دعوات إلى وقف إطلاق النار بليبيا يتواصل الماراتون الدبلوماسي المتمحور حول تسوية الازمة الليبية بالجزائر، وهذا بعد سلسلة الزيارات التي شهدتها الجزائر لمختلف أطراف التسوية، انطلاقا من رئيس حكومة التوافق الليبي، فايز السراج، مرورا بزيارة رئيس الدبلوماسية التركي، مولود جاويش أغلو، ووصولا لرئيسي الدبلوماسية المصرية والايطالية على التوالي، سامح شكري ولويجي دي مايو. وفي هذا الصدد، استقبل رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، وزير الشؤون الخارجية المصري، حاملا رسالة من الرئيس عبد الفتاح السيسي، كما استقبل بوقادوم نظيره المصري سامح شكري، حيث تناولا اخر التطورات الجارية على الساحة الليبية، وكان بوقادوم قد اجرى قبل ذلك محادثات مع الوزير الايطالي للخارجية والتعاون الدولي، لويجي دي مايو. في هذا السياق، صرح بوقادوم، عقب محادثاته مع دي مايو، بان التنسيق مع ايطاليا فيما يخص الأزمة الليبية جيد، مجددا في هذا الصدد التأكيد على ضرورة العودة الى طاولة الحوار مع دعم المجتمع الدولي، سيما من بلدان المنطقة. من جانبه، اشار لويجي دي مايو أن الجميع متفق على وقف إطلاق النار في ليبيا. وتكثف الجزائر، منذ بضعة ايام، مبادراتها الدبلوماسية من اجل التوصل الى وقف لإطلاق النار بليبيا التي تعيش ازمة، في الوقت التي تشتد فيه المعركة من اجل السيطرة على العاصمة الليبية طرابلس بين طرفي النزاع، الا وهما حكومة الوفاق الوطني وقوات الجنرال المتقاعد خليفة حفتر. وحرصا منها على البقاء على مسافة واحدة من الطرفين، فان الجزائر قد رفضت اي تدخل اجنبي في ليبيا ودعت جميع الاطراف الليبية الى العودة السريعة الى طاولة المفاوضات. وكان رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، قد جدد، الاثنين الماضي، لدى استقباله رئيس حكومة الوفاق الوطني، فايز السراج، التأكيد على تمسك الجزائر بالنأي بالمنطقة عن اي تدخلات أجنبية، في الوقت الذي قررت فيه تركيا نشر قوات عسكرية في ليبيا دعما لحكومة الوفاق الوطني في معركة طرابلس. وعقب هذا اللقاء، دعت الجزائر المجموعة الدولية وخاصة مجلس الأمن الدولي إلى تحمل مسؤولياتهم وفرض وقف لإطلاق النار، وتبعت دعوة الجزائر عن كل من تركيا وروسيا حيث دعا زعيميها رجب طيب اردوغان وفلاديمير بوتين من اسطنبول الى وقف لإطلاق بليبيا. كما تلح العاصمتان اللتان تحاولان مناغمة موقفيهما المتضاربين حول الملف الليبي على استبعاد الحل العسكري في ليبيا. وفي خضم تسريع جهودها الدبلوماسية، استقبلت رئيس الدبلوماسية التركي، مولود جاويش أوغلو، في اطار زيارة رسمية تمحورت بشكل اساسي حول ليبيا. وقد تحادثت الجزائر وانقرة حول افضل السبل الكفيلة بتفادي تصعيد الاوضاع في ليبيا. في هذا الصدد، يتم تسجيل تغليب لرفض الحل العسكري. وامام الإنزال الدبلوماسي للجزائر، وعد الاتحاد الاوروبي بتكثيف جهوده من اجل التوصل الى حل سلمي للازمة الليبية وتجنيب هذا البلد ان يصبح مسرحا لحرب بالوكالة. من جانبه، حذر الرئيس التونسي، قيس سعيد، من خطر التصعيد، لاسيما على ضوء التدخل الاجنبي، مشيرا الى اهمية تنسيق الاعمال على المستوى الاقليمي من اجل تذليل العوائق أمام تسوية الازمة.