عرفت هذه الأيام الأخيرة تقلبات جوية ميزتها برودة الطقس وهو ما ساهم في انتشار العديد من الأمراض، ولعل من أبرزها مرض الرشح أو ما يعرف بالزكام الناجم عن تقلب الجو وبداية موسم البرد ما جعل بالمواطن في رحلة بحث عن طرق الوقاية من هذا المرض الموسمي الذي يرهبه الكثير منهم وهذا لما يسببه من اعراض تهدد صحة وسلامة المواطن، ولمعرفة طرق التخفيف والوقاية من الزكام، ارتأت "السياسي" التقرب من المواطن وبعض الاخصائيين واستشارتهم في الموضوع الذي يطرح نفسه في وسطنا الاجتماعي. مواطنون: «الزكام من أكثر الأمراض المقلقة في هذه الفترة» صداع، سيلان الأنف، الحمى وألم عام، هي أعراض الإصابة الفيروسية بالزكام والتي تعرف هذه الايام الاخيرة اصابات متكررة عند الكبار والصغار مما ادى بالعديد من العائلات الجزائرية لأخذ الحيطة لمواجهة موجة الزكام، وفي هذا الصدد، اعرب العديد من المواطنين ممن التقتهم «السياسي» عن تذمر واستياء لدى إصابتهم بهذا المرض، وفي هذا السياق، تقول منال "إن الشيء الوحيد الذي أكرهه في هذه الفترة هو إصابتي بالزكام لانه يؤرقني كثيرا ما يسبب لي العجز على القيام بأعمالي"، أما حورية، فأعربت لنا قائلة "ان الزكام في فضل الشتاء امر متعب جدا خاصة عند إصابة ابنائي الصغار به وهو ما يجعلني في حيرة وقلق"، اما كمال، وهو مصاب بالربو، فقال "ان صحتي تتأزم مع إصابتي بالزكام"، وامام معاناة العديد من المواطنين من هذا المرض، ذهب العديد منهم للبحث عن كيفية تقيهم من اعراض هذا المرض، وفي هذا السياق، قالت الحاجة جميلة "هناك العديد من الاعشاب مفيدة للزكام مثل الكاليتوس، فنحن نعتمد عليه منذ القديم، فبخوره يفيد في القضاء على الفيروس وعادة ما تعتمد عليه الكثير من ربات البيوت، لتفادي هذا المرض خاصة"، وفي هذا الصدد، يقول سليم "إن اعتمادنا على الكاليتوس عادة قديمة اكتسبناها من اجدادنا لعلاج الزكام بطرق طبيعية وزاد اعتمادنا عليها خاصة مع إثبات العلوم انها تستخدم في تحضير بعض الأدوية المضادة للسعال". وعن مدى انتقال العدوى بين مختلف الفئات، قالت احدى المواطنات ممن التقتهم "السياسي" في احدى العيادات الخاصة بجراحة الانف والحنجرة "ان اغلب حالات انتقال العدوى في فصل الشتاء ناتجة عن غلق نوافذ الحافلات خاصة مع موجة البرد التي تعرفها هذه الايام وهو ما يساهم وبشكل كبير في انتشار هذا المرض خلال هذه الفترة، وفي الحقيقة، انا في هذه الأيام أعيش معاناة كبيرة مع الزكام خاصة مع الأعراض الناتجة عنه". المختصون: «للزكام تداعيات خطيرة على المصابين بالأمراض المزمنة» وأمام هذه المعاناة التي يعيشها معظم المواطنين مع الزكام، ارتأت "السياسي" استشارة الاخصائيين لمعرفة طرق الوقاية من هذا المرض الموسمي، فكانت وجهتنا الى احدى العيادات الخاصة بجراحة الانف والحنجرة لاخذ رأي دكتور في طرق الوقاية من الزكام في هذه الفترة خاصة، وفي هذا الصدد، يقول الطبيب بن غزال "ان فصل الشتاء من اكثر الفصول التي تعوف بالزكام وهذا مع تبدل الفصول من فصل حار الى بارد وهو ما قد يساهم بكثرة في انتشار الزكام بين مختلف الشرائح وقد تنتقل العدوى بمجرد استنشاق الهواء الملوث بالفيروس خاصة في الاماكن العمومية، والتي تغيب فيها التهوئة ولعل ابرز اعراض الزكام العطس المتكرر وسيلان الانف، بالاضافة الى الاعراض الجانبية الاخرى، ولأجهزة التدفئة دور ايضا في انتشار الزكام، كما قلنا سابقا، بسبب تلك التقلبات من الحر الى البرد، فالحذر والحيطة من الأمور الوقائية التي قد تقلل الإصابة من الزكام لأن الإصابة بحساسية الجهاز التنفسي يمكن أن تزيد من تفاقم بعض المشاكل الصحية الأخرى، خاصة ما يتعلق بمرضى الربو لان الزكام هو مرض فيروسي سهل الانتقال". هذه هي النصائح للتخفيف من حدة الزكام لتفادي الإصابة بالزكام، هناك لقاح سنوي يحمي منه وبخصوص المضادات الحيوية، فنصفها في حالات بكتيرية، فهناك العديد من الادوية المخففة من هذا المرض مثل الاسبرين والباراسيتامول اضافة الى غسل الأنف بالمصل الفيزيولوجي أو ماء البحر، ويضيف الدكتور من جهة اخرى، على ان هناك بعض الاعشاب المفيدة للتخفيف من اعراض الزكام كاستنشاق الكاليتوس ومستحضر نباتي الذي يسمى ب"الفيك"، كما أن هناك بعض الاغذية يعني "خضر وفواكه" قد تحد من الزكام مثل اللفت والبرتقال، فهي نافعة جداً لاحتوائها على مواد مضادة للأكسدة، منها تناول الأسماك لأن أحماضها الدهنية تحتوي على الأوميغا-3، الذي يزيد من مناعة الجسم. كما أن هناك بعض الممارسات المفيدة لمقاومة الزكام خاصة في فصل الخريف والشتاء وغسل اليدين بصفة دائمة ضروري للحد من الإصابة بهذه الفيروسات، فالوقاية ضرورية خاصة لدى المرضى الذين يعانون من الأمراض المزمنة كالربو الحساسية لان أعراض الزكام قد تحدث لهم عدة مضاعفات قد تزيد من تدهور حالتهم الصحية، خاصة وأن هذه الأيام الأكثر انتشارا لفيروس الزكام.