وجه محمد عبد العزيز الرئيس الصحراوي رسالة جديدة إلى السلطات المغربية يحذرها من مغبة المضي في نهجها وسياستها الخطيرة والتي حسبه لن تقود إلا لارتكاب جرائم جديدة، مؤكدا أن هذه السياسة من شأنها أن تدفع نحو خلق أسباب التوتر والشقاق بالمنطقة، داعيا في السياق نفسه المجتمع الدولي والأممالمتحدة لتمكين بعثة المينورسو من حماية حقوق الإنسان ومراقبتها في الصحراء الغربية. أكد الرئيس الصحراوي في كلمة ألقاها بمناسبة فعاليات الاحتفال الذكرى الأربعين لتأسيس الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء وواد الذهب «البوليساريو» واندلاع الكفاح المسلح، أمس بولاية العيون بحضور وطني ودولي، أن نظام المخزن لايزال يواصل تنكيله وتهميشه للشعب الصحراوي، هذه الانتهاكات طالت ذوي الاحتياجات الخاصة بعد تنظيمهم لمسيرة سلمية بمدينة العيونالمحتلة، منددا في الاتجاه نفسه بالاعتداءات الخطيرة والمعاناة النفسية والجسدية التي يعاني منها الشعب الصحراوي من جراء قمع السلطات المغربية في كل مرة. وأضاف الرئيس الصحراوي، أن النظام المغربي يسعى بأساليب عنصرية «الشيفونية» المقيتة والمغالطات المفضوحة لتأجيج وتأليب الشارع المغربي»، كما فعل سنة 1975 في أتون حرب ظالمة وعدوان غاشم ضد جاره وشقيقه الشعب الصحراوي، داعيا في المناسبة ذاتها الأممالمتحدة إلى إطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين الصحراويين من سجون المملكة المغربية والكشف عن مصير أكثر من 650 مفقودا صحراويا، فضلا عن فتح الأقاليم أمام المراقبين الدوليين المستقلين ووقف نهبها للثروات الطبيعية الصحراوية وإزالة جدار العار الذي يفرق العائلات الصحراوية ويدمر الإنسان والحيوان والبيئة. وجدد المتحدث النداء إلى كل المنظمات الدولية والمختصة والمجتمع المدني والمراقبين والإعلاميين المستقلين من أجل التوجه الى الصحراء الغربيةالمحتلة والمساهمة في حماية شعبها الأعزل من خطر محدق في ظل المسارات القمعية الوحشية التي ترتبها دولة الاحتلال المغربي ضد المدنيين الصحراويين العزّل، فقد آن الأوان لتمكين بعثة المينورسو من حماية حقوق الإنسان في الأراضي الصحراوية، موضحا أن الشعب الصحراوي لا يطالب سوى بتطبيق ميثاق وقرارات الأممالمتحدة، حيث وبعد 40 سنة وفي زمن قياسي من عمر الشعوب هناك تقدم بخطى ثابتة على جميع الأصعدة السياسية والاجتماعية والدبلوماسية وغيرها، وانتزع الصحراويون مكانتهم المستحقة بين الأمم. وفي السياق ذاته أشاد الرئيس الصحراوي بموقف الجزائر المبدئي الثابت حول أحقية الشعب الصحراوي في تقرير مصيره والمستمد من خلال نبراس ثورتها وكفاحها من اجل الحرية والاستقلال التي راح ضحيتها مليون ونصف مليون شهيد.
ساحلي يشدد على ضرورة إيجاد حل للقضية الصحراوية في إطار الأممالمتحدة
من جهته جدد كاتب الدولة لدى وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية، المكلف بالجالية الوطنية بالخارج بلقاسم ساحلي في كلمة له بهذه المناسبة، تمسك الجزائر دولة وشعبا بالقضية الصحراوية وحق الشعب الصحراوي في استرجاع حريته كاملة غير منقوصة وتقرير مصيره، مهنئا الشعب الصحراوي لتخليدهم للذكري ال 40 لتاسيس جبهة «البوليساريو»، وشدد على ضرورة إيجاد حل للقضية الصحراوية في إطار مبادئ الأممالمتحدة والقوانين الدولية المعمول بها معتبرا أن تسوية النزاع القائم بين البلدين لابد أن تؤخذ فيه بعين الاعتبار إرادة الشعب الصحراوي في تقرير مصيره بكل حرية. وأشاد الوزير بالمجهودات الجبارة المبذولة من قبل جبهة البوليساريو منذ تأسيسها في سبيل تحقيق تحرير الأرض والعيش في كنف الاستقرار والأمن، موضحا أن هذه الاحتمالات تزامنت وتخليد الذكرى الخمسين لتأسيس الاتحاد الإفريقي الذي سطر استكمال استقلال الدول الإفريقية نصب عينيه، موضحا في الإطار نفسه حوصلة تصفية الاستعمار في إفريقيا لتبقى حرية واستقلال الصحراوين لاتزال تراوح مكانها، داعيا المنظمات الدولية تكثيف الجهود بغية تحقيق هذا المسار بمراعاة حق الصحراويين في تقرير مصيريهم.