بعد عزل الرئيس المنتخب محمد مرسي، بات من شبه المؤكد أن يكتسح قائد الجيش السابق عبد الفتاح السيسي الإنتخابات الرئاسية الأسبوع المقبل، بفضل الشعبية التي يحظى بها في مصر. ملايين المصريين يرون أن المشير المتقاعد الآن، هو القادر على تجاوز الفترة الاكثر دموية في تاريخ مصر الحديث والقضاء على الإضطرابات التي تشهدها البلاد منذ ثورة يناير إضافة إلى إنعاش الوضع الإقتصادي المتردي. لكن الديمقراطية الحقيقية، القيمة المثلى التي ناضل ملايين المصريين من أجلها في هذه الثورة التي إنطلقت 25 جانفي 2011 وأطاحت بنظام حسني مبارك، يبدو أن عليها الإنتظار لمدة عقدين قبل أن تتحقق، حسبما قال السيسي نفسه. في المقابل، شدّد السيسي في كل لقاءاته تقريبا على أنه سيعمل جاهدا على استعادة الإقتصاد والقانون والنظام، في رسالة مبهمة لكنها مليئة بالزخم من شأنها أن تحقق له نصرا سهلا في الإنتخابات الرئاسية يومي الاثنين والثلاثاء المقبلين أمام منافسه الوحيد اليساري حمدين صباحي، الذي يقول أنه يمثل مبادىء ثورة يناير . ومع تراجع الإقتصاد، واتساع نطاق الإضطرابات والهجمات المسلحة، ينحاز كثير من الناخبين في مصر البالغ سكانها قرابة 86 مليون نسمة إلى الإستقرار. الخيار الذي يبدو جليا أن السيسي هو الذي يمثله بالنسبة لهم. ومنذ عزل مرسي، قتل نحو 1400 من انصاره في مواجهات دامية مع قوات الأمن من بينهم نحو 700 في فض اعتصام رابعة العدوية في 14 أوت الفائت. في المقابل، قتل قرابة 500 من رجال الشرطة والجيش في هجمات عبر البلاد. ويقول اسندر عمراني، مدير إدارة شمال إفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية لوكالة (فرانس برس): أن (الشهور الماضية جرى توجيهها نحو هذا الحدث)، أي الإنتخابات الرئاسية. بعد إطاحته بمرسي، الرئيس الذي أثار انقساما حادا في المجتمع ونفر الكثيرون من حوله، جرى الإحتفاء بالسيسي لشهور طويلة قبل أن يعلن أخيرا في مارس نيته الترشح للرئاسة استجابة لرغبة الشعب. خلال فترة الحملات الإنتخابية، لم يظهر السيسي شخصيا في أي تجمع انتخابي، فيما ظهر مرة واحدة أمام أنصاره في تجمع جنوب البلاد لكن عبر الفيديو كونفرنس .