تعرف العديد من الأحياء على مستوى بلديات العاصمة على غرار الجزائر الوسطى، باب الزوار، جسر قسنطينة، وغيرها مشاكل وأعطاب تمس المصاعد الكهربائية حتى بأرقى الأحياء التي ركبت بها مصاعد مغشوشة، حيث تلقى هذه الأخيرة إهمالا كبيرا وسوء تسيير من قبل المسؤولين المعنيين الذين تركوا معظمها دون تشغيل وإعادة إصلاح لعدة سنوات، الوضع الذي أثار تساؤل العديد من المواطنين حول إمكانية إسكانهم بعمارات مهيئة خارجيا فقط، فيما يعاني السكان عند كل صعود ونزول من شققهم، طارحين تساؤلات عديدة أين هي شركات تصليح المصاعد؟ ما سر تعرض المصاعد لأعطاب بشكل مستمر؟ لماذا لا تدرج مؤسسات خاصة بالصيانة من شأنها التخفيف من نسبة البطالة على مستوى العاصمة؟ «السياسي» نزلت إلى الميدان وزارت عدة أحياء سكنية تعاني من غياب تام للمصاعد وأخرى تعرضت لأعطاب دامت لسنوات دون إصلاحها. أعطاب مستمرة لمصاعد حي 2248 مسكنا بعين النعجة لايزال سكان حي 2248 مسكنا بعين النعجة يتكبدون غياب المصاعد الكهربائية من حين لآخر، حيث لا يكاد أن يتم تصليحها حتى تتعطل من جديد، وهو الوضع الذي أثر على يوميات السكان الذين أشاروا إلى أن المرضى وكبار السن لا يغادرون شققهم إلا نادرا، حيث أكدت إحدى المواطنات القاطنة بالعمارة رقم 13 وهي المتكونة من 12 طابق، أنها تتوقف في كل مرة بمجرد تصليحها، حيث ظلوا لمدة شهرين متتاليين بلا مصعد كهربائي هذا الأخير الذي يتوقف بالطابق الحادي عشر دون الوصول إلى الطابق الأخير، مضيفة أن ذات المشكل فرض عليها أن تمكث عند أختها القاطنة بحي ڤاريدي بعد إجرائها لعملية جراحية على مستوى الظهر، كما أشارت إلى أن الكثير من الأشخاص المرضى بالحي لا يزورون الطبيب إنما هذا الأخير هو من يأتي لإجراء الفحوصات الطبية إلى غاية سكناهم نظرا لصعوبة صعودهم ونزولهم من عمارة مكونة من 12 طابق. وأضافت المتحدثة في ذات السياق عن توظيف أحد الأشخاص الذي يعمل كتقني لاجل تفقّد سير المصاعد الكهربائية بشكل مستمر، لإصلاح الاعطاب التي تمسها، مؤكدة أن المشكلة تكون دائما في قطع الغيار التي يجدون صعوبة كبيرة في إيجادها. حي 2068 مسكنا بباب الزوار .. سنوات دون الاستفادة من خدماتها الوضع لا يختلف بحي 2068 مسكنا بباب الزوار أو ما يسمى حي «اسماعيل يفصح» الذي يحوي عمارات من تسع طوابق، حيث ومع تواجد مصاعد كهربائية بها إلا أن هذه الأخيرة ظلت لسنوات وهي معطلة، أين حرمت العديد من المواطنين سواء المرضى أو كبار السن من الخروج للشارع، حيث أكد المواطن «كمال» القاطن بالطابق السادس أنهم سكنوا بالحي منذ أكثر من 20 سنة لكنهم لم يستفيدوا من خدمات هذه المصاعد إلا لفترات قليلة بسبب تعطلها المستمر، مؤكدا أنهم ظلوا لمدة 10 سنوات يصعدون السلالم وينزلونها بشكل يومي وهو الوضع الذي يرهقهم بشكل مستمر خاصة بالنسبة للأطفال والتلاميذ المتمدرسين الذين يدخلون بيوتهم بعد أن ينهك التعب اجسادهم الصغيرة، ليضيف أن المصالح المعنية قامت بإصلاح العطب الذي مس المصاعد الكهربائية منذ فترة وجيزة وهو ما خفف من المعاناة التي يكابدونها خلال صعودهم ونزولهم بشكل يومي. عمارات من تسع طوابق تغيب بها المصاعد الكهربائية الوضع أكثر تعقيدا وصعوبة بالنسبة لقاطني حي الألوان المقابل لحي 2248 مسكنا بجسر قسنطينة، وهو الذي تغيب به المصاعد الكهربائية تماما رغم أن العمارات المتواجدة على مستواه متكونة من 9 طوابق، الأمر الذي أرق المواطنين الذين أكدوا أن سلالم العمارات قد انهكت قواهم وصحتهم خلال النزول والصعود بشكل مستمر. «حي المصالحة» .. رغم حداثته مصاعده معطلة استياء واسع بين سكان حي المصالحة بباب الزوار خاصة قاطني الطوابق العليا الذين تذمروا من عدم استفادتهم من خدمات المصعد الكهربائي، حيث أكد بعض المتحدثين أنهم لم يتقبلوا الأمر، خاصة وأن الحي حديث النشاة ما يستدعي عدم تواجد مثل هذه النقائص والأعطاب التي أرقتهم مطالبين من الجهات المسؤولة بالتحرك للقيام باعمال الصيانة لأجل تقديم خدمات أفضل للمواطنين الذين انهكم استعمال السلالم في حين يستطيع الاستغناء عنها. مواطنون ينقلون الأثاث عبرها وأطفال يستعملونها كوسيلة للعب أعرب العديد ممن تحدتث إليهم «السياسي» عن سوء استغلالها من طرف بعض المواطنين الذي يجهلون أو يتعمدون استعمالها بشكل غير لائق من خلال نقلهم لمختلف انواع الاثاث والأدوات الكهرومنزلية الثقيلة الوزن وكذا مواد البناء، حيث لا يحترمون طاقتها الاستيعابية وهو ما يحدث ضغطا على المصعد أين يتعطل هذا الأخير عن اداء مهامه، حسب بعض المواطنين الذين أكدوا أن سوء الاستعمال من طرف الجيران القاطنين بنفس العمارة وكذا استعمالها من طرف الاطفال الذين يظلون ينزلون ويصعدون إلى الطوابق العليا معتبرينها وسيلة للعب سبب التعطل المستمر. عبد الحميد بن داود: «غياب الرقابة سبب تركيب مصاعد ذات نوعية رديئة» أكد رئيس المجمع الجزائري لخبراء البناء والمهندسين المعماريين عبد الحميد بن داود في اتصال ل«السياسي» أن إدراج برنامج مليون وحدة سكنية بغلاف مالي ضخم، يستدعي التفكير في إنشاء معمل خاص لصنع وصيانة المصاعد الكهربائية، محملا الجهة المسؤولة عن انجاز المشروع وغياب الرقابة مسؤولية شراء هذه المصاعد ذات النوعية الرديئة. كما أضاف ذات المتحدث أن هناك إهمال كبير لهذه المصاعد التي ظلت بعضها لأكثر من 20 سنة وهي متوقفة ما جعل بعض المواطنين يستغلونها بشكل عشوائي واتخاذها كمكان للمبيت بسبب عدم صيانتها واستغلالها كما يجب. وأكد بن داود أنه يجب على المؤسسة المكلفة بالمشروع أن تقوم بالتحقق من الماركة أو العلامة الخاصة بالمصاعد مع ضرورة تجريبها في البلد الذي تشترى منه، لتعرض مرة أخيرة على المخبر الذي من المفروض أن يكون متواجدا بالميناء أو عرضها على خبراء للتحقق من صلاحيتها. فتح فرع جديد للصيانة بمركز التكوين المهني يخفف من نسبة البطالة وأضاف أن هناك نقص كبير في المؤسسات الخاصة بصيانة المصاعد الكهربائية، حيث أشار إلى أنه يجب على وزارة السكن أن تتعاقد مع مراكز التكوين المهني لأجل ادراج فرع جديد خاص بالتكوين في مجال صيانة وإصلاح المصاعد الكهربائية، ويكون ذالك من خلال مشاركة السلطات المحلية التي تعتبر أساس الخدمة العمومية في تنظيم أبواب مفتوحة لأجل التحسيس حول هذا الفرع الذي من شأنه تكوين العديد من الشباب وانتشال فئة كبيرة من عالم البطالة. حوالي ألف مصعد معطل بأفخم الأحياء العاصمية وللتذكير فقد أكد النائب يوسف خبابة أن العديد من الأحياء الراقية بالعاصمة التي تفوق عدد طوابقها ال10 طوابق تتعرض لأعطاب تخص المصاعد الكهربائية رغم حداثثها، ليؤكد من جهته عبد المجيد تبون وزير السكن والعمران والمدينة على وجود 984 مصعد معطل على مستوى أفخم الأحياء، مرجعا السبب إلى اختيار الشركات الاسبانية التي تسوق مصاعد رخيصة الثمن وذات نوعية رديئة، مع تواجد حوالي 360 مصعد تقوم الدولة باصلاحه لكن دون جدوى.