شدّد باحثون جامعيون، أمس الأربعاء، خلال منتدى السياسات العامة الثالث بالجزائر العاصمة إلى تكثيف الجهود أكثر والاستفادة من الكفاءات الجزائرية المتواجدة داخل الوطن وخارجه قصد النهوض بقطاع التعليم العالي والبحث العلمي. وجاء ذلك على خلفية عرض تصنيف شنغهاي للجامعات الذي تموقعت فيه الجزائر في مراتب "متأخرة" وأوعز الباحثون سبب ذلك إلى المقاييس المعتمدة في التصنيف والتي "لا تخدم تجربة الجزائر الفتية" في هذا المجال مقارنة بالدول الأخرى. وأوضح مدير مخبر "ليابا - جامعة الجزائر 3" الأستاذ مزوي محمد رضا في مداخلته التي تمحورت حول "تصنيف شنغهاي بين التقييم والانتقادات" أن التصنيف "لم ينصف الجامعات الجزائرية"، داعيا إلى إعادة النظر في هذا التصنيف الذي أعطى الأولوية للغات الأكثر استعمالا وإلى غزارة الإنتاج المعرفي غير المترجم. وأضاف الأستاذ مزوي أن 50 سنة -عمر جزائر الإستقلال- غير كافية للتموقع في مصاف الدول المتقدمة بيد أن ما تم تحقيقه إلى حد الآن في مجال الجامعة والبحث العلمي "مشجع ويستحق الثناء رغم النقائص المسجلة". وأردف الباحث الجامعي أن " التعسف البيروقراطي وهجرة الأدمغة وعدم الاستفادة من خبرتها "من بين الأسباب التي عرقلت تطور البحث العلمي بالجزائر مشيرا إلى أن زهاء 42 ألف باحث يتقلدون مناصب مهمة في بلدان المهجر كما أن أزيد من 120 ألف باحث هاجروا خلال العشرية السوداء التي عاشتها البلاد. وبشأن ترتيب الجامعات الجزائرية إفريقيا ذكر الباحث أن جامعة العلوم والتكنولوجيا هواري بومدين جاءت في المرتبة 46 مشيرا إلى أن المراتب الأولى عادت لجنوب إفريقيا. ومن جهتها، نوهت مديرة مخبر"لاساب - المدرسة الوطنية العليا للإحصاء والإقتصاد التطبيقي" الأستاذة هانية خرشي بالمجهودات التي بذلتها الدولة وبالإمكانيات المسخرة للارتقاء بمستوى التعليم العالي والبحث العلمي بالجزائر مذكرة أن الوزارة الوصية أحصت هذه السنة 21 ألف أستاذ باحث و780 مخبر بحث بالجزائر. وأشارت الأستاذة خرشي في المقابل إلى جملة العراقيل التي تقف عائقا أمام التطور في مجال البحث العلمي على غرار نقص التأطير لاسيما في الطور الثالث (الدكتوراه) والظروف الاجتماعية "المتدنية" التي يعيشها الباحثون.