لم يستسغ سكان حي 432 مسكن بدرقانة، التابع إقليميا لبلدية برج الكيفان، عدم إيصال بيوتهم بشبكة الغاز الطبيعي خاصة في ظلّ الحاجة الملحة لهذه المادة الحيوية في يومياتهم مع اقتراب فصل الشتاء، بعد أن أنهكتهم مصاريف شراء قارورات غاز البوتان وأثقلت كاهل أبنائهم الذين يحملونها ويقطعون مسافات من أجل الحصول عليها، والتي لا تلبي حاجاتهم إلا لأيام قليلة، ولعلّ ما زاد من امتعاض السكان هي المراسلات العديدة التي قاموا بها إلى المصالح المعنية، غير أن كل ما جنوه إلى غاية يومنا، بقي حبرا على ورق، إلاّ أنهم - وحسب السكان- لا يزالون ينتظرون تجسيد الحلم الذي يراودهم منذ مدة على أرض الواقع لإنهاء معاناتهم التي يتخبطون فيها، مبدين تمسّكهم بمطلبهم القائم على ضرورة الإسراع بتزويد الحي بشبكة غاز المدينة الغائب الأكبر في الوقت الراهن، وإلى أن تنظر السلطات المعنية في مشاكل هؤلاء تبقى معاناتهم قائمة إلى إشعار آخر. ومن جهة أخرى، تحدّث السكان عن نظافة المحيط ورفع النفايات المنزلية التي تعتبر نقطة مثيرة للجدل بالنسبة لقاطني بلدية برج الكيفان، الذين يشتكون من غياب النظافة على مستوى الأحياء وتحديدا سكان 432 مسكن، حيث أنّ الأمر أصبح يساهم في انتشار القاذورات والأوساخ المسببة في انبعاث حاد للروائح الكريهة التي تخنق الأنفاس، مما بات يشكل مصدر إزعاج كبير بالنسبة للسكان، الذين يلجؤون بدورهم إلى التعاون فيما بينهم لتنظيف الحي خلال أيام العطل، بالنظر إلى ما يسببه الوضع القائم من تفشي للأمراض والأوبئة بسبب تفاقم الآثار السلبية الناجمة عن تدهور الوضع البيئي بأحيائهم، الأمر الذي دفعهم إلى مطالبة السلطات المحلية بالتدخل العاجل، لرفع الأوساخ وتمكينهم من حقهم في محيط نظيف، حيث يرى هؤلاء بأنها لا تقوم بدورها على أكمل وجه، معتبرين أن النفايات والفضلات المنزلية المتجمعة في شكل أكوام أصبحت تطبع الصورة اليومية لأحيائهم، مما ساهم في تشويه المحيط للمدينة الساحلية، فضلا عن تحوّلها إلى مصدر لتفشي الأمراض التنفسية والصدرية المزمنة جراء تكاثر الحشرات الضارة في المحيط خاصة خلال فصل الصيف أين تتفاقم معاناة المواطنين.