تسبب التساقط الغزير للأمطار على ولاية برج بوعريريج، في انفجار قنوات الصرف الصحي و لفظها للمياه خارج البالوعات، ناهيك عن غمرها للطرقات، ما خلف حالة ارتباك في حركة السير عبر الطرقات و تسرب مياه السيول للمنازل و المتاجر الواقعة بالمناطق المنخفضة و المجاورة لمجاري المياه. و كرد فعل عما خلقته الاضطرابات الجوية، قام سكان القطاع (د)بمدينة البرج، صباح أمس، بغلق الطريق احتجاجا على الوضع المزري لقنوات التطهير و شبكات صرف المياه، التي انفجرت على مستوى البالوعات لعدم استيعابها للكميات الهائلة من مياه السيول المحملة بالأوحال، ما تسبب في انسدادها و خروج المياه الملوثة و غمرها للطرقات بجوار صندوق التقاعد، مطالبين بوجود حل لهذا المشكل الذي بقي يتكرر كلما تساقطت الأمطار لأزيد من عقد كامل و هو ما أكد بشأنه رئيسي الدائرة و البلدية، خلال تنقلهما لمكان الاحتجاج و تحاورهما مع السكان، على تسجيل العملية و إطلاق أشغال إعادة تحديث شبكة التطهير خلال الأيام القليلة القادمة. و كالعادة، كشفت الأمطار الغزيرة التي تساقطت لأقل من نصف ساعة بمدينة البرج، عن زيف بعض المشاريع و تصريحات المسؤولين عليها، خاصة ما تعلق منها بمشروع تهيئة النفق الأرضي بحي 500 مسكن الذي غمرته المياه، رغم صرف عشرات الملايير على نظام و شبكة صرف المياه، حيث سبق للمسؤولين عن المشروع أن أكدوا قبل سنوات، على استهلاك حوالي 30 بالمائة من المبلغ الإجمالي للمشروع، أي حوالي 20 مليار سنتيم لإنجاز قنوات تصريف المياه و بالوعات عميقة، على اعتبار أن المنطقة التي أنجز فيها تعد من بين الأماكن الأكثر عرضة لمخاطر الفيضانات، ما تطلب انجاز حوالي 12 بالوعة كبيرة بعمق 12 مترا و شبكة من القنوات «العملاقة» التي أنجزت على طول مسار النفقين، فضلا عن انجاز شبكة لتحويل مياه الوادي تحت المساحة المخصصة لإنجاز مشروع النفق و انجاز نظام لتصريف المياه على طول محيط الجدران الإسمنتية بالنفقين الأرضيين، لتجنب مخاطر انزلاق التربة، لكن كل هذه المبالغ المالية المرصودة للمشروع و العمليات المصرح بها و المنجزة قبل سنوات فقط، لم تقاوم التساقط الغزير للأمطار خلال بضعة دقائق، على غرار مشاريع أخرى لقنوات الصرف بالأحياء السكنية الجديدة و بوسط المدينة التي غرقت طرقاتها في الأوحال و المياه، لانسداد القنوات و أنظمة الصرف، ما يطرح عديد علامات الاستفهام حول مخططات حماية المدينة من الفيضانات و نوعية الأشغال في عمليات و مشاريع البنى التحتية. و خلفت الأمطار الطوفانية حالة من الخوف بين المواطنين و مستعملي الطرقات، كونها تساقطت بغزارة و تسببت في غمر الطرقات بالمياه، ما أدى إلى تسرب كميات منها لداخل المنازل على مستوى حي عبد المومن ( لاقراف) و حي 8 ماي ( الباطوار) و المحلات التجارية المتواجدة بسوق بومزراق و بعض المنازل على مستوى حي 680و القرية الشمالية، فضلا عن غمرها لعدد من الطرقات، على غرار طرقات القطاع (د) و طريق نهج عريبي لخضر بجوار حي 140 مسكنا تساهميا. و جدد سكان عدد من الأحياء السكنية و بالأخص سكان حي ( لاقراف ) و السكنات المجاورة لسوق بومزراق، شكاويهم من تهديدات الوادي و مجاري المياه المجاورة لسكناتهم، على أرواحهم و ممتلكاتهم، خاصة و أن هذه الحي مصنف من بين المناطق المهددة بمخاطر الفيضانات، التي تتزايد خلال فصلي الصيف و الخريف الذي تشهد فيه المنطقة تساقط أمطار طوفانية، ما يثير مخاوف و رعب السكان.