رفعت نقابات التربية وجمعية أولياء التلاميذ تقريرا مفصلا لوزير التربية الوطنية عبد اللطيف بابا أحمد حول ما يحدث في الآونة الأخيرة فيما يتعلق بالصحة المدرسية حيث يواجه أزيد من 8 ملايين تلميذ عبر القطر الوطني خطر الأمراض المعدية من جرب، قمل، وثعلبة، بوحمرون، حساسية وصرع وغيرها، خاصة في المناطق الفقيرة والمعوزة، في حين سجل في 20 ولاية انتشارا رهيبا لأمراض معدية فيما بلغت نسبة التغطية الصحية بالمدارس 6 بالمئة ما جعل نقابات التربية وجمعية أولياء التلاميذ يدقون ناقوس الخطر لأن سلامة الأجيال على المحك. وكشف خالد أحمد رئيس جمعية أولياء التلاميذ في اتصال ل«السياسي» بأن نسبة التغطية الصحية في المدارس بلغت 6 بالمئة ما يوضح الحالة التي يعاني منها التلاميذ في وسط هذا الإهمال، موضحا أن جمعية أولياء التلاميذ رفعت تقريرا مفصلا حول حالة التي يواجهها التلاميذ والمعلمين في هذه الفترة الصعبة والتي أظهرت العديد من الأوبئة والأمراض المعدية والخطيرة.
ستة بالمئة نسبة التغطية الصحية في المدارس التربوية
وأشار أحمد خالد بأن أزيد من 8 ملايين تلميذ يواجهون خطر الأمراض المعدية عبر القطر الوطني، مشيرا بان ممثلي جمعية أولياء في 20 ولاية وصلت لهم تقارير عن انتشار أمراض خطيرة من الجرب، القمل، بوحمرون وغيرها من الأوبئة خاصة في المناطق الفقيرة والمعوزة. وأضاف المتحدث بأن أغلب المدارس الابتدائية تغيب عنها وحدات كشف صحي أما في المتوسطات الثانويات توجد لكنها تفتح مرة في الشهر ما يبين وضعية الحرجة لهذه وحدات الكشف، مضيفا بأن هذه الوحدات وإن وجدت نجدها غير مهيكلة بطريقة سليمة ولا تتماشى مع ما يحتاجه التلاميذ.
أولياء التلاميذ: «وزارة الصحة مطالبة بالتكفل بملف الأمراض المعدية في المدارس»
وأوضح خالد أحمد بأنه من الضروري على وزارة الصحة التدخل والتكفل بهذه الحوادث والأمراض التي أثقلت كاهل التلاميذ ونغصت عليهم فترة الدراسة في هدوءً، موضحا بأنه وفي هذه الفترة التي تمر بها المدارس الجزائرية بانتشار كبير للأمراض المعدية لهذا وبما أن وزراة التربية الوطنية على علم بما يحدث، مطالبا بالتدخل بشكل سريع لانتشال التلاميذ من الكارثة. وأبرز رئيس جمعية أولياء التلاميذ بأن هذه الأمراض تهدد سلامة جيل كامل من التلاميذ خاصة، وأن هذه الأخيرة انتشرت ويشكل رهيب في المدارس الابتدائية، مشيرا بأن الصحة المدرسية مريضة وتحتاج بمن يعتني بها في ظل هذه المشاكل وسوء الهيكلة التي تواجهها.
أمراض غير معروفة تثير الهلع في الأوساط المدرسية
وللإشارة فإنه خلال نهاية الأسبوع الفارط كانت قد كشفت مصادر طبية أن وحدات العلاج المدرسية قد سجلت في الأيام الأخيرة تسجيل إصابة العشرات من التلاميذ بمرض لايزال مجهولا ولم يحدد نوعه بعد وسط تلاميذ المدارس الابتدائية وبعض الثانويات ببعض بلديات ولاية خنشلة، وبالخصوص منها عاصمة الولاية والبلديات النائية والفقيرة مثل بلديات الجنوب ،وأعلنت حالة الاستنفار بعد اكتشاف عشرات الإصابات بمرض غريب مس تلاميذ الطورين المذكورين. وأضاف المصدر أن الداء له أعراض تشبه أعراض داء البوحمرون آو مرض آخر يسمى الحميري، وفي سياق آخر لا تزال حالات الهلع والقلق ومشاعر عدم الارتياح تخيم على أولياء تلاميذ الثانوية الجديدة «أحمد كتروسي» بحي الشرفة جنوب غرب عاصمة ولاية الشلف في ظل ارتفاع أعداد المصابين بأعراض مرض مجهول أصاب لحد الآن 32 تلميذا وتلميذة بالثانوية تلقوا العلاج اللازم بمصلحة الحنجرة والأذن بمستشفى الشرفة في أعقاب حالة الطوارئ القصوى التي أعلنت عنها السلطات العمومية، وقامت بتجنيد فريق طبي للسهر على صحة هؤلاء التلاميذ المصابين في انتظار نتائج التحليل ألمخبري من معهد باستور بالجزائر العاصمة. مضيفا أن النتائج الأولية للفحص الطبي بينت أنهم لا يعانون من أي مرض عضوي أو اعتلال خطير، وإنما شعورهم بحالات ارتجاف وتضخم في اليدين والأطراف، مبرزا أن أغلب الحالات التي عولجت لحد الآن هي لفتيات تم تحويلهن في حالات صعبة جدا بسبب القلق النفسي والشد العضلي. كما أكد أحد الأطباء المشرفين على المصابين بهذه الأعراض الغريبة التي لحقت بالتلاميذ أن معظم الحالات وقعت في حدود الساعة العاشرة صباحا أي وقت خروج التلاميذ إلى ساحة المؤسسة مما يرجح فرضية تعرضهم لموجة برد بما أن المؤسسة كانت إلى وقت قريب عبارة عن حقل غابي كثيف يمتاز بالبرودة، هذا الوضع الخطير الذي بلغته المؤسسة التربوية دفع بأولياء التلاميذ إلى منع أولادهم من الالتحاق بمقاعد الدراسة لليوم الثاني على التوالي، فيما ساند العشرات من التلاميذ الآخرين هذا الموقف.