تأسست جمعية الصيادلة الجزائريين سنة 1970، وهي جمعية وطنية أعضاؤها المنخرطون هم نخبة فاعلة بالمجتمع على غرار أطباء، أساتذة، وكذا صيادلة من القطاع الخاص والعمومي. وفي حوار جمعنا مع رئيس الجمعية فريد بن حمدين بمقر الجمعية، أبرز أهم أهداف الجمعية التي تركز على الجانب العلمي وأيضا الاهتمام بنوعية الأدوية التي تباع للمرضى ووضع حلول للقضاء على مشكل ندرتها. ما هي أهم أهداف جمعية الصيادلة الجزائريين؟ تهتم جمعيتنا بالجانب العلمي عن طريق تنظيم أيام صيدلانية بحضور أساتذة وأطباء وصيادلة مختصين في المجال، لنقف على التطور العلمي الواقع في الميدان، وكذا البحث في نوعية الأدوية المستوردة من خارج الوطن. هل ستنظم جمعيتكم أياما صيدلانية خلال هذه السنة؟ نظمنا في السابق 20 يوما صيدلانيا، علما أن الجمعية تحظى بيوم واحد في السنة، مضياف بأنه خلال السنة الجارية سيكون اليوم أي بتاريخ 28 أفريل الجاري بفندق الشيراطون، المرة ال 21 التي تعمل فيها الجمعية على تنظيم مثل هذا الأيام، وذلك تحت إشراف وزير الصحة، وخصص هذا اليوم من أجل تقييم نوعية الأدوية، وكذا توفيرها لكل المرضى خصوصا المصابين بالأمراض المزمنة في إطار تأمين التوزيع، أي أن المريض يجد كل أدويته عند الصيدلي من أجل تجنيب نقص تقديمها للمرضى. ومن مهام اليوم الصيدلاني أيضا، توزيع الأدوية في القطاعين العام والخاص، وذلك بإشراك المجتمع المدني في سياسة الصحة والصيدلة نظرا لاهتمام العديد من الجمعيات بالمرضى من أجل الإدلاء برأيهم في القطاع الخاص أو العمومي، وليكون هذا اليوم البرلماني فرصة لتنظيم ندوة من طرف أساتذة مختصين في الميدان لفتح مناقشة حول خبرة الصيادلة وتبادل المعلومات والأفكار، وإعطاء رأيهم بخصوص نوعية الأدوية، ويكون ذلك بحضور البروفيسور «طرابسيدا»، التابع للمنظمة العالمية للصحة ليتحدث عن نوعية الأدوية وبحضور كل من البروفيسور ميموني وزرقيني، مختصان في مرض السكري للحديث عن المخاطر الناتجة عن هذا المرض في إطار البحث العلمي وكذا العلاج منه، كما سيكون بحضور البروفيسور زورزي، التابع للمنظمة العالمية لتقييم المواد البيولوجية. وستكون هناك ورشات أمسية هذا اليوم، في إطار التفصيل عما دار في الصباح للخروج بتوصيات وتوجيهات حول الأدوية الجديدة المستوردة من الخارج، من أجل الخروج بتحليل تقني في المخبر لأن أي دواء يدخل الجزائر لا بدَّ أن يحتوي على تصريح لتوزيعه، ويجب أن تكون مراقبة تقنية وإدارية. في حين الورشة الثانية ستخص صيدلية المستشفيات والمراكز العامة والخاصة وحتى الأشخاص المشرفين على توزيع الأدوية، من أجل وضع خطة دقيقة لتوزيع الأدوية لكي لا يحدث النقص في الأدوية، أما الورشة الثالثة فستعرف مشاركة كل من المنظمات والجمعيات واتحاد المهام الصيدلانية، ومجلس أخلاقيات المهنة وحتى جمعيات المرضى، من أجل إبداء رأيهم وطرح انشغالاتهم للخروج بخلاصة تعود بالفائدة على المرضى أجمعين، كما سيحضر البروفيسور تومي، الذي يتحدث عن مراقبة الصيادلة وإبراز الأمور الايجابية والسلبية، إلى جانب إلقاء البروفيسور مايزيز كلمة يتطرق خلالها للحديث عن تجربته مع الصيدلية التي قام بها، وتكون مائدة مستديرة للتكلم على الصيادلة بين الأجيال. ما هو الفرق بين صيدلية الماضي وصيدلية اليوم؟ أقول أن دور الصيدلي مثل دور الطبيب وأن الصيدلي هو مستشار في الصحة، ففي الماضي كان الصيدلي يسعى لصنع بعض الأدوية كالشراب وأنواع من المراهم بكل الإمكانيات التي تتوفر عندنا، وعليه تعتبر تجربة يكتسبها الصيدلي، ولكن اليوم الصيدلي لا يقوم بصنع الأدوية. ما تعليقك على الصيادلة الذين يوظفون باعة غير مختصين في المجال؟ حسب رأي أقول أن بيع الدواء هو مسؤولية لأنه يهدد حياة المرضى، لذا يتوجب على الباعة الذين يعملون في الصيدلية أن يكونوا ذوي خبرة في المجال لتفادي أي مشكل يقع، كما أن هناك بعض العمال الذين يصنفون ضمن تشغيل الشباب للقضاء على البطالة، لكن تمرُّن هؤلاء يستلزم وقتا كبيرا للحصول على الخبرة وتعلم أنواع الأدوية وفي أي مرض يصلح تناولها، وهذا ما سنطرحه إنشاء الله في اليوم الصيدلاني المنظم يوم 28 أفريل لتكون هناك مراقبة داخل محلات الصيدلية، وكذلك مراقبة المسؤولين على التوزيع لنجد حلا لكيفية القضاء على نقص الأدوية. نحن نعلم أن هناك ندرة في الأدوية، كجمعية ما الذي قدمتموه في هذا الشأن؟ نقص الأدوية الذي شهدته الفترات الأخيرة جاء جراء خلل في التوزيع على مستوى أنحاء الوطن، كما أن هناك أنواع من الأدوية سعرها مرتفع على المستوى الدولي ولهذا فيجب على وزارة الصحة أن تكون على اطلاع حول هذا الموضوع بالتحديد، وبالأخص الأدوية المتعلقة بالأمراض المزمنة، كما يجب عليها وضع تخطيط في التوزيع لتكون هناك إحصائيات لعدد المرضى لوضع سياسة واضحة للتوزيع. ما رأيكم في قرار رئيس الجمهورية الذي جاء بضرورة إنشاء وكالة وطنية للأدوية؟ أقول أن إنشاء وكالة وطنية هو مشروع جد هام ولكن لم يتجسد تطبيقيا، فهاته الوكالة ستفتح أبوابا للحد من أزمة الأدوية المتواجدة على ربوع الوطن بوضع تخطيط دقيق لتوزيع الأدوية، وكنا في السابق قد نظمنا أياما صيدلانية، وكان هذا المشروع من بين التوصيات التي نخرج بها من هاته الأيام لتجسيدها في الميدان. وفيما يخص التمويل، من أين تتلقى جمعيتكم الدعم؟ الأيام الصيدلانية التي ننظمها تكون بمساهمة المخابر، ونحن دورنا يكون علمي وتوجيهي فنسعى لتوفير الأدوية للمرضى. ككلمة أخيرة، ما الذي تريد قوله؟ أتمنى أن تكون هذه الأيام الصيدلانية لفائدة كل المرضى لتوفر لهم كل الأدوية التي يحتاجونها، ويكون دور الصيدليات الجزائرية دور فعالا أيضا.