسواق المحلية في العاصمة، لاحظنا اختلاط طاولات بيع ''التراز'' بطاولات بيع المستلزمات الرياضية لإرضاء مشجعي الفريق الوطني، وهنا ترى أن الحدث الرياضي لم يغط على الاحتفال بيناير، حيث أن المهتمين بتحضير يناير أو ''التراز'' أو''العام'' لا زالوا محافظين على عادات أجدادهم، ويتعلق الأمر بربات البيوت على العموم، وهذا ما قالته لنا إحدى السيدات بأنها وحدها المعنية بالتحضير لعشاء يناير والتراز، أما باقي أفراد عائلتها فهم بعيدون عن ذلك كون فرحتهم مربوطة بنتيجة المقابلة الكروية• وأجمع العديد من الشباب الذين تحدثت ''الفجر'' إليهم أن أنظارهم موجهة غدا إلى أول مقابلة للفريق الوطني في لواندا، مشيرين إلى أن التحضير للاحتفال بحلول العام الأمازيغي يبقى حكرا على الأمهات والجدات• وأفادت لنا سيدة من منطقة القبائل أن بعض قراها يقومون بذبح ديك عن كل رجل ودجاجة عن كل امرأة، وديك ودجاجة عن كل امرأة حامل، وهناك من لا يحدد نوع الأضحية، المهم هو القيام بعملية الذبح•• فحسب المعتقدات السائدة فإن إسالة الدم تحمي العائلة من الأخطار والأمراض و''العين'' طيلة أيام السنة• ومن العادات التي لا تزال العائلة الجزائرية متمسكة بها يوم الاحتفال بيناير، حلق شعر المولود الذي يبلغ سنة من عمره، ووضعه داخل جفنة أو قصعة كبيرة وهو يرتدي ملابس جديدة وتقوم الجدة بإفراغ ''التراز'' عليه وهو خليط من الحلويات والمكسرات ليوزع بعدها على أفراد العائلة• أما في حال وجود عروس جديدة في العائلة، يوضع ''التراز'' في قطعة قماش ثم تقوم بتوزيعه على باقي الأفراد، كما تقوم النساء والأطفال بوضع الحناء تعبيرا عن فرحتهم• عائلات أخرى تقوم بطبخ العديد من الأطباق التقليدية، ثم إخراج الأطفال الصغار المولودين حديثا، من عتبة البيت لأول مرة ثم يقدمون لهم البيض المسلوق لتناوله فوق سقف البيت، إضافة إلى قص شعر الطفل لأول مرة، أمسية ''يناير''• ورغم اختلاف طرق الاحتفال بهذه المناسبة في مناطق البلاد، إلا أنها تشترك في الالتفاف حول مائدة عشاء يناير الذي يبقى مناسبة تتوارثها الأجيال، الذي يعد طبق الكسكسي الطبق الرئيسي فيها بلحم الدجاج، كما تقوم النسوة بغلي كمية من القمح، لمدة 12 ساعة ثم تخلط بالسكر وتوزع على أفراد العائلة• ويلعب طبق الكسكسي الذي لا يخلو أي بيت منه، دورا رئيسيا في مائدة يناير المحضر بلحم الأضحية، كما توضع إلى جانبه المأكولات التقليدية التي تكون أساسا من العجائن كالخفاف أوالسفنج والمسمن، لما لها من قوة التمسك بالموروث عن الأجداد•