شددت مجلة الجيش في عددها لشهر جويلية على أن المعركة التي تخوضها الجزائر اليوم على أكثر من صعيد لا تقل أهمية عن معركة التحرير بالأمس والتي أسفرت في نهاية المطاف عن افتكاك الحرية واسترجاع السيادة الوطنية. واعتبرت مجلة الجيش في افتتاحيتها أن المعركة متعددة الأبعاد التي تخوضها الجزائر اليوم، تعد امتدادا طبيعيا لمعركة التحرير المظفرة التي خاضها الشعب ضد المحتل الفرنسي. كما لفتت إلى أنه و مثلما نظر شباب الأمس لثورة التحرير وخططوا لها وكانوا وقودا لها، فإن الجزائر الجديدة تقوم على فئة الشباب المدعو لتفجير طاقاته في مختلف المجالات وتسخير كفاءاته ومعارفه خدمة للتنمية الوطنية وتدارك الوقت لبناء جزائر قوية في عالم لا مكان فيه للضعيف . وفي هذا السياق، أشارت الافتتاحية إلى أن المشاريع الكبرى التي تم إطلاقها في مجالات عديدة، والتي من شأنها أن تعطي دفعا قويا لاقتصاد بلادنا بعيدا عن الريع، ستمكن حتما شبابنا من إثبات وجوده وذلك انطلاقا من أن هذه الحركية الجديدة ستفتح أمامهم المجال واسعا للعمل واثبات قدراتهم وكفاءاتهم في قطاعات عديدة من بينها الطاقات المتجددة والفلاحة وغيرها من القطاعات . وفي معرض إبرازها للثقل الذي يمثله الشباب عبر كل ربوع الوطن، شددت مجلة الجيش على أن هذه الفئة و دون مبالغة هي من بوسعها تخليص البلاد من مرحلة التبعية للمحروقات، والدفع بها إلى مرحلة جديدة يكون فيها للعمل والكفاءة والإبداع دورا حاسما . وفي سياق ذي صلة، توقفت المجلة عند مسألة الذاكرة الوطنية والمكانة التي أصبحت تحظى بها في البلاد، مؤكدة على أنها ستجعل شعبنا وشبابنا على وجه الخصوص على صلة وثيقة بماضيه، وتتيح له وللأجيال المتعاقبة الاستلهام من عبق ثورة نوفمبر المجيدة وما سبقها من كفاح مستميت ضد المحتل الغاشم . وأضافت في هذا الصدد ما أحوجنا في هذه المرحلة بالذات أن نعتز ونفتخر بمآثر تاريخنا المجيد واستخلاص الدروس والعبر واستلهام القيم البطولية لأسلافنا، فإدراكنا لحجم تلك التضحيات والبطولات وحده سيمكننا من ربط الماضي بالحاضر والانطلاق من جديد في بناء وديعة الشهداء بتفان وإخلاص، طبقا لمبادئ أول نوفمبر الخالدة . كما تابعت المجلة اليوم وبعد نصف قرن وثماني سنوات من بزوغ فجر الحرية والاستقلال، يبقى الجيش الوطني الشعبي مدافعا بكل ما أوتي من قوة على أمانة الشهداء وعلى السيادة الوطنية وحرمة أراضينا، فقد بلغ جيشنا مكانة مرموقة في سبيل اكتساب مكامن القوة وتطوير قوام المعركة من كل النواحي، وذلك بفضل مسار تطويري شامل ركز على العنصر البشري والتكوين وتنفيذ برامج التحضير القتالي والإلمام بمنظومات الأسلحة الحديثة والمتطورة، بل وتعداه إلى إيلاء الصناعات العسكرية بأنواعها أهمية خاصة بالنظر إلى إسهامها الكبير في النسيج الصناعي وبالتالي تدعيم الاقتصاد الوطني وتطويره وتحقيق الرقي لوطننا المفدى .