إعتبر الرئيس التونسي المؤقت منصف المرزوقي، أن «الإرهابيين» في بلاده حققوا نصف هدفهم المتمثل في إشاعة الفوضى والتفرقة، وحذر من أن تونس باتت مُهددة في نظامها السياسي ونمط حياتها. وقال في كلمة إلى الشعب التونسي بثها التلفزيون الرسمي ليلة الإثنين - الثلاثاء عقب الإعلان عن مقتل عدد من العسكريين في كمين مسلح بغرب البلاد، إن الإرهابيين «حققوا نصف هدفهم المتمثل فى الفوضى والفرقة، فهل سنسمح لهم بتحقيق النصف الثاني؟». وأضاف أن تونس أصبحت «مُهددة في ثورتها، ونظامها السياسي، ونمط عيشها وإسلامها المعتدل»، داعياً في المقابل القوى السياسية، للعودة إلى الحوار الوطني ونسيان الغضب وتوحيد الصفوف لمجابهة الخطر. وقال المرزوقي، «نحن شعب مهدد، وحان الوقت لعودة اللحمة الوطنية أكثر من أي وقت مضى، وذلك من خلال تجاوز الخلافات، والإتحاد لمواجهة الصعوبات الكبرى التي تمر بها تونس». وكانت مصادر عسكرية أعلنت في وقت سابق أن 9 عسكريين قتلوا في كمين مسلح نصبه لهم مساء الإثنين مجموعة من المسلحين في منطقة جبل الشعانبي من محافظة القصرين الواقعة على بعد 250 كيلومترا غرب تونس العاصمة. وأشارت وزارة الدفاع التونسية في بيان لها إلى أن دورية عسكرية تعرضت فى حدود الساعة السادسة والنصف من مساء الاثنين (بالتوقيت المحلي) إلى كمين بمنطقة «التل» المحاذية لجبل الشعانبى، كما تعرضت سيارة عسكرية كانت متجهة لدعم الدورية العسكرية إلى إنفجار لغم أرضى تسبب فى جرح 3 عسكريين آخرين. وأعلنت الرئاسة التونسية الحداد لمدة ثلاثة أيام على أرواح العسكريين، فيما أكدت مصادر طبية أن البعض من من الذين قتلوا في الكمين المسلح، تعرضوا إلى الذبح والتنكيل بجثثهم. ويُشار إلى أن هذا التطور اللافت جاء بعد ساعات قليلة من إجتماع المجلس الأعلى للأمن في تونس، وبعد أقل من ساعة من خطاب لرئيس الحكومة التونسية المؤقتة تطرق فيه إلى تدهور الأوضاع في بلاده بعد إغتيال المعارض القومي محمد البراهمي يوم الخميس الماضي ب14 رصاصة أمام منزله بحي الغزالة من مدينة أريانة المحاذية لتونس العاصمة.