عاشت العاصمة يومي عيد الأضحى المبارك ندرة كبيرة في مادة الخبز، رغم وجود بعض المخابز في الخدمة، فأينما توجهت تسمع الكلام نفسه من أصحاب المحلات والمخابز "انتهى باكرا" أو "لا يوجد" والسبب الذي يسوقه الخبازون كثرة الطلب، الذي قابله محدودية كبيرة في العرض، المبررة هي الأخرى من قبل الخبازين بتزامن أول أيام العيد مع يوم الجمعة، حيث تعمل المخابز في الغالب على توفير الحد الأدنى من الخدمة. بالرغم من التحذيرات التي وجهتها الجهات الوصية إلى أصحاب المخابز، والتي وصلت إلى حد التهديد بالغلق الإداري والغرامة المالية، إلا أن معظم المخابز كانت خارجة نطاق الخدمة في أول أيام العيد، فحتى بعضها التي كانت في الخدمة، اقتصر نشاطها على توفير خدمة أقل من الحد الأدنى. للوقوف على حال المخابز في أول أيام العيد تجولت "البلاد" في عدد من أحياء العاصمة، حيث كانت الساعة تشير الى العاشرة صباحا، توجهنا رلى عدد من المحلات، حيث يقتني عادة المواطنين الخبز، لكن بعد أن تنقلنا بين حوالي 10 محلات لم نجد ما نبحث عنه فالخبز أصبح مفقودا، وكلما استفسرنا يكون الجواب واحد من اثنين إما ان الخبز لم يصل اليوم زو أن الخبز نفد قبل صلاة العيد. بعدها كانت وجهتنا المخابز، المعني الأول بتوفير هذه المادة الأساسية، حيث وقفنا على طوابير انتظار تترقب أن يجهز الخبز وهنالك اقتربنا من بعض المواطنين، حيث سجلنا استياء كبيرا لديهم من تكرار السيناريو نفسه كل سنة مع مادة الخبز، منهم مواطن قال متسائلا "متى نتفرغ للتفكير في معاني العيد؟ لم يتركوا لنا فرصة؟". أما الخبازون المتهم الأول في قضية ندرة الخبز، فلا يرون أنهم المتسبب في المشكلة لأسباب يعتبرونها موضوعية وأسباب أخرى يقولون إنها خارجة عن نطاقهم. عن الأسباب الموضوعية يقول صاحب مخبزة ل "البلاد" إن تزامن أول أيام العيد حيث يكثر الطلب على الخبز مع يوم الجمعة، حيث تعمل معظم المخابز على توفير الحد الأدنى للخدمة تسبب حسبه في هذه الندرة. أما السبب الثاني، فمفاده أن المخابز لا تعمل كلها في عطلة العيد وهو ما يعتبره الخبازون لا يتنافى مع القانون، لأن المطلوب منهم حسبهم أن يكون عدد منهم في الخدمة. إلى جانب هذه التفسيرات التي يعتبرها الخبازون موضوعية، يقدم البعض الآخر منهم تفسيرا ثانيا لندرة مادة الخبز، حيث يحمل هؤلاء المواطنين المسؤولية، بسبب مبالغة الكثير منهم في اقتناء كمية كبيرة من الخبز، حيث يؤكد بعض الخبازين أن هناك من المواطنين من يقتني 20 خبزة، ما جعل صاحب مخبزة يتساءل "عندما يقتني مواطن 20 خبزة من الملوم عن ندرة الخبز؟" هذا وسجلت "البلاد" يوم أمس تحسنا في خدمات المخابز، حسب ما نقله لنا بعض المواطنين، الذين أكدوا توفر مادة الخبز في الكثير من المخابز عكس اليوم الأول من العيد. من جهة أخرى سجلنا استجابة الكثير من أصحاب المحلات لنداء وزارة التجارة، حيث فتحت الكثير منها أبوابها منذ الساعات الأولى لصباح هذا اليوم، خلافا لما كان عليه الحال في السنوات الأخيرة، حيث كان إيجاد محل لبيع المواد الغذائية مفتوحا في أول أو ثاني أيام العيد يتطلب القيام بما يشبه عملية بحث.