أُنقذت غابات مرتفعات كل من الشريعة وبوعرفة، بعد تدخلات أعوان الحماية المدنية الكثيرة، من التهام النيران لها للهكتارات من المساحات الخضراء خاصة بالجبال في هذه المنطقة المعروفة بكثافة غطائها النباتي، وقد دامت التدخلات 14 ساعة كاملة من أجل السيطرة والتحكم في ألسنة اللهب التي اندلعت في نهاية يوم أول أمس الماضي. قال أمس «نسيم برناوي» المكلف بالإعلام في المديردية العامة للحماية المدنية، أنه تم أمس في مرتفعات كل من الشريعة وبوعرفة، السيطرة والتحكم في الحريق المهول الذي نشب في هذه الجبال المعروفة بكثافة غطائها النباتي، وقال المتحدث خلال اتصال ل«السياسي» أمس، أن هناك تدخل لعشرات الشاحنات من وحدات التدخل للحماية المدنية ومئات الأعوان، من أجل محاصرة النيران التي التهمت عشرات الهكتارات من الغابات في ذات المنطقة. وفي نفس السياق، قال أرجع برناوي الأسباب التي جعلت النيران تلهم هذا الغطاء النباتي بالمنطقة، إلى ارتفاع درجات الحرارة التي شهدتها المنطقة في الأيام الأخيرة. وفيما يخص الخسائر المسجلة في هذا الحريق أشار المتحدث إلى أنه لم يتم تسجيل أي حالات وفاة أو جروح في هذه العملية، موضحا في السياق نفسه أن عملية تقييم الخسائر لازالت في بدايتها وسيتم الكشف عنها حين الانتهاء منها، وأفاد برناوي أنه تم القضاء على هذه النيران بشكل نهائي، كما تم نشر عشرات الأعوان في المناطق التي مستها النيران من أجل التدخل السريع في حالة نشوب أي حريق جديد في هذه المنطقة. وللإشارة فإن منطقة الشريعة تعتبر من بين المناطق المعروفة بكثافة غطائها النباتي الكبير، وكذلك معروفة بنشوب الحرائق الكثيفة فيها، والتي قد يتسبب فيها الإنسان أو الارتفاع الكبير لدرجة الحرارة خاصة في فصل الصيف، مما جعل المنطقة تندلع فيها الحرائق للتواجد الكثيف للغطاء النباتي والأحراش، وقد تم العام الماضي تسجيل احتراق أكثر من 2357 موقعا، حصيلتها 15 ألف هكتار من الغابات و7 آلاف هكتار من الأحراش، كما التهمت النيران آلاف الهكتارات من النباتات وآلاف الرؤوس من المواشي، ويضاف إلى كل هذه الخسائر التهام النيران لمساحة واسعة من الأشجار المثمرة تتشكل أساسا من أشجار الزيتون والتين فضلا عن مزارع الحبوب، وجندت فرق الحماية المدنية آلاف العناصر من قوة مكافحة النيران لإخماد هذه الحرائق، كما سجل العام الماضي كعام استثنائي.