أصبح تعطل المصاعد الكهربائية بأغلب عمارات العاصمة هاجسا يؤرق الكثيرين، خاصة القاطنين بالطوابق العليا الذين يعتمدونها كوسيلة للصعود اليومي إلى سكناتهم، غير أن تعطلها المفاجئ بسبب سوء الاستعمال أو انقطاع التيار الكهربائي أو تلف قطع الغيار يحول دون استفادتهم منها. يواجه سكان العمارات في بعض الأحياء بالعاصمة العديد من المشاكل اليومية وصعوبة في التنقل في المصاعد الكهربائية التي توفر الوقت والجهد، غير أن هذه الأخيرة قد تنتج عنها جملة من المخاطر والحوادث التي قد تؤدي إلى الموت أوتتسبب للبعض في عاهات مستديمة، نتيجة سوء تشغيلها وكذا لانقطاع التيار الكهربائي وغياب الصيانة. وفي هذا الشأن ارتأت “الفجر” أن تقف عند آراء البعض من الناس. سوء الاستعمال يعطل المصاعد أجمع العديد من السكان الذين يقطنون في طوابق عليا أنهم يواجهون مشاكل جراء تعطل المصاعد بسبب جهل البعض طريقة استعمالها، وكذا لانقطاع التيار الكهربائي ولانعدام قطع الغيار الأصلية والصيانة. وفي هذا الإطار أعرب أحد سكان حي رابية الطاهر، بباب الزوار، الذي يقطن بالطابق الحادي عشر، عن استيائه الشديد إزاء هذه الوضعية، حيث وصفها بالإهمال وغياب الرقابة من طرف المصالح المعنية. من جهتها قالت إحدى السيدات القاطنة بذات الحي إنهم يواجهون متاعب كبيرة في الهبوط والنزول وكذا في حمل السلع والأثاث وغيرها من متطلبات الحياة اليومية، مشيرة إلى أنهم أرسلوا عدة شكاوى لدى المصلحة إلا أنهم لم يتلقوا أي رد”. المصاعد هاجس المسنين والحوامل لا يقف الأمر عند الذين يتمتعون بصحة جيدة أوالذين لايزالون في عز شبابهم لصعود السلالم، بل إن مشكل تعطل المصاعد طال أيضا فئة كبار السن الحوامل الذي يصعب عليهم الوصول إلى شققهم الكائنة في الطوابق العليا، وهو ما وقفنا عنده عند قيامنا بجولة استطلاع في بعض الأحياء بالعاصمة كشارع ديدوش مراد، الرويسو، تيليملي، سكنات أحياء عدل، جسر قسنطينة، العاشور، حي باردو بحيدرة، حي عميروش بحسين داي، حي مالكي ببن عكنون، اسماعيل يفصح بباب الزوار، حي الوئام بئرمراد رايس، وحي العناصر، وغيرها من الأحياء التي تشتكي عطلا في مصاعد منذ سنوات، حيث قالت إحدى الحوامل إنها تستغرق ساعة ونصف للصعود إلى شقتها في الطابق الرابع عشر، مضيفة أنها في الأشهر الأخيرة من الحمل وتخاف أي مضاعفات نتيجة الإرهاق والتعب، خاصة أنها مضطرة إلى زيارة الطبيب بين الحين والآخر. وأردفت أخرى قائلة:”اضطررت إلى المكوث عند أهلي في الشهرين الأخيرين لتجنب الصعود والنزول”. تعطل المصاعد يبعد الأقارب والضيوف حرم عطل المصاعد بعض العائلات القاطنة في العمارات ذات الطوابق العليا من استقبال ضيوفها، حيث يمتنع بعض الأقارب من زيارة أقاربهم لتجنب عناء الصعود، وهو ماجاء على لسان خالتي فاطمة:”لا أستطيع زيارة ابنتي التي تقطن في الطابق السادس عشر بسبب انعدام مصعد في بنايتها”. 6 آلاف مصعد معطل بالعاصمة كشف ملاوي الياس، مسير المؤسسة الجزائرية للمصاعد، أن أكثر من 6آلاف مصعد معطل على مستوى العاصمة، مرجعا سبب ذلك إلى مشكل إدارة تسيير المشاريع وانقطاع التيار الكهربائي الذي يشكل 50 بالمائة من حجم المشاكل، بالإضافة لنقص الجودة والصيانة. وأضاف ملاوي:”المؤسسة تعطي ضمانا لمدة سنة كاملة للمشروع الذي تعمل على إنجازه، بالإضافة إلى عمليات التفقد الشهرية للمصاعد، وبعد انتهاء هذه المدة يوقع عقد صيانة حسب رغبة الزبون أو المؤسسة السكنية المتعامل معها”. وفي سياق آخر، أضاف مسير المؤسسة الجزائرية للمصاعد أن الكثير من الأشخاص يجهلون كيفية استعمال المصاعد، ناهيك عن العبث بالأزرار أو نقل حمولة ثقيلة تتجاوز وزن الحمولة الأصلية، مشيرا إلى أن جميع هذه العوامل قد تنجم عنها مخاطر وحوادث قد تؤدي إلى الموت. وعن تكلفة تركيب المصاعد قال ذات المتحدث “إن سعرها يختلف حسب نوعية المصعد، حيث تتراوح أسعارها بين 250 مليون ومليار سنتيم”.