شددت مجلة "الجيش" في عددها الأخير لشهر جويلية، على أن المعركة التي تخوضها الجزائر، اليوم، على أكثر من صعيد، "لا تقل أهمية" عن معركة التحرير بالأمس، وهي "امتداد طبيعي" لمعركة التحرير المظفرة التي خاضها الشعب ضد المحتل الفرنسي. كما لفتت المجلة، في افتتاحيتها، إلى أنه و"مثلما نظر شباب الأمس لثورة التحرير، وخططوا لها وكانوا وقودا لها، فإن الجزائر الجديدة تقوم على فئة الشباب المدعو لتفجير طاقاته في مختلف المجالات، وتسخير كفاءاته ومعارفه، خدمة للتنمية الوطنية، وتدارك الوقت لبناء جزائر قوية في عالم لا مكان فيه للضعيف". وأشارت الافتتاحية إلى أن المشاريع الكبرى التي تم إطلاقها في مجالات عديدة، ستمكن حتما شبابنا من إثبات وجوده، حيث ستفتح أمامهم المجال واسعا للعمل، وإثبات قدراتهم وكفاءاتهم في قطاعات عديدة. وشددت مجلة الجيش على أن هذه الفئة و"دون مبالغة"، هي من بوسعها تخليص البلاد من مرحلة التبعية للمحروقات، والدفع بها إلى مرحلة جديدة، "يكون فيها للعمل والكفاءة والإبداع دور حاسم". وفي سياق متصل، توقفت المجلة عند مسألة الذاكرة الوطنية والمكانة التي أصبحت تحظى بها في البلاد، مؤكدة على أنها "ستجعل شعبنا وشبابنا على وجه الخصوص على صلة وثيقة بماضيه، وتتيح له وللأجيال المتعاقبة الاستلهام من عبق ثورة نوفمبر المجيدة، وما سبقها من كفاح مستميت ضد المحتل الغاشم". كما تابعت المجلة "ويبقى الجيش الوطني الشعبي مدافعا بكل ما أوتي من قوة على أمانة الشهداء، وعلى السيادة الوطنية وحرمة أراضينا، فقد بلغ جيشنا مكانة مرموقة في سبيل اكتساب مكامن القوة، وتطوير قوام المعركة من كل النواحي، وذلك بفضل مسار تطويري شامل، ركز على العنصر البشري والتكوين، وتنفيذ برامج التحضير القتالي، والإلمام بمنظومات الأسلحة الحديثة والمتطورة، بل وتعداه إلى إيلاء الصناعات العسكرية بأنواعها أهمية خاصة". من جهة أخرى، اعتبرت المجلة أنه "لا يختلف اثنان على أن الاحتفال بالذكرى 58 لعيد الاستقلال، كان مميزا بكل ما تحمله الكلمة من معان، حيث استقبلت الجزائر في لحظات تاريخية فارقة رفات أبطالها من قادة المقاومة الشعبية، بعد استعادتهم" من متحف الإنسان بباريس بفرنسا، التي أبقت به على جماجمهم لأكثر من 170 سنة. كما أشارت إلى أنه و"مثلما تم استرجاع الاستقلال والسيادة الوطنية منذ 58 سنة، بعد كفاح بطولي مرير وشاق، دفع فيه شعبنا منذ الملاحم البطولية التي صنعها في مقاوماته وثوراته الشعبية إلى حرب التحرير، ملايين من الشهداء، يستبسل الخلف من أفراد جيشنا البواسل، اليوم، في اجتثاث بقايا الإرهاب، ويدفع خيرة أفراده حياتهم ثمنا للحفاظ على أمانة الشهداء شامخة، آمنه ومستقرة".