يحلم العديد من المواطنين بالعاصمة باستعمال السفينة للتنقل، خاصة وأن الطرقات تعرف أزمة سير خانقة، تعطّل أشغالهم اليومية. خليل، إطار في بنك عمومي، يغطس يوميا في أدغال حركة المرور الحضرية بين أعالي بوزريعة وساحة الشهداء، للإلتحاق بمقر عمله، ولهذا، فهو يعتقد أن مشروع الرحلات البحرية هو الحل الأنسب أمام حركة المرور الجنونية بالعاصمة، ويرى خليل، الذي يقطن بالحمامات (الحمامات الرومانية)، أن قطع المسافة بين بوزريعة -ساحة الشهداء ذهابا وإيابا يوميا يكلف الكثير، سواء تعلق الأمر بالصحة أو حالات الانفعال جراء حركة مرورية يصعب حتى على أعوان النظام العام تسييرها في أوقات يكثر فيها الازدحام أو بالجانب الاقتصادي، حيث يتم رفع الميزانية بسبب الاستهلاك الإضافي للطاقة، ناهيك عن تلف القطع الأساسية للسيارة. وعبّر يزيد، إطار في مؤسسة عمومية ويقطن بالضاحية الغربية من العاصمة، عن تعبه وهو يبحث يوميا عن طريق جديد لتفادي الازدحام، غير أن كل المسارات تنتهي باختناق كبير على مستوى مفترقات الطرق بباب الوادي وساحة الشهداء والبريد المركزي. ويروي أنه للذهاب من بينام إلى بئر مراد رايس، علينا أن نجد حيلا أمام حركة المرور شبه الحضرية وما عسانا إلا أن نسلك الطريق الساحلي مرورا بباب الوادي عبر بولوغين ورايس حميدو ويبقى أمامنا قطع المسافة بين بينام - بوزريعة، وبعدها النزول نحو ساحة الشهداء أو شوفالي أو حتى الطريق الاجتنابي بن عكنون - المطار . وأضاف نستيقظ باكرا ونخرج من البيت على الساعة ال6.45 دقيقة للوصول إلى مقر عملنا، بعد حوالي ساعتين من الزمن يوميا . وبعد توسّع حضري سريع بين السنوات 1990 و2010 بشرق أو غرب العاصمة، تستقطب هذه الأخيرة يوميا تدفق آلاف السيارات. ومن جهة أخرى، أكد مختص في العمران، دون الإدلاء بهويته، أنه بالإضافة إلى حركة عبور السيارات القادمة من ولايات أخرى، تكاد حركة المرور في العاصمة تنفجر، ويرى يزيد أنه يمكن تسوية هذا الوضع من خلال تحويل بسيط لحركة المرور البرية إلى رحلات بحرية بين مختلف أحياء العاصمة. وببينام يعتقد الكثير من السكان أن الرحلات البحرية بين مختلف الموانئ الصغيرة بالعاصمة تبقى حلا لمشكلة النقل، التي تعيشها العاصمة منذ عدة سنوات، وبباب الوادي وعلى الواجهة البحرية، اقترح ابن الحي على السلطات العمومية أن تفكر من الآن فصاعدا بوضع نقل بحري للقضاء على الإزدحام في حركة المرور وبالتالي، تقديم بديل بيئي لحركة آلاف السيارات التي تعبر المدينة. وتتوفر مدينة الجزائر بضاحياتيها الكبيرتين بشرق وغرب العاصمة على العديد من موانئ التسلية والصيد البحري التي قد تشكّل محطات بحرية صغيرة. التنقل عبر الشواطئ .. الحلم وبمحطة بحرية للمسافرين وميناء صيد وتسلية صغير، تتوفر العاصمة على موانئ تمنفوست والجميلة بعين البنيان. وبين تمنفوست والجميلة وإلى غاية ميناء التسلية لسيدي فرج، هناك إمكانيات ضخمة لإنجاز محطات بحرية لاسيما بالأحياء ذات الكثافة السكانية الكبيرة خاصة باب الوداي وبولوغين وبينام والكثبان وهضبة العناصر وعين طاية، حسبما يعتقده العاصميون الذين تم استجوابهم حول فرص إنشاء محطات بحرية، للتصدي للصعوبات التي تنجر عن حركة المرور بالعاصمة. وهناك كذلك كل المتعة في استعمال السفينة للذهاب إلى العمل أو التسكع في المدينة القديمة أو التوجه إلى السوق. وفي حقيقة الأمر، يثير انزعاج العاصميين اليومي من حركة المرور والإلتحاق بمقر عملهم انشغال الحكومة، ففي مطلع جانفي، أعلن وزير الدولة وزير الداخلية والجماعات المحلية، الطيب بلعيز، خلال جولة تفقدية لولاية الجزائر عن تخصيص مجلس حكومي لمسألة حركة المرور بالعاصمة. واعتبر بلعيز أن المحور الأولوي الذي ينبغي الإلحاح بشأنه، هو حركة المرور التي يجب تسويتها في أقرب الآجال. وفي هذا الصدد، تعد العديد من مشاريع المنشآت الطرقية قيد الإنجاز للقضاء على الإزدحام بالمسالك الحضرية الكبرى بالعاصمة. وفي سبتمبر 2012، تم إطلاق أشغال العديد من الطرقات الازدواجية وروابط أخرى بين المحاور الطرقية الكبرى للتصدي للإزدحام بالعاصمة ويتعلق الأمر بمنفذ العناصر، جنوب، الذي يربط القبة بخرايسية والطريق المزدوج بين الشراڤة والأبيار. وحسب حميدو، من المدينة العريقة القصبة، فإن التوجه إلى وسط المدينة في يومنا هذا أو إلى ضواحي العاصمة عن طريق الرحلات البحرية أمر ممتع وايكولوجي في نفس الوقت، وكانت وسيلة النقل هذه مستعملة خلال سنوات 1940 بين الحراش ومحطة السكك الحديدية بالعاصمة وبعدها كان المسافرون يأخذون المصعد نحو ساحة بور سعيد الذي هو مغلق حاليا .