تكرر مشهد خروج تلاميذ العديد من الابتدائيات في الفترة الصباحية وهم يحملون وجبات باردة مقدمة إليهم على أساس أنها وجبة غذاء كاملة على الرغم من التعليمات الصارمة التي منحها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون بهذا الخصوص الأمر الذي يثير حفيظة الأولياء ويدخلهم في دوامة معتبرين الوضع سلبا لحقوق التلاميذ. أبدى أولياء تلاميذ مدرسة الإمام عبد الحميد بن باديس ببلدية سور الغزلان البويرة، استياءهم الشديد من الوجبات الباردة التي لا تسد جوع التلاميذ بعد قضائهم لعدة ساعات على مقاعد الدراسة في ظل الأجواء الباردة. وقد أوضح التلاميذ أنهم على هذه الحالة مند مدة، وذلك بعد أن أغلقت أبواب المطعم لأسباب تبقى مجهولة إلى غاية كتابة هذه الأسطر، فيما تقدم لهم كل يوم وجبهة باردة متكونة قطعة خبز، وجبن وعلبة من الياغورت والتي يراها أولياء التلاميذ لا تتناسب والأجواء الباردة التي تشهدها المنطقة أين يحتاج التلاميذ إلى وجبات متكاملة ودافئة مثلما هو متعارف عليه. وعلى إثر هذا الوضع، يطالب التلاميذ وأوليائهم من رئيس المجلس الشعبي البلدي لصور الغزلان ومدير المؤسسة بالتدخل العاجل لتقديم توضيحات حول أسباب هذا الأمر الذي جاء منافيا للتعليمات التي منحها رئيس الجمهورية خلال اللقاء الصحفي الذي جمعه مع بمجموعة من ممثلين عن مؤسسات إعلامية وطنية، أين أكد على ضرورة الحرص على حسن خدمة الإطعام المدرسي بتوفير وجبات ساخنة كما توعد بعدم التسامح مع من يخالف هذه التعليمات. كما خلق ذات المشكل ضجة ببين صفوف الرأي العام الجزائري وذلك بعد تكرر ذات المشهد في عدد من المدارس آخرها بابتدائية الإخوة ناصري ببلدية عزابة ولاية سكيكدة التي أوضح التلاميذ أنهم يتناولون وجبات باردة ومنتهية الصلاحية في كثير من الأحيان مما بات هاجس يحوم حول سلامتهم. وعن هذا الوضع أكد علي بن زينة رئيس المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ أن المنظمة في انتظار تحديد موعد إجتماع بوزير التربية والتعليم، محمد أوجات، حتى يقدموا له لائحة من الإقتراحات التي من شأنها أن تعرج على العديد من النواقص التي تتخبط فيه المدرسة الجزائرية والتي من بينها مشكل سوء الإطعام المدرسي الذي بات ظاهرة تفشت في العديد من مدارس ولايات الوطن والذي تزيد حدته خلال فصل الشتاء باعتبار أن التلاميذ خلال هذا الجو بحاجة إلى وجبات متكاملة، كما أن مثل هذه الأطعمة بإمكانها أن تتسبب لهم في عديد الأمراض، قائلا أن غياب الرقابة على هذه الوجبات المصنعة كالجبن والياغورت والعصائر يمكن أن يعرض التلاميذ للإصابة بتسمم غذائي، وهو الوضع الذي حمل المتحدث مسؤوليته للعديد من الأطراف وعلى رأسها المصالح الشعبية البلدية باعتبار أنها المعنية بتوفير كل المرافق داخل الابتدائيات إضافة إلى مسؤولي الصحة وكذا مديريات التربية التي يغيب دورها في الرقابة عن الساحة التربوية .