يعيش جل رؤساء المجالس الشعبية البلدية والدوائر الإدارية لولاية الجزائر العاصمة على أعصابهم، وذلك بفعل الزيارات الماراطونية الفجائية، التي يقوم بها الوالي عبد القادر زوخ لبلديات وأحياء العاصمة والتي سوف تشمل 57 بلدية بالعاصمة. ففي خرجته الأخيرة لبلدية براقي، شدد رئيس الهيئة التنفيذية لعاصمة البلاد، وبكل حزم أمام جميع المنتخبين بالبلدية من أصغر منتخب إلى رئيس البلدية بقوله «أدعو جميع المنتخبين إلى ترك انتماءاتهم السياسية جانبا، وتركيز الجهود ومضاعفة المساعي من أجل إيجاد الحلول لمشاكل المواطنين العالقة متهما بعض المنتخبين بالمجالس المنتخبة بالإهمال والعزوف عن خدمة المواطن»، بحيث قال: «المشكلة ليس في الأموال لأنها متوفرة بل في العزوف عن خدمة المواطن من بعض المنتخبين». كما أكد الوالي، بأن «المسؤولية في المستقبل ستمنح لمن يستحقها»، كما حرص نفس المسؤول خلال خرجته ما قبل الأخيرة، لبلدية الحراش و«السابلات»، على ضرورة إلتزام رؤساء البلديات بالتواصل الدائم مع المواطنين وفتح أبوابهم لطرح انشغالاتهم، ليضيف في نفس الصدد، بأن «أي تهاون في تطبيق تعليمات السلطات العليا للبلاد وكذا أوامر وزير الداخلية والجماعات المحلية الطيب بلعيز، سيترتب عنه عقوبات ردعية». وحسب أحد رؤساء بلديات العاصمة الذي رفض الكشف عن اسمه، فإن الوالي عبد القادر زوخ معروف عنه اتباعه أسلوب الزيارات المباغتة وبلا «بروتوكولات» رسمية ويتنقل بسيارات قديمة لا تلفت انتباه المسؤولين المحليين، وهو ما لا يساعد رؤساء بلديات العاصمة المتخاذلين، ليحتاط منه أميار الولاية خاصة وأن زوخ يتسم بارتجالية في اتخاد القرارات وعلى المباشر. وتعهد خريج المدرسة الوطنية للإدارة أمام وزير الداخلية طيب بلعيز بتطبيق الصارم لتعليماته، وأكد بأن أي مسؤول منتخب أو معين يثبت في حقه الإهمال أو الكسل أو اللامبالاة في خدمة المواطن سيعامله ك«خائن للوطن»، وهي تهمة خطيرة تنجر عنها تبعات خطيرة من قبل المسؤول الأول في الولاية ضد المهملين. وعليه يعيش أغلب أميار العاصمة في حالة رعب من جراء السياسة المتبعة من طرف الوالي زوخ الذي يقوم بزيارات تفقدية دورية مفاجئة ليلاً ونهارًا لورشات ومصالح البلديات ال57، المتواجدة بالولاية، ويأتي تعيين رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة لابن ولاية ورڤلة والمعروف بالنزاهة والصرامة والإنضباط، ليس ب«الاعتباطي»، باعتبار أن رئيس الدولة يولي للعاصمة حيزًا مهمًا في برنامجه والذي خصص له مخطط استراتيجي بغلاف مالي ضخم يقدر ب2000 مليار دينار، ووضع على رأسها رجل كفء ومتمرس ذو مسار طويل في الإدارة المحلية.