خصص غلاف مالي هام يقدر ب215 مليون د.ج لقطاع السياحة بتبسة، بغية إعادة تأهيل قرية يوكوس، التي يزيد عمرها عن ألف سنة، الواقعة ببلدية الحمامات والتي تحتل مكانة بارزة في عملية تطوير السياحة الوطنية، حسب مصالح الولاية. وأوضح المصدر، بأنه من أجل تجسيد هذه العملية تم تعيين مكتب دراسات متخصص سيتكفل بأشغال إعادة التأهيل مع مراعاة الهندسة المعمارية التقليدية للموقع ووسطه الطبيعي والبيئي مع إمكانية إشراك مستثمرين من داخل وخارج الوطن. وأضاف المصدر بالولاية بأن عملية إعادة الاعتبار لقرية يوكوس ستأخذ بعين الاعتبار عدة جوانب منها تعزيز المناظر الطبيعية والمحافظة على الوسط الطبيعي وترميم المنازل العتيقة والعمل على تنظيم استقبال الجمهور في أفضل الظروف المتعلقة بالرفاهية والأمن. وعلاوة على إعادة تأهيل المباني العتيقة، يتضمن هذا المشروع إنجاز بنغالوهات وأكشاك متعددة الخدمات وفضاءات للعب والاسترخاء ومضامير لممارسة الرياضة إضافة إلى إعادة تهيئة طريق الولوج إلى الكهف المتواجد بأعالي هذا الموقع و توسعة حظيرة ركن المركبات، حسبما أضافه مسؤولو القطاع. ويتربع موقع يوكوس الواقع على بعد 20 كلم جنوب - غرب عاصمة الولاية على مساحة إجمالية تقدر ب22 هكتارا حيث أن 1,9 هكتار منها تحتضن قطبين سكنيين هما راس السور والمدة كما يطل على الغابة التي يطلق عليها محليا الغابة والتي تعبر وادي بوعكوز. وتشهد الآثار المتبقية للحمامات والتي تم اكتشافها بهذه القرية على تواجد الرومان بهذه المنطقة في القرن الأول من هذا العصر حيث كان يطلق على موقع يوكوس "أكوا سيزاريس" وهو ما يعني"يوكوس الحمامات" حيث كان هذا الموقع يمثل همزة وصل عسكرية للرومان على طريق استراتيجية كبيرة بين كل قرطاج بتونس ولامبيز بباتنة عبر تيفاست بتبسة وتيمقاد بباتنة. وخلال الفتوحات الإسلامية استقر المسلمون بهذه المنطقة التي تمتاز بمنابعها المائية التي لا تنضب وبطبيعتها السخية. واستفادت قرية يوكوس التي تمتاز بالهواء النقي والانتعاش طوال أيام السنة والواقعة وسط بيئة طبيعية ساحرة والمحاطة بالمنابع المعدنية الطبيعية خلال السنوات الأخيرة من عدة عمليات تهيئة وتجهيز وهذا من أجل توفير أفضل الظروف لاستقبال محبي سياحة الجبال.