تمثلت أهم المقترحات التي خرجت بها مرحلة التقويم الإلزامي في العديد من المواضيع الحساسة من إدراج التعليم التحضيري وتعميمه مع إلغاء الصعود الآلي من السنة الأولى إلى السنة الثانية وإعادة السنة السادسة لتمكين تحصيل الكافي للتلميذ، وكذا إلغاء الدورة التكوينية الاستدراكية في الامتحان النهائي في الابتدائي. أما فيما يخص التكوين فقد وقفت عملية التعليم الإلزامي على إعادة بعث مراكز التكوين الخاص وإعداد المعلمين ومحاربة الاكتظاظ وتنظيم الزمن الدراسي مع إعادة النظر في الحجم الساعي وحجم الكتاب المدرسي، وفي هذا السياق حذرت النقابة الوطنية لعمال التربية، من اتساع الفجوة بين مضامين القانون التوجيهي للتربية وبين أهداف التي تريد تحقيقها من خلال البرنامج الدراسي.
تخفيف البرامج الدراسية وفق سن الطفل على رأس المقترحات
وبعد إنهاء مرحلة التقويم الإلزامي أوضحت نقابة وطنية لعمال التربية «أسانتيو» بأن هذه أهم المقترحات التي قام بها عمال قطاع التربية من إدراج التعليم التحضيري وتعميمه وجعله إجباريا وإلغاء الصعود الآلي من السنة الأولى إلى السنة الثانية مع تخفيف حجم الكتاب المدرسي ليتناسب مع سن الطفل وإضافة حصة للمعالجة التربوية لمادة الفرنسية مستوى الصف الثالث، تخفيف الحجم الساعي الأسبوعي واليومي، حيث شملت هذه المقترحات إعادة إدراج السنة السادسة لتمكين وإعطاء التلميذ زاد كافٍ يسمح له بالصعود إلى التعليم المتوسط مع إلغاء الدورة الاستدراكية لامتحان نهاية المرحلة الابتدائية وفتح مراكز إستشفائية ووحدات الكشف على كل مدارس الابتدائية، أما فيما يخص تكوين المكونين جاءت الاقتراحات كالتالي: «تثمين خبرة المدرسين وإشراكهم في إعداد القواعد والمناهج التربوية مع إعادة بعث مراكز تكوين الخاص بتكوين وإعداد الأساتذة والمعلمين وبرمجة تربصات مع نادي للمعلمين على مستوى كل مؤسسة تربوية»، وفيما يخص عصرنة الجانب البيداغوجية والإداري أكدت المقترحات على توفير وسائل النسخ والطباعة مع إسناد ميزانية المدرسة ووضعها مع تصرف الجماعة التربوية أو إدارة المصلحة. وأكدت النقابة الوطنية لعمال التربية من خلال استشارتها الوطنية، على أنه من الضروري إشراك الفاعلين من أهل التخصص ممن يرسمون ويحدّدون المعايير والمواصفات الواجب توفرها في المواطن الجزائري النموذج، مع توظيف البحوث الجامعية الخاصة بالكوادر المتخصصة في عملية التقويم، خاصة إذا تم اللجوء إلى مقارنات مع دول الجوار والاستئناس بتجارب ناجحة وهو وحده كفيل بوضع منظومة تربوية قوية.
بابا أحمد مطالب بمعالجة تراجع مستوى التلاميذ في الللغات والرياضيات
وشددت النقابة على أن تصميم وضبط ملامح منظومة تربوية بمعزل عن المؤثرات الخارجية، موضحة الحقائق والقضايا التي يجب الوقوف على مسبباتها، ولعل واقع مغادرة المئات من حملة شهادة البكالوريا عن جدارة مدرجات الجامعة عنوة، كان بسبب هشاشة تكوينهم القاعدي في اللغات الأجنبية والرياضيات، واصطدام آلاف المنتقلين إلى المرحلة الثانوية بعقوبات الإنذار والتوبيخ في بداية مشوارهم الثانوي ما يعيق سيرهم الدراسي بطريقة سليمة وصحيحة. وبينت «أسانتيو» من خلال تقرير التعليم الإلزامي على ضرورة تثمين دور المعلم الجزائري الذي تزول المدرسة الجزائرية بزواله، وتحسين ظروف عمل المعلم والأساتذة من حيث التكوين وتوفير السكن، مع الاهتمام بمقترحات المعلمين والأساتذة وتكوين خلية يشرف عليها وزير التربية تعتني بمقترحاتهم، وإعادة النظر في أساليب التأهيل والترقية واعتماد الأقدمية في ذلك لتحافظ المدرسة على هيبتها ورسالتها.
عدم نجاعة الامتحانات والاهتمام بالكم على حساب الكيف
وأشارت نقابة الوطنية لعمال التربية بان نقائص الإصلاح التعليم الإلزامي 10 سنوات الأخيرة تتمثل في عدم نجاعة الامتحانات و الاهتمام بالكم دون الكيف بإضافة إلى الاعتماد على تحديد أسابيع التدريس وإلزامية احترامها وضعف المستوى في جميع مراحل التعليم مع عدم استقرار المعلم من الجانب الإداري الشيء الذي جعله يهمل الجانب التربوي مضيفة بأن هناك حشو الدروس حتى ينهي المعلم برنامجه المكلف به عدم نجاعة التدريس بالكفاءات لأنها الكفاءات تصلح مع المواد التقنية نقص الوسائل التدريس بالرموز الأجنبية وخاصة في الطور الأول طول فترة مكوث الطفل في المدرسة مع انعدام الوسائل الكافية لإنجاح الإصلاح خاصة الإعلام والاتصال بإضافة إلى كثافة العديد من البرامج وإرهاق كاهل المتعلم مع تكرار بعض الدروس خاصة في مادة اللغة العربية مع العديد من النقائص التي تشوب هذه الأخيرة.