كشف محمد صغور مستشار وزير التعليم العالي والبحث العلمي ل«السياسي» بأن السلطات العمومية تكثف مجهوداتها من أجل الاستفادة من الكفاءات الجزائرية المتواجدة خارج الوطن قصد النهوض بقطاع التعليم العالي. وأوضح ذات المسؤول بأن هجرة الأدمغة وعدم الاستفادة من خبرتها وتجاربها من بين الأسباب التي عرقلت تطور البحث العلمي بالجزائر، وذكر «صغور» بأن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي قد أحصت حوالي 42 ألف باحث جزائري يتقلدون مناصب هامة داخل المؤسسات الاقتصادية والجامعية والتجارية والإعلامية ومراكز البحوث العالمية وكبريات المؤسسات المالية الدولية في الخارج، مؤكدا بأن السلطات العمومية تجري اتصالات حثيثة معهم من أجل إقناعهم بالعودة إلى أرض الوطن لتعزيز البحث العلمي بالجزائر وتقديم الإضافة اللازمة لتنمية الوطنية عوض الاتكال على الخبرة الأجنبية التي أنهكت الخزينة العمومية. ومن جهة أخرى، أوضح ذات المتحدث أن العشرية السوداء التي عاشتها الجزائر كانت من الأسباب الرئيسية التي جعلت حوالي 130 ألف باحث جزائري يهاجر أرض الوطن، مضيفا أن هذا استنزاف لطاقات وقدرات بشرية تعبت الجزائر في تكوينها علميا وماديا، وحول عدد الباحثين الذين يمارسون نشاطهم البحثي والعلمي داخل الجامعات الوطنية، أشار إلى وجود أكثر من 21 ألف أستاذ وحوالي 800 مخبر بحث. وفيما يخص التصنيفات التي جعلت الجامعات الجزائرية تأتي في ذيل الترتيب، قال مستشار وزير التعليم العالي والبحث العلمي بأن 50 سنة عمر جزائر الاستقلال غير كافية للتموقع في مصاف الدول المتقدمة بيد أن ما تم تحقيقه إلى حد الآن في مجال الجامعة والبحث العلمي مشجع ويستحق الثناء عليه، رغم النقائص المسجلة التي تعمل الدولة على إصلاحها وتعويضها بما يحقق مصلحة الجامعة والطلبة والأساتذة والباحثين وكذا التنمية الوطنية ومع هذا أكد ذات المتحدث بأن هذه التصنيفات غير منصفة بالنسبة للجامعة الجزائرية لأن الأولوية أعطاها للغات الأكثر استعمالا وإلى غزارة الإنتاج المعرفي غير المترجم.