شغل عبد المالك سلال بداية من يوم أمس،منصب الوزير الأول، بعد توليه عدة مناصب في دواليب الدولة، مكنته من اكتساب خبرة سياسية كبيرة، بعد أن كلف بمهمات محلية عالية وتولى حقائب وزارية عدة، وجاء هذا الاختيار غير مفاجئا، باعتبار أن الرجل تدرج على مختلف المناصب من متصرف إداري مستشار تقني إلى غاية وزير للداخلية والجماعات المحلية فوزيرا للموارد المائية، حيث اثبت في كل مرة قدرته على معالجة الكثير من الملفات الشائكة في القطاعات التي تولى مسؤوليتها، وهو ما جعله محل ثقة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، الذي اختاره على رأس الحكومة، خاصة وأنه أثبت نجاحه خلال توليه إدارة الحملتين الرئاسيتين الأخيرتين لبوتفليقة في 2004 و2009. تسلم، أمس، عبد المالك سلال الذي عين كوزير أول رسميا مهامه الجديدة خلال مراسيم تسليم و تسلم المهام مع سابقه احمد أويحيى، وتدرج الوزير الأول الجديد على مختلف المناصب الإدارية والمسؤوليات بعدد من القطاعات مما جعله ملما بخبايا الكثير من الحقائب الوزارية، بعد أن تخرج المدرسة الوطنية للإدارة في فرنسا سنة 1974، تخصص دبلوماسية، وقد ولد في الفاتح أوت من سنة 1948 بمدينة قسنطينة، يعني أن سلال تولى منصب المسؤول الأول عن الحكومة بعد مرور أكثر من شهر من بلوغه سن 64 سنة، ويعتبر سلال من بين الشخصيات الوطنية المعروفة، رغم عدم انتمائه لأي حزب سياسي، مما يعني أن رئيس الجمهورية يبحث عن التكنوقراطية لمواصلة مرحلة الإصلاحات كضرورة، خاصة وأن خليفة أويحيى يتمتع بعلاقات طيبة مع غالبية القوى السياسية في الجزائر أول منصب شغله الوزير الأول الذي تولى عدد من المهام السياسية والبرلمانية والوزارية كان متصرف إداري مستشار تقني رئيس ديوان ولاية قالمة مباشرة بعد تخرجه في سنة 1975، ثم مستشارا بوزارة التربية الوطنية سنة 1976، فرئيسا لدائرة بتمنراست وأرزيو سنة 1977، حيث تدرج سلال بسرعة بين مختلف المناصب بعد أن كان يثبت في كل مرة قدرته على تسير الأمور، ليشغل منصب والي لخمس ولايات بشكل متتالي ويتعلق الأمر بكل من ولايات بومرداس، أدرار، سيدي بلعباس، وهران والأغواط، ما بين 1984 إلى 1989، فوالي خارج الإطار لدى وزير الداخلية ابتداءا من 1989 إلى 1994. وانتقل عبد المالك سلال إلى وزارة الخارجية أين تولى مهمة رئيس ديوان وزارة الخارجية لسنة كاملة من 1995 إلى 1996، وحافظ على تناقله بين عدة مناصب حساسة في ظروف صعبة كانت تشهدها البلاد آنذاك مع العشرية السوداء، حيث شغل قبل ذلك منصب المدير العام للموارد البشرية بوزارة الشؤون الخارجية 1994 إلى 1995، ليتجه بعد ذلك لتمثيل الجزائر في السلك الدبلوماسي بعد تعينه سفيرا ببودابست "المجر" في وقت كان جد عسير على الدبلوماسية الجزائرية في الخارج 1996 إلى 1997. كانت أول حقيبة وزارية تولها المسؤول الأول عن الحكومة الجديدة وزيرا للداخلية والجماعات المحلية سنة 1997 على غاية سنة 1998، ليعود مجددا كوزيرا للشباب والرياضة سنة 2000، فوزيرا للأشغال العمومية سنة 2001، وزيرا للنقل سنة 2003، ولم يغب الوزير الأول عن الحكومة طيلة السنوات الفارطة حيث واكب في كل مرة مختلف البرامج والمشاريع الضخمة لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة. قاد عبد المالك سلال بنجاح الحملة الانتخابية لرئيس الجمهورية خلال ترشحه للعهدة الثانية سنة 2004، ثم عاد لتولي منصب وزير للموارد المائية خلال ذات المنصب، إلى غاية أن كلفه رئيس الجمهورية مجددا بإدارة حملته الانتخابية للعهدة الثالثة في سنة 2009، ليعود لتولي نفس الحقيبة الوزارية ويضاف لها خلال هذه السنة حقيبة وزارة النقل بعد نجاح وزراء في الحكومة في افتكاك كرسي برلماني. ومن بين المهمات الصعبة التي ستسند للوزير الأول الجديد وحكومته، الإشراف على تنظيم انتخابات المجالس البلدية والولائية المقررة في 29 من نوفمبر المقبل كأول تحدي في مواصلة الإصلاحات التي أعلن عنها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، وإدارة مشاورات وطنية بهدف تعديل الدستور والاستفتاء عليه في النصف الأول من 2013، إضافة إلى تهيئة الأجواء لتنظيم الانتخابات الرئاسية في 2014.