تتواصل حملة التطهير عبر الأحياء السكنية ببرج بوعريرج، بعدما تم التركيز في مرحلتها الأولى على تنقية و تطهير البالوعات والمشعبات المائية والأودية، لتشمل أقبية العمارات وقنوات الصرف والتطهير، أين أطلقت مصالح ديوان الترقية والتسيير العقاري حملة تنظيف محيط العمارات وتطهير الأقبية، ناهيك عن العمليات الأخرى لتنقية الأودية من بقايا الأتربة والأوحال، و المواد الصلبة والخردوات التي عادة ما تتسبب في سد مجاريها، استجابة لتحذيرات مصالح الأرصاد الجوية، بتسجيل اضطرابات جوية عبر مختلف الولايات، و تجنبا لحالات انسدادها، التي عادة ما كانت تتسبب في تحجر مياه السيول الجارفة المحملة بالأوحال عبر الطرقات والفراغات الصحية، ناهيك عن تسرب كميات منها للمنازل. وتسجل بعديد الأحياء السكانية بمدينة البرج في كل عام خلال هذا الفصل، تدخلات لمصالح الحماية المدنية لإنقاذ العائلات المتضررة ولامتصاص المياه من داخل المنازل ومداخل العمارات، والتي كان من أخطرها فيضانات سنة 1994 التي لا تزال محفورة في ذاكرة البرايجية، لما خلقته من خراب وخسائر مادية وبشرية راح ضحيتها 14 شخصا. و شملت كالعادة، عملية التنظيف و التنقية، المجاري المائية و قنوات الصرف، و الأودية العابرة بوسط مدينة البرج، التي تشكل خطرا كبيرا على السكان المجاورين لها، رغم تهيئتها، إلا أن السكان عادة ما يتخوفون من بعض السلوكيات السلبية التي يرتكبها بعض المواطنين برميهم للنفايات الصلبة و الهامدة و بقايا أغصان الأشجار وسط الأودية و الفراغات، دون أن يولوا أهمية لما قد تتسبب فيه من سد لمجاريها و فيضانها نحو المنازل والأحياء السكنية، ما يحتم على فرق الصيانة تنظيم حملات دورية لتنقيتها و تطهيرها، خصوصا في هذه الفترة التي تشهد فيها المنطقة تساقط كميات غزيرة من الأمطار الطوفانية. وكما هو معلوم فإن مدينة البرج، تصنف حسب دراسة أجرتها مصالح الحماية المدنية من بين البلديات المهددة بمخاطر الفيضانات، لوقوعها في منطقة تعبرها عدة أودية سرعان ما تستعيد نشاطها مع تساقط الأمطار والثلوج، خاصة خلال فصل الصيف والخريف الذي تشهد فيه المنطقة أمطارا طوفانية، ما يثير مخاوف ورعب السكان القاطنين بجوار الأودية، على غرار القاطنين بجوار وادي عريريج، حيث عادة ما يشتكون من تجدد متاعبهم في فصل الشتاء جراء غرق المسالك المؤدية إلى منازلهم خلال فترات التساقط الكثيف. وتزداد هذه المعاناة في الفترات التي تشهد فيها المنطقة تساقط أمطار رعدية جارفة، ما يؤدي إلى ارتفاع منسوب المياه بالوادي، ويتسبب في تسرب السيول و المياه المحملة بالأوحال إلى المنازل و السكنات القريبة من مجرى الأودية، إضافة إلى غرق مسالك معظم الأحياء في الأوحال و تردي وضعها، رغم العمليات المتكررة لحمايتها من مخاطر السيول الجارفة ببناء حواجز إسمنتية بجوارها و على حواف الأودية، لكنها تبقى غير مجدية لعدم استيعاب البالوعات وشبكات الصرف للكميات الكبيرة من المياه، خاصة بالأحياء السكنية القديمة، على غرار حيي عبد المؤمن و السوق.