لقي ثلاثة أشخاص مصرعهم، أمس، في سيارة اشتعلت فيها النيران بعدما صدمت عددا من السياح في ساحة تيان انمين ببكين، على ما افادت الشرطة الصينية. واعلن مكتب الامن العام في العاصمة الصينية ان سائق سيارة الجيب وراكبيه قتلا، وان العديد من السياح والشرطيين في الخدمة اصيبوا بالسيارة التي اصطدمت اخيرا بحاجز. واكدت الشرطة ان الحادث وقع في هذه الساحة الواقعة في قلب بكين والتي شهدت تظاهرات مطالبة بالديموقراطية تم قمعها بشكل دموي في جوان 1989. واضافت الشرطة ان الشرطيين يعملون على تقديم المساعدة للاشخاص في الساحة وتم اخماد الحريق ونقل الجرحى الى المستشفى المجاور. ولاحظ شهود ان قوات الامن طوقت ساحة تيان انمين وانها تقوم بعملية ضخمة في المنطقة. وعرضت على الانترنت صور سارعت اجهزة الرقابة الى ازالتها، ظهرت فيها سيارة مشتعلة يتصاعد منها عمود من الدخان الكثيف امام الصورة الشهيرة لماو تسي تونغ عند مدخل المدينة المحرمة المطل على الطرف الشمالي من ساحة تيان انمين. واوقفت الشرطة اثنين من مراسلي فرانس برس وصادرت اجهزتهما لدى محاولتهما الاقتراب من ساحة تيان انمين التي تعتبر رمز السلطة السياسية في الصين، لكن افرج عنهما لاحقا واعيدت لهما اجهزتهما بعد محو الصور منها. واغلقت المحطة الرئيسية لخط قطارات الانفاق المؤدي الى الساحة، بحسب ما ذكرت الشرطة التي تدير مترو بكين. وسرعان ما تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي الالكترونية الصينية الحادث الذي يرتدي اهمية خاصة لما للساحة من مغزى تاريخي اساسي. وتساءل صاحب مدونة الكترونية على مقربة من الموقع ما الذي يجري في تيان انمين؟ هناك آليات للشرطة وسيارات اسعاف في كل مكان. وتحدث مدونون اخرون على فرضية عملية متعمدة نفذها راكبو السيارة نظرا لقلة احتمال وقوع حادث كهذا في ذلك المكان. وافادت مراسلة "فرانس برس" قرب الساحة ان الشرطيين باشروا اقامة حواجز عالية جدا لحجب المنطقة التي اشتعلت فيها سيارة الجيب عن الانظار. وقتل آلاف الاشخاص عند سحق الحركة المطالبة بالديموقراطية عام 1989 عند مشارف تيان انمين حين ارسل الحزب الشيوعي دبابات الجيش لوضع حد لسبعة اسابيع من التظاهرات وصفها النظام بأنها تمرد مضاد للثورة. وتنتشر منذ ذلك الحين قوات امنية ضخمة باستمرار في هذه الساحة الشاسعة حيث مدخل المدينة المحرمة وضريح ماو تسي تونغ وقصر الشعب. وحاول صيني اضرام النار في نفسه في ساحة تيان انمين في 21 اكتوبر 2011 غير ان السلطات تمكنت من فرض تعتيم اعلامي على هذا الحادث الحساس الى ان نشرت صحيفة دايلي تلغراف البريطانية صورة له التقطها سائح. واكدت الصحافة الرسمية الصينية عندها ان ما قام به الصيني كان تحركا لا سياسيا. وفي 23 جانفي 2001، قام عدة اشخاص بإضرام النار بانفسهم بشكل جماعي في ساحة تيان انمين وصفوا بانهم من اتباع طائفة "فالونغونغ"، غير ان قيادة الطائفة اتهمت بكين بانها نظمت الحادث للنيل من مصداقية الحركة.