أعرب سفير الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية بالجزائر، عبد القادر الطالب عمر، عن أمله في أن تأخذ القمة الافريقية المقبلة بعين الاعتبار الممارسات الخطيرة المنتهجة من قبل المغرب بحق الشعب الصحراوي وأراضيه، مؤكدا أن الاحتلال يستغل الاوضاع بالمنطقة لتمرير سياساته. جاء ذلك في ندوة نقاش نشطها السفير الصحراوي رفقة رئيس لجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي، سعيد العياشي، تم خلالها التطرق للتجاوزات التي يقوم بها المغرب لتكريس احتلاله للاراضي الصحراوية ومحاولاته اليائسة لضرب صمود الشعب الصحراوي وقوته. وتأسف السفير الطالب عمر، في هذا السياق، لفشل الآلية الافريقية حول الصحراء الغربية، التي قال أنها لم تكن نشطة ولم تقم بدورها. وقد استحدثت الآلية خلال قمة نواكشط من أجل بحث حل النزاع في الصحراء الغربية ووضع تصور لمساعدة الاممالمتحدة في ايجاد تسوية لأقدم نزاع وتصفية الاستعمار في آخر مستعمرة في افريقيا. كما ذكر الدبلوماسي الصحراوي، أن مؤتمر جبهة البوليساريو المنعقد شهر ديسمبر بتيفاريتي بالاراضي الصحراوية المحررة حمل القيادة الصحراوية المنتخبة مؤخرا مسؤولية وضع حد لهذه التجاوزات ووضع حد لحالة الانسداد التي يشهدها مسار التسوية الاممي. وعدد سفير الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية العوائق التي تحول دون تحقيق تقدم في مسار التسوية، منها صمت الاممالمتحدة وتجاوزات المغرب وعدم تعيين مبعوث شخصي. هذا الوضع يجعلنا نتجه الى مرحلة جديدة اقرب هي الى التصعيد من الانفراج ، يقول الطالب عمر، فالمجتمع الدولي يدرك أن مواصلة الاحتلال على هذا النهج وتقاعس وغض النظر من جانب الاممالمتحدة وعدم التحرك بشكل جدي لبعث مسلسل السلام الاممي المجمد، كلها أمور تنذر بالتصعيد والتوتر بالمنطقة . وأضاف انه يتطلب من المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته، لأن المغرب ينسف ما بقى من الاسس التي يقوم عليها مسلسل السلام. رغم كل هذا وبعد مرور قرابة نصف قرن من الكفاح، فان الشعب الصحراوي عازم على مواصلة الصمود ومتابعة مسيرته الثورية ولن ينفع المخزن لا حملاته الدعائية ولا فرض سياسة الامر الواقع الفاقدة للشرعية، يضيف الديبلوماسي الصحراوي. وفي رده عن وضع اللاجئين الصحراويين، رد السفير بان طول النزاع يؤثر حتما على هؤلاء، كما ان تعدد الازمات الاقتصادية تؤثر على مصادر الدعم الذي يحتاجونه. واوضح الطالب عمر، أن كيفية تغطية بعض الحاجيات لهؤلاء اللاجئين يشكل انشغال دائم لدى السلطات الصحراوية لضمان الحد الادنى، مشيرا الى ان ذلك يزداد خاصة عندما يتعلق الامر بالاراضي المحررة، حيث أن كثير من السكان وبعد طول فترة الهدنة هم بحاجة لمرافق جديدة للحياة ولاكتشاف المياه. كل هذه صعوبات يواجهها اللاجئوون وتبقى ارادتهم القوية وصمودهم وترشيد الوسائل المتوفرة للاستمرار في الكفاح، يضيف الطالب عمر.