أوضحت نقابة عمال التربية في تقريرها النهائي لتقويم مرحلة التعليم الإلزامي تلقت «الشعب» نسخة منه ، أن الاختبارات و الامتحانات المدرسية الحالية أضحت لا تعكس حقيقة المستوى ولا تتيح التأكد من ملمح خروج المتكونين، والكتاب المدرسي رغم حلته الأنيقة لا يوفر ما قدمه العهد الماضي من نصوص أدبية و برامج تنور العقل وتطور الذكاء. وحسب التقرير الموقع من عبد الكريم بوجناح الأمين العام للنقابة هناك إجماع على ان البرامج والوحدات المقررة لا تزال مكثفة في جميع مراحل الدراسة للمرحلة الإلزامية، و لا تخدم أهداف رسالة المدرسة الجزائرية لأنه لم يراع عاملي الزمان والمكان ، فالنصوص الأدبية بلا روح والمسائل الحسابية دون تحيين. وبخصوص التعليم الابتدائي باعتباره الأساس اقترحت النقابة إدراج التعليم التحضيري و تعميمه و جعله إجبار ،و إلغاء الصعود الآلي من السنة الأولى إلى الثانية و إعفاؤهم من دراسة المواد العلمية ، و ضرورة تطابق الكتاب المدرسي للمنهاج بإعادة النظر في مضامينه و تخفيف حجمه و وزنه بما يتناسب و سن التلميذ، ناهيك عن إعادة الترميز الرياضي العلمي و جعله بالغة العربية و كذا استعمال العمليات من اليمين إلى اليسار لإنهاء الإشكال الذي يسجل دائما عند التلاميذ. كما دعا نفس التنظيم النقابي بالنسبة لباقي المستويات و المعلمين إلى إعادة النظر في أساليب التأهيل والترقية واعتماد الأقدمية في ذلك لتحافظ المدرسة على هيبتها ورسالتها، و كذا في أساليب التقويم والامتحانات المدرسية بما يحقق الأهداف المرجوة ، و تحيين الكتب المدرسية بما يتلاءم والتطور التكنولوجي السائد و تجنب التكرار ، و إعادة النظر في قوانين التوجيه والارتقاء والإعادة . وتشدد النقابة في هذا الصدد على ضرورة إشراك الجامعة الجزائرية بما تزخر به من بحوث وكوادر متخصصة في عملية التقويم، كما أن إجراء مقارنات مع دول الجوار والاستئناس بتجارب ناجحة سيكون كفيلا بوضع منظومة تربوية قوية، ناهيك عن تثمين دور المعلم و الأخذ بمقترحات المعلمين والأساتذة باعتبارهم رجال الميدان وتكوين خلية يشرف عليها وزير التربية تعتني بمقترحاتهم . وأشار ذات التقرير إلى أن التطور العلمي و التكنولوجي و الاقتصادي تجنى ثماره على مدار الساعة ، ما يستدعي التكيف معه و العمل على هذا الأساس ، خاصة و أن الحكومة رصدت لقطاع التربية أغلفة مالية و «رعاية فوقية»، و من ثم يتعين إعادة النظر مجددا في وظائف تفكيرنا قبل التفكير في رسم ملامح منظومة تربوية سليمة ، تضع حدا لتفاقم ظاهرة التسرب المدرسي و العنف بشتى أشكاله . وترى نقابة عمال التربية أن تصميم وضبط ملامح منظومة تربوية بمعزل عن المؤثرات الخارجية لن يتحقق في ظل هذه المتناقضات ،لا سيما و أن الدراسات الاستشرافية، تؤكد أن الجزائر بأمس الحاجة في الألفية القادمة إلى جيل منتج عامل، و أمام هذا الوضع تؤكد النقابة من خلال استشارتها الوطنية أن إصلاح وتقويم مرحلة التعليم الإلزامي بشكل جاد هو عملية تقنية تتطلب إشراك الفاعلين من أهل التخصص ممن يرسمون المعايير والمواصفات الواجب توفرها في المواطن الجزائري .