الرئيس تبون شجاع .. ونجاح إفريقيا مرتبط بالجزائر واصل الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون على نهج التلاعب بالألفاظ، للهروب من قول ما يجب قوله، وهو إدانة الجرائم الاستعمارية وتقديم الاعتذار الذي لا جدال في أحقيته للشعب الجزائري. وقال ماكرون أن معالجة أزمة الذاكرة مع الجزائر تكون بتجسيد المصالحة وليس بتقديم اعتذار عن جرائم الحقبة الاستعمارية. وأكد ماكرون في حوار مع مجلة "جون أفريك" الفرنسية بشأن سؤال حول مدى استعداد باريس لتقديم اعتذار للجزائر، بالقول أنه منذ عقود قامت فرنسا وبصفة أحادية بعدة خطوات بشأن هذه المسألة والقضية ليست في الاعتذار. وأضاف المؤرخ بنيامين ستورا الذي سيقدم لي تقريرا في ديسمبر، لا يدعم هذا الطرح وما يجب هو القيام بعمل حول التاريخ ومصالحة الذاكرتين.. يجب أن نرى التاريخ أمامنا . وأضاف بالنسبة لي، واصلت هذا العمل الخاص بالاعتراف بشأن التاريخ والمثال هو قضية موريس أودان، وفي العمق بقينا منغلقين بشأن هذا الملف بين الاعتراف والاعتذار من جهة والرفض والفخر من جهة أخرى.. وبالنسبة إلي أريد أن أكون مع الحقيقة والمصالحة والرئيس تبون أكد إرادته في فعل شيء مماثل. كما أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من جهة اخرى أنه سيفعل كل ما أمكن من أجل مساعدة الرئيس عبد المجيد تبون الذي وصفه ب الشجاع ، من أجل إنجاح العملية الانتقالية في الجزائر. وقال ماكرون سأفعل ما بوسعي من أجل مساعدة الرئيس تبون في هذه المرحلة الانتقالية. إنه شجاع ، ما لم تنجح الجزائر لا يمكن لإفريقيا النجاح . وشدد ماكرون في المقابلة الطويلة على العلاقة المنصفة و الشراكة الحقيقية التي تسعى فرنسا لإقامتها مع القارة الإفريقية منذ وصوله إلى السلطة عام 2017، من خلال رفع المحرمات على صعيد الذاكرة والاقتصاد والثقافة والمشاريع . وفي آخر حديث له عن القضية، أكد رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، ضرورة مجابهة إشكالية الذاكرة التي تشوش العلاقات الجزائرية الفرنسية من دون عدوانية وفي كنف الاحترام ما بين البلدين. وأوضح رئيس الجمهورية في مقابلة مع القناة التلفزيونية الفرنسية (فرانس 24)، قبل أشهر بخصوص مسألة المطالبة بالاعتذار من قبل فرنسا على الجرائم المرتبكة إبان الحقبة الاستعمارية، أنه سبق وأن وصلتنا شبه اعتذارات وكانت هناك تعليقات إيجابية اتجاه هذا المطلب من قبل العديد من المسؤولين الفرنسيين، ليستطرد بالقول إننا نتمنى أن يتم تقديم الاعتذار. وردا على سؤال بخصوص استرجاع رفات رموز المقاومة الشعبية ضد الاستعمار الفرنسي، قال الرئيس تبون إن الرئيس الفرنسي ماكرون قد تفهم الطلب الجزائري وتلقاه بصدر رحب، لافتا بخصوص جرائم الاستعمار إلى أن الرئيس ماكرون قد تحلى بالشجاعة وقال ما لم يجرؤ البعض على قوله. وذكر رئيس الجمهورية بعديد النقاشات التي جمعته والرئيس الفرنسي والتي اكتنفها الهدوء لاسيما تلك التي جرت ببرلين خلال انعقاد الاجتماع الخاص بالوضع في ليبيا، مبرزا بالقول بإمكاننا أن نمضي قدما لتحقيق أشواطا من التقدم في علاقاتنا لا سيما فيما يتعلق بإشكالية الذاكرة . وأضاف في هذا السياق الرئيس ماكرون نزيه وواضح ونظيف تاريخيا ولم يشارك بتاتا في ما حدث في الماضي ويود أن يخدم بلده ولكنه يود أيضا أن تعود علاقتنا إلى مستواها الطبيعي ، لافتا أيضا بالقول نحن دولة نافذة لديها كلمتها في المجتمع الدولي لا سيما على الصعيد الإقليمي.