ستعود ثانوية العربي بن مهيدي القديمة المشهورة ب دار الحرفة بقصبة دلس السفلى، شرق بومرداس، إلى نشاطها المعهود مع الدخول المدرسي القادم، بعد إنتهاء أشغال التهيئة وإعادة الإعتبار التي تخضع لها منذ جويلية الماضي، حسب ما أفادت به مديرة التجهيزات العمومية بالولاية. وأوضحت صليحة بن هناية، في تصريح على هامش زيارة معاينة وتفقد لوالي الولاية، يحيى يحياتن، لعدد من المشاريع التنموية عبر بلديات دائرة دلس، بأن عملية إعادة التأهيل والترميم لهذا المعلم التربوي التاريخي، الذي يعود تشييده إلى نهاية القرن ال18 وفق هندسة أوروبية مميزة، صعبة جدا نظرا لحالة بناياته القديمة التي تتطلب مهارة خبرة. ولهذا الغرض، تم التريث و الاختيار الدقيق لمؤسسات الإنجاز، تؤكد ذات المسؤولة، التي أشارت إلى أنه تم إسناد هذه المهمة (الترميم وإعادة البناء) إلى مقاولتين متخصصتين في المجال وبمرافقة من مكتب دراسات متخصص، مؤكدة تعهدهم بإعادة فتح أبواب هذه البناية القديمة مع الدخول المدرسي القادم. ورصد لإنجاز هذه الأشغال بهذه الثانوية التي تدهورت حالتها بفعل عوامل الزمن والإنسان والأضرار التي خلفها زلزال 21 ماي 2003، غلافا ماليا قطاعيا يتجاوز 140 مليون دج، إستنادا إلى نفس المصدر. وتتمثل الأشغال التي تخضع لها هذه المؤسسة، المشهورة وطنيا وتخرج منها عديد إطارات الدولة، في إنجاز الترميمات الكبرى بالمنشأة وتقوية الأعمدة الأساسية والمرافق والمباني البيداغوجية وواجهة المبنى والتكفل بالمجمع الإداري، إضافة إلى تهيئة الورشات وإنجاز حائط سد لحماية ووضع حد لإنزلاق التربة التي تهدد المنشأة ككل. يذكر أن تاريخ دخول هذا المعلم التربوي التاريخي حيز الخدمة يعود إلى سنة 1880، حسب بعض المصادر التاريخية، التي أشارت إلى أن تسميته الأولى كانت المدرسة الصناعية للمعمرين، وفي سنة 1905 حمل تسمية المدرسة المهنية للمعمرين ، ليتحول بعدها إلى مدرسة الفنون والصناعة خلال سنة 1912. وفي سنة 1949، حملت تسمية مدرسة الفنون و المهن ، وبعدها في 1961 تحولت إلى مدرسة ثانوية لتحضير شهادة تقني. وبتاريخ 10 ماي من سنة 1976، أطلق عليها تسمية ثانوية العربي بن مهيدي . وكان هذا الصرح التعليمي، قبل أن يتم تحويله سنة 2005 إلى ثانوية عادية، يوفر تكوين إقامي لآلاف الطلبة القادمين من مختلف ولايات الوطن ومن خارجه في عديد التخصصات العلمية والتقنية على غرار الرياضيات التقنية والصناعة الميكانيكية والكهرباء التقنية والتبريد وكلها تدرس باللغة الإنجليزية. للإشارة، فقد عاين الوالي خلال هذه الزيارة التي قادته إلى بلديات دلس وبن شود وأعفير، عددا من المشاريع التنموية المتعلقة بتعبيد الطرق وفتح المسالك الجبلية عن القرى والمداشر وترميم وإنجاز إبتدائية ومطاعم مدرسية وأخرى تتعلق بإنجاز شبكات التزود بالمياه الشروب بعدد من المناطق المعزولة عبر البلديات المذكورة. كما توقف الوالي خلال هذه الزيارة بمشاريع تنموية أخرى تتعلق أهمها بتزويد الساكنة بشبكة الغاز الطبيعي والمشاريع السكنية الجاري إنجازها في مختلف الصيغ، بما فيها البناء الريفي إضافة إلى معاينة عدد من المشاريع الصحية والاستثمارية التابعة للقطاع الخاص في شتى المجالات.