شكّلت العمليات التحسيسية الموجّهة للناشئة المحور الرئيسي للنشاطات التي أقيمت بحر هذا الأسبوع بغرب الوطن، بمناسبة إحياء اليوم العالمي للمناطق الرطبة المصادف ل2 فيفري من كل سنة. وفي هذا الإطار، حظي زهاء ال80 تلميذا من الطور المتوسط بولاية مستغانم بخرجة بيداغوجية إلى المنطقة الرطبة المقطع ببلدية فرناكة، بمبادرة من محافظة الغابات حيث قدم لهم درس حول المسطحات المائية وأهميتها البيئية وما تزخر به من موارد طبيعية باعتبارها منطقة عبور للعديد من الطيور المهاجرة. وبرمج لنهاية هذا الاسبوع عملية مماثلة لفائدة أزيد من 60 تلميذا إلى ذات المنطقة الرطبة التي تشترك فيها ولايات وهرانومستغانم ومعسكر بمساحة إجمالية تقدر ب23 ألف هكتار وهي مصنفة ضمن اتفاقية رامسار ، وقد تم احصاء بها قرابة ال6825 طير خلال هذا الفصل الشتوي، وفق ذات المصالح. وبولاية تسمسيلت، توجّه عدد من تلاميذ المؤسسات التربوية وطلبة المركز الجامعي إلى سد بوقارة في زيارة استكشافية علمية مع استفادة متربصي المعهد الوطني المتخصص للتكوين المهني والتمهين لعاصمة الولاية بخرجة إلى مستثمرة فلاحية فضلا عن تنظيم أبواب مفتوحة بمقر مديرية البيئة وغرس 400 شجيرة بمحاذاة سد كدية الرصفة. ولتثمين هذه الفضاءات، تسعى محافظة الغابات بالولاية بالتنسيق مع دار الحظيرة الوطنية للأرز، لإنشاء خلال السنة الجارية مرصد ولائي لمراقبة الطيور المهاجرة سيسمح بإعطاء نتائج علمية دقيقة على أهم الأصناف الحيوانية التي تعيش بهذه الفضاءات الطبيعية. للتذكير، تم اقتراح تصنيف سد بوقارة كمنطقة رطبة في إطار اتفاقية رامسار في 2009 باعتبارها موقعا طبيعيا متميزا لتواجده بمنطقة سهبية وتوفره على معايير بيئية مهمة منها التنوع البيولوجي والتوازن الإيكولوجي، فضلا عن كونه محطة مناسبة سنويا للطيور المهاجرة المتمثلة في 24 نوع حيث تم إحصاء أزيد من 3.800 طائر من نهاية السنة الماضية الى أواخر جانفي 2014. ومن جهة أخرى، تعمل الحظيرة الوطنية لتلمسان على غرس مبادئ الثقافة الإيكولوجية لدى الناشئة عن طريق تكثيف اللقاءات الإعلامية والتحسيسية مع المتمدرسين وكذا المسابقات الفكرية والفنية والخرجات الاستكشافية باتجاه المناطق الرطبة التي تزخر بها الولاية حسب مديرية الحظيرة. وفي هذا السياق، أقيمت تظاهرات إعلامية وثقافية بدار الحظيرة حيث أشارت مسؤولة النشاطات والتربية البيئية إلى أن اللقاءات التحسيسية التي تقام بالمؤسسات التعليمية بمساهمة مديرية التربية وبعض الشركاء المهتمين بحماية البيئة وترقيتها مثل الجمعيات ومحافظة الغابات ترمي إلى الاتصال المباشر بالتلميذ وتمكينه من الإطلاع عن طريق معارض للصور والملصقات على الوضعية الصعبة التي تواجه البيئة عامة والمناطق الرطبة بصفة خاصة وكذا التهديدات التي تترصدها على المستوى المحلي أو الدولي جراء التلوث وظاهرة الاحتباس الحراري. يذكر أن ولاية تلمسان تزخر بالعديد من المناطق الرطبة منها غار بومعزة وغار لكحل ومغارات بني عاد ووادي تافنة وشلالات لوريط وعدة مسطحات مائية منها بحيرة ضاية الفرد بقرية بن حجي بوسيف دائرة سبدو والتي تم تصنيفها سنة 2004 ضمن الاتفاقية الدولية رامسار . وقد استفادت ضاية الفرد خلال السنوات الأخيرة من عدة عمليات مثل تشجير مساحة هامة لحمايتها من زحف الرمال التي تهدد منطقة بن حجي بوسيف السهبية والعمل على الحد من الإستغلال المفرط لمواردها خصوصا في المواسم الجافة وكذا محاربة الحرث العشوائي. وتميز إحياء اليوم العالمي للمناطق الرطبة بعين تموشنت بتنظيم محاضرة حول هذه الفضاءات لفائدة التلاميذ قبل ملاحظهم الطيور المحمية والأسماك، وتم مؤخرا إحصاء 27 صنفا من الطيور النادرة المحمية بمحطة التصفية لحاسي الغلة كونها موقعا يعتبر كمنطقة رطبة بعين تموشنت، حسبما أشار اليه رئيس مكتب حماية النباتات والحيوانات بمحافظة الغابات، هاشمي فريد، مشيرا إلى عودة قوية للطيور المهاجرة المحمية حيث أنه تم إحصاء زهاء الألف طير. يذكر أن الولاية تتوفر على مواقع هامة لاقتراحها للتصنيف ضمن الاتفاقية الدولية حيث يتعلق الأمر أساسا بالحاجز المائي لاولاد الكحيل ومحطة التصفية لحاسي الغلة وكذا السبخة، وقد سبق تصنيف جزيرة رشقون كمنطقة رطبة ذات أهمية عالمية