تشهد العديد من المطاعم ومحلات بيع المأكولات الخفيفة بعد عيد الاضحى المبارك غلقا لعدة ايام وقد تصل الى غاية اسبوع، وهو الامر الذي أثار حفيظة العديد من المواطنين خاصة الطلبة والعمال منهم، وعلى إثر ذلك، ارتأت «السياسي» القيام بجولة استطلاعية والتقرب من بعض أصحاب المحلات للتعرف على برنامج عملهم خلال عيد الأضحى المبارك. الغلق يثير إستياء المواطنين أكدت الزيارة الاستطلاعية التي قادتنا إلى بعض المطاعم بالعاصمة، أن الخدمات المقدمة للمواطن قليلة للغاية خلال أيام عيد الاضحى المبارك، حيث اكتشفت «السياسي» خلال زيارتها الميدانية لبعض محلات بيع الأكل الخفيف، أن هذه الأخيرة لن تفتح أبوابها بعد العيد وهذا لقلة البيع في مثل هذه الايام خاصة وان الزبائن في هذه الفترة قد تخموا من اكل اللحم، الأمر الذي تأسف له بعض المواطنين الذين وجدوا أنفسهم مضطرين إلى الاعتماد على أنفسهم، خاصة الموظفين منهم الذين يضطرون إلى شراء الأجبان والمأكولات الباردة لتناول وجبة الفطور، بعد اعتيادهم على التوجه نحو مختلف محلات بيع المأكولات الخفيفة. وأوضحت شهادات بعض المواطنين ل«السياسي»، أنهم يجدون صعوبات في تناول وجبة الفطور، إذ أكدت إحدى السيدات أنه رغم مرور عدة أيام بعد عيد الاضحى المبارك، إلا أن أغلبية المحلات، خصوصا محلات الإطعام، تبقى مغلقة لأسباب مجهولة، كمحلات "البيتزا" و"الفاست فود" الأكثر طلبا من طرف العمال، كما استغربت إحدى السيدات من ظاهرة غلق المحلات المتكررة في كل سنة عقب يوم العيد، موضحة أنه في الأسبوع الأول من العيد لم يجد المواطنون أي محل مفتوح لتناول وجبة الفطور، خصوصا بالشوارع المخصصة للإطعام، كشارع ديدوش مراد، أودان وساحة الأمير عبد القادر، أما بالنسبة للمحلات التي فتحت أبوابها وتعد على الأصابع، فعرفت اكتظاظا كبيرا وازدحام المواطنين من أجل اقتناء الوجبات. وتساءل المواطنون عن عودة مسلسل غلق محلات الإطعام في كل سنة، في ظل غياب الرقابة في المناسبات والأعياد الدينية، اذ تتحول الجزائر العاصمة والمدن الكبرى إلى مدن ميتة وشوارعها شبه خالية من المواطنين والسيارات، وأغلب محالها التجارية مغلقة، فلا تكاد تعثر على محل مفتوح إلا بشق النفس، ما يجعل التجوال فيها مملا. ..وحتى المخابز ومحلات المواد الغذائية والأسواق مغلقة بعد العيد معظم المخابز ومحلات المواد الغذائية والأسواق مغلقة بعد العيد، ويستمر الغلق بضعة أيام، وهو ما يسبب ندرة كبيرة في هذه المواد التي تُترجم إلى طوابير طويلة للمواطنين أمام العدد المحدود من المخابز ومحلات المواد الغذائية التي تتكرم بفتح أبوابها. وتمتد الظاهرة إلى المطاعم حيث تغلق أبوابها بدورها بعد العيد ولا تفتحها إلا بعد نحو أسبوع، بل إنها تغلقها قبل العيد بيومين لأن عمالها يلتحقون بعائلاتهم في المدن الداخلية لقضاء العيد، ما يجعل الموظفين والعمال يصومون رغماً عنهم ولا يفطرون إلا بعد العودة إلى بيوتهم، وفي هذا الصدد، كانت لنا وقفة مع اصحاب المحلات والمطاعم لمعرفة اسباب غلقهم لمحلاتهم بعد العيد، وفي هذا السياق، يقول محمد، صاحب مطعم ببن عكنون "نضطر إلى غلق محلاتنا يوم او يومين قبل العيد وايام اخرى بعد العيد وهذا لغياب العمال خاصة الذين يقطنون بعيدا وهذا لقضاء ايام العيد مع عائلاتهم"، اما مراد، صاحب محل للمواد الغذائية، فقال "أنا مضطر لغلق محلي، لانني لا اقيم بالعاصمة، لذا، فأنا مجبر على الغلق". ويبرر أغلب أصحاب المخابز والمطاعم هذه العطلة الطويلة التي منحوها لأنفسهم على حساب زبائنهم بالتنبيه إلى أن أغلب عمالهم ينحدرون من الولايات الداخلية، وهم يغادرون محالهم يومين أو ثلاثة قبل العيد بسبب ندرة وسائل النقل، ولا يعودون بعد العيد إلا بعد أيام عديدة قد تتجاوز الأسبوع، فمن النادر أن تجد مخبزة احترمت نظام المداومة الذي فرضته السلطات، وان وجدت، فإن طوابير الزبائن تطول حول أبوابها، ويتحول الحصول على بضع أرغفة من الخبز مشقة كبيرة، هذه الحالة اغتنمها بعض الشباب في استثمار أيام العيد من أجل الحصول على عائدات مالية، حيث يقومون باقتناء كميات من الخبز في ساعات الصباح الأولى من المخابز، ليعيدوا بيعها الى المواطنين بفارق في السعر المتعارف عليه، وفي ظروف لا تحترم شروط النظافة. تدابير احتياطية لتجاوز هذه النقائص وتكرار هذه الممارسات التي باتت كعادة في كل عيد، جعلت الجزائريين يلجأون إلى اتخاذ تدابير احتياطية، وفي مقدمتها عجن السيدات للخبز التقليدي في البيوت بعد اقتناء الدقيق قبل العيد لسد أي نقص في الخبز، كما يقتنون كميات وافرة من المواد الغذائية الضرورية لاستهلاكها إلى غاية عودة الحياة إلى طبيعتها بعد نحو أسبوع، وفي هذا الصدد، يقول نبيل، رب أسرة وموظف «تعودنا على هذه الندرة كل سنة وأصبح الكثيرون يتخذون احتياطاتهم، من جهتي، أحرص على اقتناء كمية وفيرة من الخبز لسد نقص أيام العيد»، اما جميلة، فقالت "غلق اصحاب المحلات لمحلاتهم اجبرنا على اخذ الحيطة حتى لا نقع في مشكلة انعدام ما نحتاجه في هذه الايام".