خصص القائمون على قطاع السياحة بولاية تبسة مبلغا بقيمة 14 مليار سنتيم، لإنجاز مركز للإعلام والتوجيه السياحي، الذي سيعمل على تطوير وترقية الخدمات السياحية وفق معايير علمية، وكذا العناية بالصناعات التقليدية كجزء من تراث وتقاليد الولاية. ويعتبر هذا المركز جهازا هاما للنهوض بالسياحة في هذه الولاية واستغلال الإمكانيات الطبيعية الهائلة التي تتمتع بها، خاصة أن القطاع السياحي لم يحظ بالاهتمام اللازم رغم أهميته في جلب مداخيل إضافية، والدليل على ذلك عدم تصنيف المؤسسات الفندقية البالغ عددها حوالي 39 مؤسسة فندقية، لحد الآن، فضلا عن عدم الاهتمام بالآثار التي عادة ما يفضلها الزوار والسياح، والتي تشهد اهمالا وأصبحت مكانا يرتاده المنحرفون، ما أدى الى هجرانها من قبل المواطنين. وفي هذا السياق، تم تخصيص غلاف مالي فاق المليون دينار جزائري، وجه لإعادة تأهيل وترميم مدينة يوكوس القديمة على مساحة إجمالية تفوق 100هكتار مع وضع الهندسة المعمارية التي شيدت بها هذه المدينة في الحسبان. وقد عرفت الحظيرة السياحية توسعا ملحوظا خلال السنوات الأخيرة، ساهمت في تحسين نوعية الخدمات، خاصة على مستوى هياكل الاستقبال، فيما يمكن استغلال قدرات أخرى كمناطق للتوسع السياحي، أهمها خنقة بكاريا التي تنفرد بمناظر طبيعية خلابة تقصدها العائلات من بكارية والمناطق المجاورة لها، والتي حال انعدام الأمن وقلة النظافة دون استقطابها لمزيد من الزوار الذين بدؤوا يهجرونها. كما لا تقل قرية بوعكوس التحفة الغنية بالمنابع المائية والمغارة المميزة التي لا تزال خباياها قيد البحث، أهمية، حيث أكد وزير السياحة الذي زارها مؤخرا على إعادة الاعتبار إليها وتحويلها إلى منطقة سياحية هائلة، فضلا عن منطقة نقرين الأثرية الزاخرة بالآثار منهاما تم اكتشافه وآخر ما زال لم يكتشف بعد والمتوارث عن حضارات متعاقبة، ومنطقة بئر العاتر التي تعتبر مهد الحضارة العاترية، التي وللأسف بدأت رسوماتها تندثر وتحتضر بسبب نقص العناية والاهتمام من طرف الجهات المعنية، وكذا عدم استغلال المنابع الحموية بالطرق العلمية المتواجدة بكل من الحمامات، ومنبع سيدي يحيى بالمريج، اللتين تتميزان بمميزات طبيعية تساهم في علاج أمراض الكلى والأمراض الجلدية، وهما بحاجة ماسة إلى دراسة علمية تمكن من استغلالهما سياحيا، إلى جانب آثار قسطل التي تشكل تحفة أثرية فنية لا مثيل لها، كلها مميزات للولاية تؤهلها لأن تحقق قفزة سياحية نوعية وتدر أمولا طائلة للبلاد. من جهة أخرى، يشهد وسط المدينة قلة النظافة وانتشار القمامة التي يتركها التجار يوميا، وذلك عبر مختلف الأحياء التي تعتبر وجهة السياح، مما يمنح صورة سيئة لزوار المدينة، ويجلعها لا ترقى لأن تكون مدينة سياحية، رغم ما تتوفر عليه من قدرات هائلةكالمناطق السياحية والطبيعية الخلابة، المعالم الأثرية والتاريخيةالهامة التي صنف بعضها عالميا، ناهيك عن الموقع الجغرافي الإستراتيجي الهام وارتباطها حدوديا مع الدول الأخرى كتونس بشريط حدودي طوله 314 كلم، فضلا عن كونها منطقة عبور ومرآة وبوابة الشرق بالنسبة للجزائر مع الدول الأخرى.