فشلت الأحزاب المعارضة في أوكرانيا في طلب قدمته للبرلمان بسحب الثقة من حكومة رئيس الوزراء ميكولا أزاروف، وكانت المعارضة قد طالبت بحجب الثقة عن الحكومة بينما تظاهر آلاف الأوكرانيين خارج البرلمان في كييف. وفي وقت سابق، إعتذر إزاروف أمام البرلمان عن استخدام القوة ضد المتظاهرين وسافر الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش إلى الصين -وفقا لمصدرين في إدارته- تاركا وراءه البلاد في أزمة بسبب قراره بالتراجع عن إبرام اتّفاق تاريخي مع الإتحاد الاوروبي وتعزيز العلاقات مع روسيا. وبالإضافة إلى المعارضة السياسية يتعرض يانوكوفيتش لضغوط من الأسواق الدولية، فيما يزيد المخاطر من مواجهة أزمة مالية قد تجبره على اتّخاذ قرار لا يريده. وصوت 186 عضو في البرلمان بالموافقة على حجب الثقة عن حكومة إزاروف، لكن عدد الموافقين على حجب الثقة لم يبلغ 226 صوت وهو النصاب القانوني المطلوب للموافقة. وقبل التصويت على حجب الثقة، ألقى إزاروف كلمة في الجلسة الطارئة للبرلمان، وقال إزاروف «بالنيابة عن حكومتنا، أود أن أعتذر عما بدر من قوات الأمن في ميدان الاستقلال»، مشيرا إلى العنف في نهاية الأسبوع، وأضاف أن من تثبت إدانته بإسْتخدام العنف المفرط ستتم معاقبته ودعا إلى إنهاء الاحتجاجات أمام المباني الحكومية في كييف، ووصف تصاعد الاحتجاجات في بلاده بأنه «علامات عن انقلاب». وأضاف إزاروف خلال لقاء مع سفراء الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وكندا أن الحكومة على دراية بوجود خطط للإستيلاء على مبنى البرلمان في العاصمة كييف، موضحاً أن «الأمر خطير جداً، نحن نتحلى بالصبر حالياً، إلا أننا لا نريد أن نعطي إنطباعاً للجميع أن كل شيء متاح». ويطوق متظاهرو المعارضة الأوكرانية مقر الحكومة إحتجاجا على قرار الحكومة التراجع عن توقيع اتّفاق مع الاتحاد الاوروبي. ويطالب المتظاهرون بإسْتقالة إزاروف ويانكوفيتش ودعوا إلى إضراب عام. وكان الناشطون قد قضوا ليلة أخرى باردة في خيام نصبوها في الميدان الرئيسي في العاصمة كييف. وقال الرئيس يانوكوفيتش إن «لدى المحتجين الحق للتعبير عن رأيهم ما داموا يلتزمون بالقانون». وقد قرّر يانوكوفيتش المضي قدما في زيارته المزمعة إلى الصين بالرغم من الإحتجاجات.