يعاني سكان حي 432 مسكن المتواجد بدرقانة على مستوى بلدية برج الكيفان، من مشاكل جمّة تخص متطلبات الحياة اليومية من أبرزها غاز المدينة، النظافة، مكتب البريد، بالاضافة إلى انعدام المساحات الخضراء، مما جعلهم يعيشون في دوامة من الحيرة والتهميش، مع بقاء هذه النقائص التي يعاني منها تجمعهم السكني، والتي باتت مع مرور الوقت تؤرقهم ويستحيل التعايش معها. سكنات بدون غاز المدينة منذ 12 سنة... حيث كشف قاطنو التجمع السكني في تصريحاتهم ليومية "السلام اليوم"، أنهم يسكنون في ذات الحي منذ قرابة 12 سنة في ظروف مزرية تفتقر إلى أبسط ضروريات الحياة، وهم يتكبدون منذ ذلك الوقت معاناة باتت تعكر صفوة حياتهم الهادئة وتبعث في نفوسهم الخيبة واليأس، بسبب تهاون السلطات في ربط منازلهم بشبكة غاز المدينة، الذي يعتبر من ضروريات الحياة اليومية للمواطن التي لا يمكن الاستغناء عنها -يضيف ذات المتحدث- أن اقتناء قارورات غاز البوتان بات يثقل كاهلهم، خاصة عند التنقل إلى محطة البنزين لاقتنائها، أو حتى انتظار الشاحنات المخصصة لبيعها، خاصة قاطنو الطابق الخامس الذين يجدون صعوبة في حملها، لهذا فإن ربطهم بهذه المادة الحيوية بات ضروريا كما قال أغلب سكان العمارة. في حين أكد أخرون أنهم ناشدوا عدة مرات الديوان الوطني للترقية و التسيير العقاري من أجل النظر في مشكل الغار غير أنه أخلى مسؤوليته من هذه الأخيرة، كما قاموا بمراسلة مصالح سونلغاز لكن لم تؤخذ مطالبهم للأسف على محمل الجد إلى يومنا هذا. السوق الفوضوي.. نقمة على السكان من جهة أخرى أعرب أهالي الحي "للسلام اليوم" عن الوضعية المتدهورة نتيجة تواجد السوق الفوضوي الذي يقع مقابل الحي السكني، إذ استحوذ الباعة الفوضويون على الطريق العمومي ليحولوه إلى طاولات لبيع الخضر والفواكه و الألبسة وحتى الأسماك بمختلف أنواعها غزت أرصفة الطريق، ناهيك عن الصخب والفوضى العارمة التي يحدثونها للترويج لبضاعتهم، وحتى عرض الأسعار بأصوات مرتفعة منذ الساعات الأولى للصباح، ذلك ما أزم الوضع بالنسبة للسكان الذين لم يجدوا حلا آخر سوى الاستسلام للوضع المأساوي المفروض من قبل الباعة الذين يبررون موقفهم بعدم وجود مكان آخر لعرض بضائعهم، كما يتذرع البعض الآخر بأنه يفضل أن يعرض بضاعته على طاولة بمحاذاة الرصيف بدل الاستسلام لشبح البطالة الذي يطاردهم، فرغم أن سكان الحي يقضون حاجاتهم اليومية من هذا السوق إلا أنه بات كابوسا يطاردهم. غياب شاحنات النظافة بصفة دورية عن الحي أدى إلى تراكم النفايات كما كشف من جهة أخرى قاطنو حي 432 مسكن، عن انعدام أدنى شروط النظافة داخل الحي، باعتبار أن شاحنات أعوان النظافة حسبهم لا تأتي بصفة دورية لجمع النفايات المتراكمة، وحتى عند المفرغة العمومية التي شوهت محيط الحي وأفقدته جماليته وجعلته عرضة للثلوث والأوبئة، خاصة الروائح الكريهة المنبعثة بين أرجائه والتي جلبت معها الناموس والحشرات السامة التي لم يسلم سكان البنايات من لسعاتها. كما اشتكى السكان من ضيق مركز البريد الموجود على مستوى الحي بالمقارنة إلى العدد الهائل السكان، حيث يقضون ساعات طويلة ينتظرون في طوابير والتي تعطلهم عن قضاء مصالحهم، لهذا فإن سكان المنطقة باتوا يتنقلون إلى مكاتب البريد في مناطق مجاورة رغم أن ذلك لا يخدمهم ولا يعتبر حلا مناسبا لصالحهم. فضاءات التسلية والمساحات الخضراء حلم السكان كما كشف سكان المنطقة "للسلام" عن رغبتهم الجامحة في أن يجهز حيهم بفضاءات للتسلية واللعب، باعتبار الحي يفتقر إليها ذلك، والذي من شأنه الترويح عن أبنائهم وحتى الكبار بعد عناء يوم كامل من العمل، مضيفين أن المساحات الخضراء ضروري تواجدها في الأحياء السكنية لأن وجودها سيحل الكثير من المشاكل بالنسبة لأبنائهم كالفراغ والملل الذين تعودوا اللعب على مقربة من موقف السيارات الخاص بالحي، أو على رصيف الطريق العمومي الذي قد يعرضهم لحوادث السير، يضيف أحد قاطني الحي أن العطلة الصيفية على الأبواب لذا فإن المساحات الخضراء ستكون ملاذ الكثير منهم دون عناء التنقل إلى مناطق مجاورة. وفي هذا الصدد يناشد سكان 432 مسكن بدرقانة السلطات المعنية ربطهم بشبكة غاز المدينة لأن اقتناء عبوات غاز البوتان بات يثقل كاهلهم ويزيد من أعبائهم اليومية لأن تجاهلهم جعلهم يشعرون بالتهميش والحرمان.