دعا النائب بالمجلس الشعبي الوطني وزير التربية الوطنية لتشكيل لجنة من الخبراء الجزائريين والمفتشين لتقييم وتقويم ما يسمى بمناهج الجيل الثاني من جميع النواحي، وفِي أقرب وقت، لأن الوضع لا يحتمل التأجيل. وفي منشور له على صفحته الرسمية عبر موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك ، اشار مسعود عمراوي الى أهم النتائج السلبية التي اتت بها مناهج الجيل الثاني على غرار ثقل محفظة التلميذ، كثرة الحجم ساعي على التلميذ والأستاذ على حد سواء، كما نتج عنها العجز التام في تطبيق المقاربة بالكفاءات وبالأخص الوضعية الإدماجية في الأقسام النهائية منذ تطبيق الإصلاحات، الوضع الذي يستدعي تدخل وزير التربية لتشكيل لجنة خبراء لتقييم مناهج الجيل الثاني. وتطرق النائب البرلماني أيضا الى المقررات التي تفوق مستويات التلاميذ، مشيرا على سبيل المثال الى كتاب السنة الخامسة ابتدائي والرابعة متوسط باللغة الفرنسية، والذي يعتبر نموذجا، موضحا انه وبعد طبعهما رفضا نهائيا من طرف الخبراء الجزائريين المدرسين بالمدرسة العليا للأساتذة، حيث أقر الخبراء حينها بأن محتوى كتاب السنة الرابعة متوسط يدرس في مستويات الماستر بالجامعة الجزائرية، ورميا في القمامة مما جعل هذين المستويين يدرسان المنهاج القديم ولحد الساعة، يضيف المتحدث. وتحدث ذات المصدر عن تقزيم التاريخ الوطني والشخصيات الوطنية التاريخية ضمن محتويات كتب الجيل الثاني، بالإضافة الى تشجيعها على عمالة الأطفال خلافا لكل دول العالم التي تحارب عمالة الأطفال، كما ذكر ترسيم خريطة إسرائيل وحذف خريطة فلسطين من كتب الجغرافيا، وغيرها من الأخطاء الفادحة وبالجملة لغوية وعلمية في كل الكتب المدرسية وبدون استثناء. وفي ذات السياق، قال مسعود عمراوي أن وزارة التربية الوطنية السابقة قامت باسناد تاليف خمس كتب من مناهج الجيل الثاني لشخص واحد وفي ظرف وجيز، وهي سابقة الاولى من نوعها في تاريخ الجزائر، وهو ما جعل معظمها تم نسخها من الانترنت أو من مقررات دول أجنبية، مشيرا الى أن مؤلفي الكتب الفرنسية استفادوا بمليارين عن تأليف الكتاب الواحد. من جهة اخرى، دعا عمراوي لضرورة فتح تحقيق معمق في عملية طبع كتب الجيل الثاني، مشيرا الى انه تم طبع قرابة 40 مليون كتاب في سباق مع الزمن جله في المطابع الخاصة لغرضين أساسين اولهما ربحي بامتياز، وهو ما يفسر طباعة الكتب في مطابع خاصة والديوان الوطني للمطبوعات المدرسية ONPS يمتلك مطبعة من أحسن المطابع في إفريقيا والثاني أيديولوجي بحت، وذلك لفرض سياسة الأمر الواقع، فأي وزير يأتي بعد الوزيرة السابقة يجد نفسه عاجزا عن تغيير مضامين الكتب التي أنفقت على طباعتها الملايير، والنتيجة النهائية نتائج ضعيفة وتدن في المستوى. وأشار ذات المتحدث، الى ان كل هذه الاختلالات سبق أن تم مواجهة وزيرة التربية الوطنية السابقة، نورية بن غبريط، بالمجلس الشعبي الوطني، بحضور أعضاء لجنة التربية وبعض إطارات وزارة التربية.